يبدو أن مجال النقل الجوي في المغرب بدأ يشهد تحولات سريعة سيكون لها تأثيرات على مستوى الخدمات بعد أن بدأت العديد من الشركات الجوية الفرنسية والإسبانية والبرتغالية بتكسير احتكار الخطوط الملكية المغربية للنقل بين المدن المغربية والمدن الأوربية وبأسعار جد تفاضلية ومخفضة مما سيدفع حسب العديد من الخبراء ب "الملكية" إلى إعادة سياستها في أسعار تذاكر الطيران التي تعتبر من الأغلى في العالم بالنظر إلى مستوى الخدمات ونوع الطائرات المستعملة في أسطولها بالرغم من سياسة التحديث التي نهجتها الشركة بعقدها لعقود مع كل من الإيرباص والبوينع،والتي تئن من العديد من المشاكل أبرزها الإضرابات المتواصلة التي عرفتها مؤخرا والتي خلفت خسائر فادحة بسبب مطالب ربابنتها الرفع من أجورهم، وبسبب الاختلاسات التي عرفتها الشركة والتي أوصلت مديرها العام لقبة البرلمان حيث كان محل تساؤل وتحقيق من قبل ممثلي الأمة . وهكذا حصلت شركة الخطوط الجوية الفرنسية الخاصة اير اوريزون خطوط الأفق المعتمدة قانونيا من قبل السلطات الفرنسية في23 يونيو الجاري على ترخيص من مديرية الطيران المدني التابعة لوزارة التجهيز والنقل المغربي لتنظيم رحلات منتظمة إلى عدد من المدن المغربية انطلاقا من المطارات الفرنسية. وحسب بلاغ لوزارة التجهيز والنقل فإن هذا القرار يندرج في إطار تطبيق السياسة الجديدة لتحرير النقل الجوي بالمغرب التي تنهجها الحكومة. وقد أعادت الشركة الفرنسية التي كانت تؤمن رحلات الشارتر في اتجاه المغرب تحت اسم اورالير النظر في استراتيجيتها لتكون بذلك الشركة الفرنسية الثالثة بعد اير فرانس وكورسير التي تنظم رحلات منتظمة إلى مختلف المطارات المغربية انطلاقا من فرنسا. وتهدف عملية الترخيص للشركة الفرنسية إلى تشجيع الرحلات الجوية المنتظمة مع المطارات المغربية خاصة ما يخدم الاتجاهات السياحية بالمملكة وذلك بهدف ضمان نجاح استراتيجية التنمية السياحية في إطار ما يسمى في المغرب برؤية2010 التي أعلن عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس والهادفة إلى الرفع من عدد السياح الذين يختارون المغرب وجهة لهم إلى 10 ملايين سائح في حدود العام 2010. ويتضمن برنامج الرحلات المنتظمة بالنسبة لصيف2004 حوالي عشرين رحلة ذهابا وإيابا أسبوعيا موزعة على الاتجاهات التالية: باريسمراكش {في اتجاه الجنوب} بأربع رحلات أسبوعية. باريس أغادير {جنوبا} بأربع رحلات أسبوعية. باريسوجدة {أقصى الشرق المغربي} بأربع رحلات أسبوعية. باريسفاس {وسط المغرب} رحلة واحدة أسبوعيا. باريسطنجة {أقصى الشمال} رحلة واحدة أسبوعيا. باريسالصويرة {غربا} عبر مراكش رحلة واحدة أسبوعيا. باريسالدار البيضاء عبر مدينة بوفي الفرنسية بثلاث رحلات أسبوعية. باريسالرباط عبر بوفي برحلتين أسبوعيتين. وحسب ذات البلاغ فإن هذا البرنامج الجديد جاء ليعزز عروض النقل بين فرنسا والمغرب لفائدة المسافرين مهما كانت جنسياتهم أو مبررات سفرهم والذين يمكنهم الاستفادة من عروض متنوعة وبأسعار أكثر تنافسية. وتتراوح الأسعار التي حددتها الشركة لكل رحلة ذهاب وإياب ما بين240 يورو و400 يورو بدون احتساب الرسوم وذلك حسب الفترات والمواسم. البلاغ أشار كذلك إلى أن وزارة التجهيز والنقل المغربية ستواصل اتصالاتها مع الشركة الفرنسية لتشجيعها على تكثيف عرضها في اتجاه المغرب خلال السنوات القليلة المقبلة وذلك تمشيا مع آفاق التنمية السياحية للمملكة . على صعيد آخر وارتباطا بموضوع مخطط تحرير ميدان النقل الجوي بالمغرب فإن هذا المخطط لم يعد مجرد رؤية استراتيجية بل إن الشروع في تنفيذه بات مسألة وقت وأيام قلائل. فبعد تأجيلها لمدة شهر ستنطلق أولى رحلات شركة "أطلس" المغربية الثانية للنقل الجوي، وهي تابعة للخطوط الملكية المغربية، وذلك في غضون هذا الأسبوع. وستكون نقطة الانطلاق هي مدينة مراكش السياحية فيما ستتمثل نقط الربط في عدد من المدن الفرنسية وذلك وفق هاجس الاستثمار الأكثر للمناطق المصدرة للسياح في اتجاه المغرب. وإذا كانت طائرات الشركة الجديدة ستحط في بداية الأمر بالمدن الفرنسية هذا البلد الذي يأتي في مقدمة الترتيب من حيث مصادر السياح، فإن بلدانا أوروبية أخرى مبرمجة في مخطط الرحلات التي تقل أسعارها عن أسعار شركة الخطوط الملكية المغربية الأم بما يفوق 15 في المائة. وبهذا بات المغرب يتوفر على ثلاث شركات للنقل الجوي هي الخطوط الملكية المغربية {المعروفة اختصارا بلارام} والخطوط الإقليمية {ريجيونيل إير} وخطوط أطلس. وكان تحرير مجال النقل الجوي في المغرب قد شكل نقطة محورية في أشغال "المناظرة الوطنية الرابعة" حول السياحة والذي انعقد بمدينة الدار البيضاء العاصمة المالية والاقتصادية للمغرب بتاريخ12 و13 من شهر فبراير الماضي.