رأيت حادثين منفصلين في مجمع تجاري في الخبر وكان الحادث الأول هو قيام شابين سعوديين بمضايقة فتاة من دولة عربية وجهها مكشوف ولكن محجبة وراقبت الوضع عن بعد لأنني كنت سأبلغ من يلزم إذا لم يتوقف هذان الشابان عن مضايقة هذه الفتاة ولكن فجأة وقفت هذه الفتاة وبكل ثقة في النفس...نظرت إلى الشابين وبكل ثقة وبوجه غاضب وكأنها لبؤة... صدقوني.. نكس الشابان رأسيهما وذهبا خجلين من نفسيهما. وفي المقابل حصل نفس الموقف بعد فترة عندما قام شاب واحد فقط بمضايقة ثلاث فتيات سعوديات ومنقبات وقررت مرة أخرى مراقبة الوضع وإبلاغ من يلزم إن كان هناك حاجة لذلك. واستغربت ارتباك الفتيات وذهابهن إلى جزء من المجمع وبدأن بالبكاء والارتباك واضح عليهن بسبب عدم الثقة ونقص في قوة الشخصية والشجاعة ولم يعلمن ماذا يقلن وكيف يجب أن يتصرفن. وعند ذلك اقتربت من الفتيات وأنا أنظر للشاب المستهتر وذهب عندما علم من نظرتي أنني كنت جادا. لقد كان واضحا أن الفتيات مسلوبات الشخصية. وبعد هذه الحادثة رجعت للمنزل وبحثت عن إحدى مقالاتي القديمة التي كتبتها لإحدى الصحف الأمريكية قبل حوالي ثلاثين عاما عن المرأة السعودية وعن قوة شخصيتها واحترام المجتمع لها وكيف أن الرجل لا يستطيع التعرض لها بسوء ولها شخصية فريدة وقد كانت المرأة السعودية في السابق تتمتع بثقة العالم أجمع فهي المرأة الوحيدة في العالم التي تستطيع السفر مرفقة بجواز زوجها ولا توجد لها صورة في الجواز. في الماضي كلمة ابتزاز كلمة غير معروفة بالنسبة للمرأة السعودية والآن أصبح حديث الصحافة اليومي؟. الفتاة السعودية أصبحت الآن أسهل ضحية ممكن أن يبتزها أي شاب سعودي أو أجنبي بينما في السابق كنا نسمع جملة...ما شاء الله على آل فلان ويا حظهم عندهم (ثلاث فتيات وقايمين بالبيت). لقد كان بيت البنات له حرمة خاصة. ولكن لماذا تغيرت المرأة السعودية وأصبحت شخصيتها ضعيفة؟. هل اختلطت علينا كلمات حقوق المرأة الشرعية مع تحرير المرأة؟. هل فتحنا قلوبنا للمرأة وتكلمنا معها بصراحة لتكون معنا صريحة؟. هل تكلمنا معها عن معنى كلمة ابتزاز؟. أم أننا ندفن رؤوسنا مثل النعام عند الحديث عن المرأة؟. الغريب أننا لا نطلب من الفتاة أن تدخل المطبخ أو أن تغسل الملابس ولكننا نطلب من الفتاة منذ الصغر أن تدرس وتدرس وألا يقل معدلها عن تسعة وتسعين بالمائة وبعد هذا الجهد والتخرج من الجامعة وبعد أن تلقت جميع صنوف التخويف في الجامعة والتعامل معها وكأنها في الروضة تجلس في البيت مسلوبة الشخصية. وعند الجلوس في المنزل تكون تحت مراقبة صارمة إلا أن أخاها الفاشل في كل شيء يفعل كل شيء وليس لها إلا السهر في الليل والنوم في النهار. والمعلوم طبيا أن السهر في الليل يسبب التعب المستمر والاكتئاب والشهية المتقلبة. ومع الوقت تكون الفتاة في مرحلة عدم الاهتمام بأي شيء خاصة عندما تكون في بيت لا يكلمها أخوها أو أن يجلس معها أبوها فتحتار لمن تتكلم معه وخاصة أن المرأة أو الفتاة لديها طاقة كبيرة للكلام ويحصل لديها فراغ عاطفي. فماذا تفعل في هذه الحالة؟. تقوم بتقديم الشكر لأمريكا لاكتشافهم (اللاب توب والدش) وتشكر كندا لصنعهم (البلاك بيري). وإذا أردت الذهاب لأي مشوار فالأخ مع زملائه في حفلة تفحيط والأب معزوم في الديوانية ولذلك يكون السائق والمستمع للهموم رجلا هنديا. وعند زيادة الاكتئاب لدى الفتاة تقل ساعات نومها ويبدأ وجهها بالشحوب وعندئذ يقرر رب الأسرة أن البنت مطالعة بعين أو داخلها جني دون أن يجلس ليتحدث لابنته. وقد قرأنا في الصحف عندما أصر والد فتاة أنها مسكونة من الجن ليقوم أحد الدجالين بصعقها بالكهرباء لإخراج الجني ويستمر في الصعق حتى ماتت. فهل يعلم القراء عن ألم الصعقات الكهربائية قبل أن يموت الإنسان؟. إن معظم فتياتنا يريدون الحديث والجلوس مع الأب والأخ وتريد من يرى ابتسامتها أو يمسح دمعتها.. في السابق كلمة انتحار فتاة لم تكن موجودة في أي قاموس... يجب أن يقوم البيت والمجتمع بإعادة الثقة للفتاة ويعيد لها شخصيتها المسلوبة ويعطيها الثقة بنفسها. هل سألنا يوما أنفسنا لماذا مجتمعنا أكثر المجتمعات فيه مطلقات وعوانس؟. لماذا لدينا في المملكة حالة طلاق كل ست دقائق؟. لماذا نصر عندما تكتئب الفتاة نقول بأنها مطالعة أو مسحورة وبداخلها جني؟. هل حرام على الفتاة أن تكتئب ؟.و أخيرا ألسنا من يردد ( رفقا بالقوارير)؟.