مع غروب غد الثلاثاء يكون طرفا المباراة النهائية لكأس امم آسيا ال13 بالصين قد تحددا.. ولم تحقق المنتخبات العربية الثمانية التي كانت تشكل نصف مجموع الفرق المشاركة الآمال والتطلعات.. ويمكن تصنيف هذه النتائج بالمفاجآت غير المحسوبة.. او المفارقات غير المتوقعة.. فتم اقصاء ستة فرق عربية من الدور الاول وتأهل المنتخب البحريني للدور نصف النهائي واقصي المنتخب الاردني امام المنتخب الياباني (حامل اللقب) بركلات الترجيح. والواقع ان الحديث عن خروج المنتخب السعودي من الدور الاول كثر وتشعب وتعددت اسبابه... لانها المشاركة الاسوأ للاخضر في تاريخ هذه المسابقة بعد ان بقي طرفا ثابتا في المباراة النهائية منذ عام 1984م وحتى الآن بعد البداية المتعثرة وغير المشجعة امام تركمانستان.. ثم الخسارة المذلة امام اوزبكستان.. والمخجلة امام العراق. وللامانة والانصاف وبعيدا عن تصدير الانكسارات.. وتراشق الاتهامات نقول: ان مسؤولية الاخفاق يتحملها اكثر من طرف ابرزهم الجهازان الفني والاداري واللاعبون.. ومهما حاولنا تبرئة المدير الفني الهولندي المستر جيرارد فاندرليم الا انه مذنب من رأسه حتى اخمص قدميه.. ابتداء من سوء الاعداد وعقم الاداء وانتهاء بسوء الاختيار وعشوائية التشكيل.. والتخبط في التبديل.. اما تبريره باصابة بعض اللاعبين البارزين وعدم مشاركتهم فربما يكون مقنعا الى حد ما لكنه ليس مبررا لتقديم هذا المستوى الهزيل.. فالاخضر في الصين لم يكن الاخضر الذي نعرفه لانه تعب واتعب واشهر افلاسه الفني والتكتيكي ولم يحقق لنا غير الدهشة والعجب.. ولم نكن مستعدين لكل هذا الظلام وكنا نتوقع ان يتخطى الدور الاول على اقل تقدير.. لقد كان الاخضر في الصين مجرد متفرج الامر الذي دفع البعض للمطالبة بطلب العلم الكروي ولو في الصين. ويقيني ان القيادة الرياضية في المملكة مقتنعة بأن لديها حسابا غير المدون في دفاتر الجهازين الفني والاداري واللاعبين وانها ستقوم بنشر كشف الحساب على الملأ بعد قرارها باقالة فاندرليم لترسم الحدود بين الخطأ والصواب وبين الحزن والفرح..! فجر عظيم.. غاب ما ان يذكر عميد رؤساء اندية العالم الامير الراحل عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر (حسب تصنيف موسوعة جينيس) حتى يتبادر الى الذهن مجموعة اسئلة تريد الاشارة والتخصيص.. عمن نتحدث؟ عن ابن سعود الرياضي المخضرم والاداري المحنك والصحفي الجريء والمرشد الطبي.. والمتحدث الرسمي باسم النصر.. والشاعر والاديب المرهف..؟ ام عنه عربيا ووطنيا؟ ام عنه وفيا لناديه الذي افنى عمره في خدمته على مدى 44 سنة كان خلالها من اشد المخلصين له وساهم في تأسيسه؟ ام عنه كأمير متواضع وصديق للكبير والصغير دون اية تحفظات او فوقيات. فالامير الراحل عبدالرحمن بن سعود كان رياضيا عبقريا بارعا في علم الادارة لتميزه في منهجية فريدة.. وقد شكل رحيله محطة هامة في تاريخ نادي النصر وتاريخ كرة القدم السعودية.. انه صاحب (الكاريزما) التي تتفجر حيوية وحماسا واندفاعا الى حد عدم السيطرة على دوافعه ورغباته وشحنة المشاعر التي بداخله. عرف ابو خالد - رحمه الله - بعشقه لناديه النصر ودفاعه المستميت عنه في السراء والضراء وعدم سكوته عن اي خطأ حتى ولو كان طفيفا او غير مقصود.. والواقع انه لا يمكنني ان اجمع هذه المسيرة الحافلة والضخمة لهذا العملاق الشامخ في بضعة سطور لان الامير الراحل اكبر من ذلك بكثير.. ويستحق اكثر من ذلك بكثير! رحم الله فقيد الرياضة الغالي واسكنه فسيح جناته (إنا لله وإنا إليه راجعون).