قالت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) ان عام 2003 شهد تباطؤا في معدل الزيادة في استهلاك الطاقة في الدول العربية بلغ 4ر2بالمائة اذ وصل الاستهلاك الى حوالي 3ر7 مليون برميل نفط يوميا مقابل 2ر7 مليون برميل عام 2002. وبينت اوابك من خلال تقرير الامين العام السنوي الثلاثين الذي صدر حديثا ان هذا المعدل يمثل استمرارا للاتجاه الذي بدأ عام 2000 حيث بلغ معدل زيادة استهلاك الطاقة 7ر4 بالمائة مقابل 1ر5 بالمائة عام 1999. وافادت ان معدلات النمو في استهلاك الطاقة في الدول العربية تباينت في عام 2003 حيث بلغ معدل النمو في الدول الاعضاء في منظمة اوابك 2ر2 بالمائة مقابل 4ر3 بالمائة في الدول العربية الاخرى. وذكرت ان هذا التباين بين معدلات النمو في استهلاك الطاقة في الدول العربية يمكن تفسيره بالعديد من العوامل التي من اهمها درجة توفر مصادر الطاقة ومستوى اسعارها والتركيبة الاقتصادية والطبيعة الجغرافية والمناخية في كل من الدول العربية. واضافت ان هناك ايضا تفاوتا في معدلات النمو فيما بين الدول الاعضاء في المنظمة حيث تشير البيانات الاولية الى ان استهلاك الطاقة في عام 2003 قد ازداد بمعدلات تراوحت بين 2ر1 بالمائة في دولة قطر و9ر5 بالمائة في دولة الامارات. واشارت اوابك في تقريرها الى ان حصة الدول الاعضاء فيها تراجعت من 8ر89 بالمائة من اجمالي استهلاك الطاقة في الدول العربية في عام 2000 الى 6ر89 بالمائة في عام 2003 بينما ازدادت حصة الدول العربية الامن 2ر10 بالمائة عام 2000 الى 4ر10 بالمائة في عام 2003. وعزت اوابك هذا التراجع الى عملية التنمية الاقتصادية بالدرجة الاولى والى ارتفاع مستوى التصنيع بالدرجة الثانية في الدول العربية الاخرى. وبينت ان متوسط استهلاك الفرد من الطاقة في الدول العربية ارتفع من 6ر8 برميل مكافىء نفط في عام 1999 الى 9ر8 برميل يوميا في عام 2003 مرجعة اسباب ذلك الى انعكاس تأثير الزيادة في عدد السكان التي بلغ معدلها 3ر2 بالمائة سنويا خلال الفترة من 1999- 2003 بينما بلغ معدل الزيادة في استهلاك الطاقة 3 بالمائة سنويا خلال الفترة نفسها. واضافت ان تأثير التقلص الذي حصل في المتوسط العام لنصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي بالاسعار الجارية في عام 2002 واثره اللاحق على الاستهلاك في عام 2003 يعد سببا آخر لارتفاع متوسط استهلاك الفرد من الطاقة في الدول العربية. وافادت اوابك خلال استعراضها لتطورات استهلاك النفط والطاقة في الدول العربية وتحت عنوان اجمالي استهلاك الطاقة ومتوسط نصيب الفرد ان القوى المحركة لنمو استهلاك الطاقة في الدول العربية تتمثل في ثلاثة عوامل هي معدلات النمو الاقتصادي ومعدلات الزيادة في عدد السكان ومستوى اسعار الطاقة في السوق المحلية. وبينت ان معدلات النمو الاقتصادي الحقيقي ما تزال متواضعة في غالبية الدول العربية وان الزيادة في عدد سكان هذه الدول بلغ 3ر2 بالمائة سنويا خلال الفترة 1999-2003. واشارت الى ان تفوق معدلات الزيادة في عدد السكان على معدلات النمو الاقتصادي ادى الى انخفاض المتوسط العام لنصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي بالاسعار الجارية في الدول العربية من 2460 دولارا امريكيا في عام 2001 الى 2433 دولارا في عام 2002. اما من ناحية اسعار الطاقة في السوق المحلي قالت اوابك انها لم يطرا عليها تعديلات في عام 2003 باستثناء زيادة اسعار المنتجات النفطية في الاردن مشيرة الى ان العديد من الدول العربية قامت برفع اسعار الطاقة في السنوات الخمس الماضية الامر الذي ظهر تأثيره لاحقا على استهلاك الطاقة بصورة عامة وعلى استهلاك المنتجات النفطية بشكل خاص.