مشروع إعداد معجم لغوي لتلاميذ المرحلة الابتدائية (بنين وبنات) هو مشروع وطني ذو أهمية كبيرة لما يرصده من مفردات وألفاظ تساعد الطفل السعودي على تلبية حاجاته والتعبير عن أفكاره ومشاعره والاتصال بالمحيطين به في بيئته مما يوثق الصلة بين الحصيلة اللغوية المنطوقة والمكتوبة ولغة المقررات الدراسية، وقد بدأ هذا المشروع على يد الباحث الدكتور عبد الله بن حمد العويشق من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للمساهمة في معالجة بعض المشكلات الموجودة مثل انفصال الصلة بين لغة التلاميذ المنطوقة والمكتوبة مما أدى إلى عدم وجود سجل للرصيد اللغوي للتلاميذ السعوديين يمكن أن تستفيد منه وسائل الإعلام وكتاب أدب الطفل والباحثون في النمو اللغوي وعدم وجود معجم موضوعي موجه للتلاميذ في المرحلة الابتدائية منسقة مشروع المعجم اللغوي للبنات بالمنطقة الشرقية . وقد ذكرت رئيسة شعبة القياس والتقويم بالإدارة العامة للتربية والتعليم سهاد سليمان الدخيل أن أهداف هذا المشروع كثيرة من أهمها : تقويم لسان التلميذ وتقريب لغته من اللغة العربية الفصحى وتقليل الفروق بين لهجات مناطق المملكة وتعويد التلاميذ على استعمال المعجم استعمالا سليماً ومفيداً وتنمية الكفاية اللغوية لدى التلميذ وتزويده بثروة لغوية مناسبة لنموه العقلي والمعرفي مما يساعده في فهم محتوى المواد التعليمية فهما حقيقياً ومساعدة المعلمين في استعمال لغة عربية فصيحة مناسبة لمستوى التلاميذ بالإضافة إلى إيجاد قاعدة معلومات عن لغة التلاميذ في المملكة تفيد الباحثين في مراحل النمو اللغوي وواضعي المناهج ومؤلفي الكتب المدرسية وغيرهم في تقديم مواد تناسب لغة التلاميذ . حصر الألفاظ وحول الخطوات العلمية لتحقيق تلك الأهداف ذكرت الدخيل أن المشروع مر بعدة مراحل أولها: حصر الألفاظ في مقررات المرحلة الابتدائية وكذلك الواردة في كتاب تلاميذ هذه المرحلة ورصد الألفاظ المنطوقة لديهم في مناطق المملكة المختلفة ثم تصنيفها ألفبائياً وموضوعيا وشرح مداخل المعجم بلغة عربية ميسرة يراعى فيها عمر المتعلم ومستواه العقلي والعلمي مع الاستعانة بالرسوم التوضيحية والاقتصار قدر الإمكان على المعاني المستعملة والضرورية لهذه المرحلة مع التركيز على المعاني الواردة في القرآن الكريم وإعداد خطة للنشر الورقي والآلي عن طريق الأقراص الحاسوبية والاتصال الشبكي . ويتوقع أن يستغرق العمل في هذا المعجم (32 شهراً) كما أوضحت رئيسة شعبة القياس والتقويم بدأت بالتهيئة والتخطيط لمدة ستة أشهر ثم جمع المادة اللغوية خلال الشهور العشرة الماضية حيث تم حصر الألفاظ الواردة في مقررات المرحلة الابتدائية وتحديد درجات شيوعها وجمع المفردات الواردة في كتابات التلميذات اللاتي وقع عليهن الاختبار عشوائيا بطريقة منظمة وجمع الألفاظ الواردة في كلام التلميذات أيضا وتحديد درجات شيوع اللفظة في كل مستوى من مستويات هذه المرحلة . ثم مرحلة التصنيف والشرح والإدخال لمدة عشرة شهور أخرى فالنشر وخطته خلال أربعة شهور يصدر بعدها التقرير النهائي والتوصيف الدقيق له خلال شهرين . سبعة