اثر تداعيات قضية ضبط هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدمام ل100 الف سي دي مصور عليها حفلات زفاف لسعوديات ويتم بيعها باسواق الدمام والتي ادت حسب ما ذكر في الجريدة الى تجمهر الشباب الذي اتى خصيصا لشراء هذه الاشرطة باسعار زهيدة ولا يهمه كم دفعت تلك الاسر من سمعتها الشيء الكثير نظرا للثقة العمياء التي اولتها لمصورات الحفلات من النساء. وقد قامت الهيئة بالاجتماع باصحاب صالات الافراح والحفلات للتنسيق حول ضرورة تعيين حارسات امن على الابواب لمنع تسلل الجوالات المزودة بكاميرات او الات تصوير. كما حثت الهيئة اصحاب الصالات على ضرورة الحفاظ على الاخلاقيات العامة وتقاليد المجتمع ومسؤوليتهم المباشرة عن تسرب صور الحفلات النسائية الى مواقع الانترنت او نسخها على اشرطة مدمجة وبيعها في السوق (كان هذا عن خبر في جريدة اليوم). ومع احترامي الشديد لهذا القرار, فانه في نظري لن يحد من تلك المهزلة التي بتنا نراها حديثا في مجتمعنا المحافظ, ولعل السبب لا يكمن فقط في مسؤولية البعض من النساء حاملات هذا النوع من الجوالات المزود بكاميرا عن تسرب تلك الاشرطة في الاسواق ونسخها كما اثير في ذلك الخبر.. اذ ان تفتيشهن الشخصي على ابواب الصالات لن يحل تلك المعضلة فبامكان اي مدعوة اخفاءه في مكان ما دون ان تتمكن الحارسة من ضبطها.. ناهيك عما قد يسببه ذلك التفتيش من اثارة لمشاعر الامتعاض والضيق لدى المدعوات. ان السبب الرئيسي لتسرب تلك الاشرطة مصورات الحفلات فقط لا غير, اللاتي لا يعنيهن ما يترتب على التسريب بقدر ما يهمهن قبض ثمن التصوير الباهظ والذي قد يصل مع المونتاج الى اكثر من عشرة الاف ريال, تقوم فيه المصورة بدور حامل الكاميرا, اذ يكمن دورها فقط في التصوير وينتهي بتسليمها الشريط الى معامل التصوير التي يديرها رجال لعمل المونتاج وهناك بالطبع عليك تخيل ما يحدث خلف تلك الكواليس المشبوهة, اذ يعمد من في قلبه مرض الى نسخ تلك الاشرطة وبيعها في غفلة من اصحابها الذين وثقوا بتلك المصورة ثقة عمياء معتقدين انها هي من قامت بالطبع والمونتاج. المشكلة لدينا تكمن في وجود الكثير من (الاستوديوهات) الخاصة بتصوير النساء التي تم افتتاحها حديثا بكثرة وفي كل مكان مراعاة لظروف مجتمعنا وديننا وتقاليدنا ولكي تحظى المرأة اثناء تصويرها بالخصوصية المطلوبة. هذه الاماكن تمتاز بفخامة ديكوراتها واناقتها.. لكن من يتجول فيها يرى انها تفتقد في معظمها معامل التحميض والمونتاج, لانهن وببساطة شديدة كما سبق ان ذكرت يعتمدن كليا على جهود الرجال في المعامل الاخرى التابعة للاستوديو. علما بان معظمهن ان لم يكن جميعهن يفتقدن مهارة التصوير مقارنة بنظيراتهن في الدول الاخرى, حتى التصوير الخاص بالجوازات يفتقد الحرفية رغم انه لا مكان للابداع فيه كالصور التذكارية الاخرى!