عزيزي رئيس التحرير في التاسع عشر من الشهر الجاري انطلقت المسيرة السنوية السادسة لقافلة الخير والتي أطلت على ابناء المنطقة الشرقية منذ سنوات لتنتشر الوان الفرح والسرور في اعماق الكثيرين ممن زاروها على اختلاف اعمارهم ومشاربهم، حيث رأى الكثيرون فيها رافدا من روافد المعرفة والفائدة والمرح الذي عززه تنوع برامجها وقوة طرحها المطرز باطار تنظيمي رائع واجواء احتفالية اروع استطاعت ان تجذب اليها انتباه ابناء المنطقة وغيرهم من خارج حدود المنطقة الشرقية. لقد كان السرور عظيما ونحن نرى الدعم الكبير الذي حظيت به هذه القافلة خلال مسيرتها من صاحب السمو الملكي امير المنطقة الشرقية حيث حرصت الامارة بتوجيه من سموه على استمرار فعاليات ومناشط القافلة لهذا العام 1425ه، ان دل هذا على شيء فانما يدل على مدى ما تتمتع به قافلة الخير من مصداقية وتميز وجماهيرية وفاعلية اجتماعية لها من التقدير والاحترام ما جعلها محط دعم المسؤول الاول في هذه المنطقة الغالية في بلادنا الحبيبة. ان الحديث عن الاجازة الصيفية حديث ذو شجون وكلنا يعلم ما للفراغ من خطورة بالغة على الانسان ان لم يحسن التصرف فيه لذا فالاجازة الصيفية منعطف خطير في حياة اولادنا وبناتنا خصوصا بعد ان تعودوا على ان تشغل الدراسة حيزا كبيرا في حياتهم، وعليه فاننا كآباء مطالبون بان نوجد لفلذات الاكباد المحاضن التي تربيهم على حفظ اوقات فراغهم واشغالها بكل ماهو نافع، واحسب ان قافلة الخير ببرامجها المتنوعة الجادة والترفيهية الهادفة والتي تخاطب جميع الشرائح صغارا وكبارا رجالا ونساء اقول احسبها قدمت خدمة جليلة للمجتمع في هذا الباب من المفترض ان تكون محل تقدير واجلال من الجميع. ان الانجازات الكبيرة التي حققتها قافلة الخير خلال مسيرتها العمرية القصيرة يقف خلفها مجموعة من الجنود المجهولين الذين نحسب انهم جمعوا بين الاخلاص اضافة الى قدرات تنظيمية هائلة تستحق منا ان نقف امامها بكل تقدير واعجاب خصوصا اذا علمنا ان الكثير منهم يعمل متطوعا اضافة الى ارتباطه بعمل رسمي فضلا عن الارتباطات الاسرية والاجتماعية التي قد تعيق احيانا عن اداء الواجب فضلا عن النافلة ومع ذلك ضحى الكثير من هؤلاء باوقاتهم من اجل زرع الابتسامة ونشر الخير على اوسع نطاق ممكن فجزاهم الله عنا خير الجزاء ونسأله لنا ولهم التوفيق والسداد. وان كنت اعجب من شيء فان عجبي ليشتد حين ارى واسمع عن ذلك العزوف من قبل بعض من اتاهم الله عز وجل من ماله عن دعم امثال هذه المناشط التي تقوم بها قافلة الخير والتي اصبحت تلمس زهد البعض فيها مع ان المردود الربحي لمثل هذا المشروع مضمون مائة بالمائة ولا يحتاج الا لامر واحد وهو اخلاص النية لوجه الله تعالى وان يكون الهدف نفع الاسلام والمسلمين قبل اي شيء اخر، فان المال الذي ينفق على مثل هذه المشاريع الخيرية العظيمة التي تهتم بقطاع عريض من ابناء المجتمع وتقدم لهم الترفيه البريء مغلفا بالفائدة والحكمة والموعظة الجميلة التي تدعو الى خلق فاضل او عمل صالح او تعزز من ظاهرة نفعية تعود على المجتمع بالفائدة او تحذر من سلوك خاطئ او فهم مغلوط لهو صورة من اجل صور العطاء الخيري الذي يحظى بدعم المسؤولين في هذه البلاد المباركة. مشروع القافلة الخيرية يأتي في ظل ظروف تعيشها بلادنا ليعزز معنى الدعوة الى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، ويأتي ليمثل امتدادا للقناعة المترسخة في نفوس ولاة الامر تجاه العمل الخيري والدعوي الذي اصبح يواجه بالهجوم والغمز واللمز وهو ما يزيدنا قناعة باذن الله تعالى ان ولاة امر هذه البلاد لن يسمحوا لدعاة الفتنة من الطرفين الغالي والجافي بتمرير مخططاتهم الرامية الى غرس بذور الكراهية والحقد والشك في هذا المجتمع النبيل الذي قام بالاسلام وعلى الاسلام ومن اجل الاسلام يحيا ويموت متمثلا في ذلك قول الله عز وجل (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). @@ ماجد بن محمد الجهني- الظهران