قدمت المملكة العربية السعودية منحة إلى شقيقتها المملكة الأردنية الهاشمية لتعبيد طريق دولي داخل الأردن بقيمة تقدر ب «540» مليون ريال سعودي (قرابة 139 مليون دولار). ويبدأ المشروع بتعبيد المرحلة الأولى من الطريق الواصل بين الحدود السعودية - الأردنية (نقطة الحديثة - العمري) ومنطقة الأزرق - الزرقاء، الذي يعرف ب "طريق الموت". وينفذ المرحلة الأولى من الطريق مقاولون سعوديون وأردنيون، وسيكون تنفيذه بأربعة مسارب، وعلى مدى 3 سنوات. ورعى رئيس الوزراء الأردني د. عبدالله النسور، في دار رئاسة الوزراء أمس الاثنين، بحضور القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن د. حمد الهاجري، حفل توقيع اتفاقية تنفيذ الجزء الاول من مشروع إعادة تأهيل طريق حدود العمري - الأزرق - الزرقاء. وأعلن الهاجري، عقب التوقيع أن "هذا المشروع من مكارم خادم الحرمين الشريفين، الذي أمر بتنفيذه حفاظا على الأرواح والممتلكات خاصة". وقال ل "اليوم": إن هذا "الطريق، الذي يشهد حوادث مرورية أودت بحياة الكثيرين، سيقدم خدماته ليس فقط للمواطن السعودي الزائر للأردن أو العائد إلى المملكة، بل سيقدم خدمة مرورية آمنة لكافة مستخدميه، ومن مختلف الجنسيات التي تستخدم النقل البري". وأشار الهاجري الى أن "هذه المكارم، لمثل هذه المنافع، هي عهد خادم الحرمين الشريفين، الذي يسعى لخدمة الأمة جمعاء، وليس شعبا بعينه". وقال: إن توقيع الاتفاقية يأتي توطيدا لعرى العلاقات الممتدة بين القيادتين السعودية والأردنية، معربا عن أمله في أن "يشكل هذا الطريق، باعتباره رابطا أساسيا بين أراضي المملكتين، رابطا بين قلوب الشعبين". ولفت إلى أن "الطريق يعتبر ممرا من المنطقة إلى أوروبا، بعد استقرار الأوضاع في المنطقة، فضلا عن كونه يربط البلدين، ويشكل عمقا استراتيجيا بينهما". ويعتبر طريق العمري، الذي يصفه سالكوه ب "طريق الموت" لكثرة الحوادث التي يشهدها بشكل دائم، التي أسفرت عن ازهاق مئات الأرواح من السعوديين والمارين به، شريانا رئيسيا يخدم البلدين. وتتضمن اتفاقية التنفيذ، التي وقعت بين وزارة الاشغال العامة والإسكان الأردنية، وائتلاف شركة المسار المتحدة للمقاولات، وشركة أحمد يوسف الطراونة وشريكه، وشركة شبه الجزيرة للمقاولات، إعادة تأهيل الطريق الرابط بين المنطقة الحرة بالزرقاء ومنطقة الازرق والحدود السعودية/ الأردنية (العمري)، لتصبح بأربعة مسارب، وبطول 110كم. وأعرب رئيس الوزراء الأردني عن بالغ الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة، التي تأتي ضمن مكارمه ووقوفه المستمر والمملكة العربية السعودية الشقيقة مع الأردن، وترجمة للعلاقة الاخوية الوثيقة بين خادم الحرمين والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. مؤكدا أن هذه المكرمة غير الاستثنائية تعبر عن مواقف عروبية أصيلة من قبل خادم الحرمين الشريفين. وأكد النسور، في تصريح صحفي أعقب توقيع الاتفاق أن "هذه المبادرة تستهدف بالدرجة الاولى توثيق الروابط بين المملكتين الشقيقتين، وحماية أرواح مستخدمي هذا الطريق الحيوي، من ركاب وحجاج ومعتمرين". وأعرب النسور عن أمله بتمتع خادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والعافية، راجيا المولى أن يبقيه ذخرا للأمتين العربية والإسلامية.