لابد لنا ان نعترف والاعتراف بالحق فضيلة ان امام الكرة الاسيوية سنوات عديدة حتى تلحق بركب الكرة في بقية قارات المعمورة فالمستويات التي شهدناها حتى الان في بطولة الامم الاسيوية الثالثة عشرة التي تستضيفها مدن الصين الاربع بكين وجينان وتشينغدو وتشونغ كينغ لم ترق حتى للمتوسط من المستويات وربما لا يبعث على تفاؤل قريب بتطورها فنحن الاسيويين نمتلك اكبر قارات المعمورة . واكثرها كثافة سكانية لكن هذه الكثافة توزعت في زخمها على رياضات اخرى عديدة ولم ترق كرة القدم رغم انتشارها وشعبيتها الجارفة في هذه القارة الى مستويات المنافسة الحقيقية مع من سبقونا في هذا المضمار ورغم الطفرة المفاجئة لنا في كأس العالم 2002 الا ان تراجعنا كان اسرع لنبقى في دائرة الوسط التي عادة ما تفرز مستويات متذبذبة والنتائج التي طفت الى السطح حتى الان في مباريات المجموعات الاربع. تؤكد ذلك فبعد عرض هزيل للصين المستضيف في مباراة الافتتاح امام البحرين قفزت الصين لتجتاح اندونيسيا بخمسة اهداف في وقت لم تكتمل فيه فرحة اندونيسيا بفوزها المفاجيء على قطر التي استعادت ثباتها بعد تسريح الفرنسي المتعجرف لتتعادل بقيادة الوطني المسند مع البحرين وتبقى على فرص المنافسة حية وفي المجموعة الثانية خرجت كوريا من تعادل صعب مع الاردن لتمر من الامارات بهدفين لم تكن تستحقهما قياسا بالفرص العديدة السهلة . التي افلتت من اقدام لاعبي الامارات الذين منوا بخسارة غريبة امام الكويت الذي قدم عرضا قويا في مباراته تلك وسجل ثلاثة اهداف لكن ماكينة اهدافه توقفت امام دفاعية الجوهري المحكمة التي دفعت ثمن الفوز بهدفي الدقائق القاتلة طرد للمدافع فيصل ابراهيم الذي لو لم يوقف بشار عبدالله المنفرد لكان للنتيجة شأن اخر ورغم ذلك نجح الجوهري في ابقاء الاردن المتطور في دائرة المرشحين الاقوياء لبلوغ دور الثمانية. اما ما حدث في المجموعة الثالثة فقد جمع كل اطراف الغرابة حين خسر المنتخب السعودي نقطتين ثمينتين امام تركمانستان التي سبق له ومر منها بثلاثة اهداف خلال عشرين دقيقة من الشوط الاول لتصفيات كأس العالم قبل شهر مضى في الرياض ثم تخلى الحظ تماما عن الاخضر امام اوزبكستان التي خطفت هدفا ونامت عليه لتتوالى الفرص السعودية الضائعة ويخسر الاخضر. ولاتزال الفرص مفتوحة للفرق الثلاثة اليابان وايران وعمان لحسم بطاقتي التأهل للمرحلة الثانية.وقد يكون للفرق الاسيوية عذرها بسبب ظروف وحسابات مباريات المجموعات على وعد ان نستمتع بمستويات افضل في القادم من المواجهات ولكن قرار الاتحاد الاسيوي باقامة كأس اسيا في نسختها المقبلة خلال السنوات الفردية وقبل كأس الامم الاوروبية قد جاء ليعفي قارتنا من المقارنة المجحفة مع تلك المستويات. البيان الاماراتية