محاطا بمقاتلين شبان يحملون بنادق كلاشنيكوف يبدو نجم مجاهد دوكاوبو اساري زعيم الميليشيا في دلتا النيجر في صعود، فلقد سيطر رجاله للتو على معقل سياسي مهم في احد اضخم الولايات النيجيرية المنتجة للنفط وامبراطوريته من المجتمعات النهرية في المستنقعات صارت تقع الان على حدود ميناء هاركوت. وقال اساري لرويترز في مقابلة بمعسكر للصيادين بعيدا عن الانظار قرب ضفة النهر في اربعة ايام سيطرنا على اراضي كالاباري التابعة لثلاث حكومات محلية، مضيفا لقد شاهد الجيش اسلحتنا في القوارب. عرفوا من الرايات البيضاء اننا رجال اساري الا انهم لم يفعلوا شيئا. لقد خاض رجال اساري اشتباكات متقطعة لاكثر من عام ضد الميليشيات المنافسة والقوات الحكومية من اجل السيطرة على ارض كالاباري وسط هدنة هشة مع القوات الحكومية خلفت دمارا كبيرا في المنطقة. ويقول اساري محاولا تفسير الاسباب التي دعته الى حمل السلاح "لو انهم لم يأتوا لقتلي لا اعتقد انني كنت سأختار هذه الطريق بسرعة". وحتى هذا العام كان اساري شخصية عامة بارزة بل كان مقربا لحكومة الولاية كرئيس لجماعة مجلس شبان ايجاو العرقية السياسية. وتعد نيجيريا من اضخم الدول الافريقية من حيث عدد السكان والانتاج النفطي الا ان ثروتها الطبيعية هذه تسببت في انقسام سياسي واعمال عنف وفساد. ويسقط سنويا نحو الف شخص بسبب النزاع في دلتا النيجر. ويضع المحللون النزاع في مصاف نزاعات خطيرة مثل تلك الناشبة في الشيشان او في كولومبيا. ويقول اساري انه جرم في العام الماضي لانه ندد باعمال تزوير شابت الانتخابات العامة في ابريل الماضي فاز فيها الرئيس اولسيجون اوباسانجو بولاية رئاسية ثانية وحصل حزبه الحاكم المعروف باسم حزب الشعب الديمقراطي على اغلبية كبيرة في الانتخابات. وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان الانتخابات صاحبتها مخالفات خطيرة وتزوير. ورفض ماجنوس ابي المتحدث باسم ولاية الانهار مزاعم رددها اساري عن محاولة لاغتياله من جانب مسلحين يدعمهم سياسيون في حكومة الولاية. وقال ان الامر لا يعدو اكثر من حرب بين عصابتين تتصارعان على طرق لتهريب النفط. ويقول نشطاء من انصار حقوق الانسان وشيوخ القبائل ان تصاعد العنف عبر الولاية سببه حرب بالوكالة بين فصائل متنافسة داخل حزب الشعب الديمقراطي الحاكم. وتقول جماعات الدفاع عن حقوق الانسان ان التمويل السياسي للميليشيات مع تزوير الانتخابات الاخيرة على نطاق واسع افرز ثقافة للعنف السياسي في الولاية تزداد تفاقما. وقال ليدوم ميتي احد النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ورئيس حركة انقاذ شعب اوجوني وهي قبيلة كبيرة اخرى في الولاية تقريبا يسعى كل زعيم ميليشيا الى دعم سياسي يوفر له الحماية والمساندة ويمنع عنه اي مشاكل. وادى القتال والاضطرابات السياسية الى توجيه بعض نصائح لشركات نفط استثمارية في نيجيريا للانسحاب من المنطقة في غضون اربعة اعوام. ورفضت شركات تستخرج النفط من مستنقعات ضخمة وقنوات نهرية بالمنطقة التحرك في هذا الاتجاه. الا ان مديريين تنفيذين في ميناء هاركورت يقولون ان ثمة قلقا متزايدا بشأن اعمال القتل وظهور اعمال سرقة نفطية على نطاق واسع من خطوط الانابيب التابعة لها. ويقول المديرون انه يتم يوميا سرقة ما يتراوح بين 50 الف برميل ومئة الف برميل وهو ما يقدر بمبلغ يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار. ويسرق اغلب هذه الكميات من المنطقة الواقعة شرق الدلتا عند ميناء هاركورت. وقال اساري بصراحة انه يمول ميليشياته من تجارة النفط. وتابع سنأخذ نفطنا وأي موارد متاحة لنا من اجل دعم كفاحنا وليس ثمة ما نعتذر عنه لاي أحد. اننا لا نسرقه. انه ملكنا. حزب الشعب الديمقراطي يسرق مواردنا.