في اطار استراتيجيتها الشاملة لدفع الاستثمارات الصناعية بالمنطقة العربية وتأهيل العاملين في الحقل الصناعي بكافة المهارات التكنولوجية والعصرية قررت المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين تدريب عناصر سعودية وسودانية وسورية وكويتية في دورة تدريبية تقيمها المنظمة بالقاهرة خلال الفترة من 4 الى 8 من شهر يوليو الجاري حول دور حاضنات المشروعات في المؤسسات الصناعية. وعن اهمية انعقاد هذه الدورة قال المهندس طلعت ظافر المدير العام للمنظمة ان الحاضنات التكنولوجية تعتبر من اهم الوسائل الفعالة لتنمية وتطوير الصناعات الصغيرة حيث يمكن من خلالها تطبيق الابحاث العلمية والابتكارات العلمية المتطورة في مشروعات صناعية انتاجية لتصنيع منتجات ذات تقنية عالية ولها قدرات تنافسية في الاسواق العالمية، وعن تعريف الحاضنات قال ان الحاضنة هي مكان يخصص به عدد من الوحدات الصناعية بمساحات مختلفة ومجهزة بالمرافق والخدمات ويمكن استغلالها لاقامة المشروعات الجديدة مع توفير كافة المساعدات اللازمة سواء كانت مساعدات فنية او استشارية او قروضا تمويلية ويتولى الاشراف على هذه المشروعات المقامة بها مجموعة من المتخصصين والباحثين والخبراء مما يوفر المناخ الجيد لتنمية وتطوير هذه المشروعات خلال مدة تعاقدها وتواجدها بالحاضنة والتي قد تصل الى ثلاث سنوات. ويقول الظافر ان الحاضنات التكنولوجية تركز اعمالها وانشطتها في المشروعات الصغيرة التي لها اهمية اقتصادية كبيرة في العالم حيث تشارك الصناعات الصغيرة بحوالي 70 بالمائة في الاقتصاد الانجليزي بينما في الصين تصل الى اكثر من 99 بالمائة وفي الهند تصل نسبة المشاركة الى 96 بالمائة وماليزيا الى 92 بالمائة مؤكدا انه لاهمية الدور الذي تلعبه هذه النوعية من الصناعات في الاقتصاد العالمي بدأ التفكير في إيجاد فاعليات جديدة ومبتكرة لدعم المشروعات الصغيرة حيث بدأ التفكير في الحاضنات في منتصف الثمانينات في الولاياتالمتحدةالامريكية وفي اليابان في نفس الوقت تقريبا وتشير الدراسات إلى ان عدد الحاضنات التكنولوجية يصل الى اكثر من 3500 حاضنة في العالم منهم حوالي الف حاضنة في الولاياتالمتحدة بينما في الصين يوجد حوالي 456 حاضنة تقريبا. واوضح الظافر ان الحاضنات تلعب دورا مهما في تنمية الاقتصاد العالمي حيث تعمل على تشجيع وتنمية المشروعات الصغيرة الجديدة وتنمية المجتمع المحلي عن طريق ايجاد فرص عمل جديدة خاصة للشباب ودعم التنمية الاقتصادية على المستوى القطري ودعم التنمية الصناعية والتكنولوجية للصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر. مشيرا الى ان الدول العربية بدأت تجربتها في بداية التسعينات مع الحاضنات فعلى سبيل المثال جمهورية مصر العربية التي تعتبر رائدة في هذا المجال على المستوى العربي بدأت تجرتبها عام 1990 حيث كان للصندوق الاجتماعي للتنمية دور فعال ومبادرة كبيرة لاقامة العديد من الحاضنات التي تبلغ في جمهورية مصر العربية الآن حوالي 17 حاضنة والمستهدف ان تصل هذه الحاضنات الى 40 حاضنة ومن اشهر هذه الحاضنات حاضنة التبين التكنولوجية وحاضنة اعمال تلا وحاضنة جامعة المنصورة. ويضيف مدير عام المنظمة ان دور الحاضنات التكنولوجية في مجال الصناعات الصغيرة هام ومؤثر وفعال ولابد من التعريف به والالمام به على مستوى الدول العربية وحتى يمكن الاستفادة من التجربة المصرية تم عقد الدورة التدريبية على ارضها للاستفادة من خبرات المصريين في هذا المجال وسوف تكون هناك زيارات ميدانية لبعض الحاضنات المصرية موضحا ان الدورة تستهدف التعريف بالحاضنات وانواعها وابعاد استغلالها وذلك من خلال مجموعة المحاضرات النظرية والزيارات الميدانية التي سوف تتم للمشاركين حيث يتم التركيز في هذه الدورة التدريبية على مفهوم ومهام عمل الحاضنات وانواع الحاضنات واسلوب وخطوات انشاء الحاضنات والواقع الحالي للحاضنات عالميا وعربيا و آليات نجاح الحاضنات.