باحثين وثلاثة مستشارين وأشارت الدخيل إلى أن فريق العمل في المشروع يتكون من عدد من الباحثين من المملكة والباحثة المشاركة الدكتورة/ نوال بنت إبراهيم الحلوة فيما يخص تعليم البنات برئاسة الدكتور عبد الله بن حمد العويشق الباحث الرئيس مع استشارة بعض المختصين كالأستاذ الدكتور فتحي يونس من جامعة عين شمس والأستاذ الدكتور علي القاسمي من الرباط والأستاذ الدكتور أحمد مختار عمر من دار العلوم بالقاهرة وعضو التدريس بجامعة الكويت وعن عدد أفراد العينة من الصفوف الدراسية ذكرت سهاد الدخيل أنها عبارة عن 7 طالبات من كل مدرسة مختارة في الجانب المكتوب و23 طالبة من كل مدرسة في الجانب المنطوق وقد شاركت في هذا المشروع الوطني جميع المندوبيات والإدارات بالمنطقة الشرقية بمساعدة عدد من الباحثات المطبقات في المدارس وهن فاطمة الغامدي في الابتدائية السادسة والأربعين بالدمام ومسفرة الغامدي في روضة الفيصل بالدمام وجميع المساعدات والباحثات في الابتدائية السابعة عشرة بالدمام بالإضافة إلى وفاء السحيمي من الابتدائية الرابعة بالخبر ونوال آل كلثم من التربية الأهلية بالخبر ومنيرة التويجري في مدارس الطفل السعيد بالخبر،كما شاركت فاطمة العضيب في الابتدائية التاسعة بالقطيف ومنيرة التويجري مع منسقة المشروع في الابتدائية الأولى بالجبيل وكذلك فاطمة العضيب مع المنسقة في ابتدائية نطاع بالنعيرية ونوال آل كلثم مع منسقة المشروع في كل من الأحساء وحفر الباطن. طريقة عشوائية منظمة هذا وقد تولت المساعدات الباحثات اختيار أسماء الطالبات وفق الطريقة العشوائية المنتظمة والتنسيق مع المدارس لجمع المادة وتدوين الرموز الدالة على المعلومات اللازمة عن كل طالبة في الأوراق والأظرف والنماذج المخصصة والإشراف على جمع المادة المنطوقة والمكتوبة والتأكد من اتباع الضوابط والتعليمات عند جمع المادة واستلام المواد والأظرف والأشرطة بعد إنجاز العمل والتأكد من اكتمالها وسلامتها بالإضافة إلى تحويل المادة المنطوقة إلى نصوص مكتوبة في النماذج المخصصة لها وكتابة المعلومات والرمز الخاص بها وجمع النماذج المفرغة في الأظرف المخصصة ووضع الرموز الخاصة وإرسالها إلى مقر المشروع في شعبة القياس والتقويم بالإدارة. خطاب شكر وتقدير للمشاركات يذكر أن الطالبات قد كتبن في العديد من الموضوعات مع تزويدهن بالعناصر المفيدة للكتابة في كل موضوع تختاره الطالبة تسهيلاً للكتابة، كما زودت المدارس ببعض الموضوعات المقترحة للمادة المنطوقة. هذا وقد شهدت ( اليوم) تجميع جميع الأعمال في مقر المشروع وقامت بتصوير الأعمال قبل تسليمها بحضور مساعدة الباحثة منيرة التويجري قبل شهرين تقريباً وعلمت ( اليوم) أن شعبة القياس والتقويم قد تلقت خطاب شكر من مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية د. سمير بن سليمان العمران على جهودهن بعد وصول خطاب الشكر من مدير المشروع الذي وصف العمل والجهود التي بذلت بأنها فاقت جميع مناطق المملكة وقد طبق المشروع بعد ذلك في المرحلة الثانوية في مدرسة واحدة بالمنطقة الشرقية هي الثانوية الثامنة بالدمام.