يعتبر الجلد الحد الفاصل بين اعضاء الجسم الداخلية، والوسط الخارجي المحيط به وهو الغطاء الطبيعي للجسم، يحميه من العوامل الخارجية ويحفطه من تغيرات درجات حرارة الجو وهو اكبر عضو في جسم الانسان اذ تبلغ مساحته في الشخص البالغ من 5ر1 2 متر مربع ويزن 15% من وزن الجسم، وانتشار الامراض الجلدية يختلف من بيئة لاخرى ومن مجتمع لآخر حسب الطقس ومستوى المعيشة والعادات الصحية، ففي المجتمعات الصناعية ذوو البشرة الشقراء نجد ان اورام الجلد خاصة السرطانية تأتي على رأس القائمة عندهم، تليها امراض الحساسية بينما تأتي العدوى الجلدية في ذيل القائمة وفي مجتمعات العالم الثالث تنتشر الامراض الجلدية الناتجة عن الاصابة بالمبكروبات والفطريات والطفيليات. وتنقسم الاورام الجلدية الى اورام حميدة واورام خبيثة والمقصود بالاورام الخبيئة تلك الاورام التي تميل الى النمو السريع والتغلغل في الانسجة المحيطة، اضافة الى احتمال انتشارها الى اعضاء اخرى من الجسم ومن اهم الاورام الحميدة الاورام الليفية الجلدية والتقرنات الدهنية والاورام الليفية العصبية واورام الغدد العرقية فالاورام الليفية الجلدية هي اورام حميدة شائعة تتميز بظهور عقدة واحدة يتراوح حجمها من سنتيمتر واحد الى عدة سنتيمترات وتتميز بقوام صلب ولون بني داكن وتكون مرتفعة قليلا عن سطح الجلد ولاتصاحبها اي اعراض او آلام ويمكن ازالتها جراحيا اما التقرنات الدهنية فهي شائعة جدا وخصوصا بعد سن الاربعين وتتميز بكونها سطحية ومحددة وكأنها قد لصقت فوق سطح الجلد، وعادة توجد هذه التقرنات باعداد كبيرة وفي اي مكان بالجسم وعلى الخصوص، الوجه والجذع ولا يصاحبها في الغالب اية اعراض. ومن اهم الاورام الجلدية الخبيثة، السرطان الوسفي والسرطان القاعدي وورم كابوسي والملانوم الخبيث واورام الخلايا اللمفاوية بالجلد ويعتبر السرطان الوسفي من اكثر الاورام الجلدية الخبيثة شيوعا واكثر المناطق المعرضة للاصابة به هي المناطق المعرضة للشمس وبخاصة الافراد الذين تعدوا اوساط العمر كما قد يظهر الورم كأحد المضاعفات لبعض الاصابات الجلدية المزمنة مثل الالتهابات الاشعاعية وندبات الحروق وفي اغلب الاحيان يظهر الورم في صورة عقدة صلبة لاتلبث ان تكبر وترتفع عن سطح الجلد خلال شهور، كما يلي ذلك تقرح الجلد ويصاحب ذلك تضخم في الغدد اللمفاوية المجاورة الا ان القرحة في العادة تكون غير مؤلمة على الاطلاق ومثل هذه الاصابات يجب ان تستأصل جراحيا بأسرع ما يمكن حيث ان تركها يسمح بتغلغل الورم داخل الانسجة حيث يمتد المرض وينتشر الى العقد اللمفاوية وكذلك بقية مناطق الجسم المختلفة. * استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان