توصل فريق بحثي أمريكي إلى أن طول عمر الانسان شهد قفزة كبيرة ومفاجئة منذ ما يقرب من 32 ألف عام مضت الامر الذي سمح للناس بأن يعيشوا عمرا أطول ويكتسبوا الحكمة عبر سني عمرهم المديد. ويرجع الباحثون التطور الحالي للحضارة الحديثة إلى طول عمر إنسان اليوم الذي زاد إلى خمسة أضعاف. واكتشفت الدراسة أن الانسان اكتسب طول العمر على مدار آلاف السنين منذ نشأته الاولى. ولكن طول العمر زاد بشكل مثير ومفاجئ في بداية العصر الحجري القديم أي منذ ما يقرب من 30 ألف سنة قبل الميلاد عندما بدأ الانسان العاقل تأسيس وجوده في أوروبا. ويعتقد العلماء الامريكيون ان طول عمر الانسان كان له أثاره السلبية والايجابية. فعلى الجانب السلبي يرى العلماء أن طول العمر أدى إلى إصابة الانسان بأمراض كثيرة لم يكن يعرفها من قبل وشعر بعدم القدرة على الحركة مع التقدم في العمر. وعلى الجانب الاخر يرى العلماء أن طول العمر لم يؤد إلى تشجيع العلاقات الاجتماعية وروابط النسب فحسب بل إلى تمرير المعلومات وانتقال الخبرات من جيل إلى آخر. أو كما يطلق عليه الخبراء "نظرية الجدات" حيث يرى العلماء أن الجدات لهن فائدة لا يستطيع إنكارها أحد وتتمثل تلك الفائدة في نقل الخبرات والمعلومات التي اكتسبنها طوال أعمارهن إلى بناتهن بل وحفيداتهن في كثير من الاحيان. كما كان لطول العمر أيضا دور كبير في زيادة عدد السنوات المتاحة للتناسل. ويعتقد العلماء أن تلك العوامل مجتمعة لعبت دورا مؤثرا في زيادة عدد السكان واوجدت كثيرا من الضغوط الاجتماعية أدت إلى نمو شبكات التجارة وزيادة الحركة والتنقل وظهور أنظمة أكثر تعقيدا للتعاون والمنافسة. ومن هنا يعتقد العلماء كانت نقطة الانطلاق لظهور الحضارة الحديثة. وتوصل العلماء إلى هذه الاستنتاجات والاكتشافات التي نشرت في صحيفة الاكاديمية الوطنية للعلوم بعد عقد مقارنات لاكثر من 750 من بقايا أسنان الانسان على مدار فترات زمنية متلاحقة.