حذر رئيس الانتربول من تصاعد اتجاه الجماعات الإرهابية إلى تجارة البضائع المقلدة المربحة لتمويل عملياتهم، مشيراً إلى أن الحكومات تفيق ببطء لمثل هذه التهديدات. واستشهد الأمين العام للانتربول الدولي، رونالد نوبل، بمصادرة قطع غيار لسيارات ألمانية مزيفة في لبنان في أكتوبر، بلغت قيمتها 1.2 مليون دولار. وأفضت التحريات إلى أن ريع أرباح الصفقة كان ستذهب إلى جماعة تصنفها الإدارة الأمريكية كمنظمة إرهابية. وقال نوبل، أول مواطن أمريكي يرأس المنظمة الدولية، أثناء مشاركته في أول مؤتمر دولي لمكافحة التزييف نحن الآن على قمة جبل جليدي عائم.. إذا ركزت الحكومات والقوى الأمنية المزيد عليه، فسنكشف المزيد منه.وتابع قائلاً : هناك أدلة، وهي في تزايد، إلى حتمية اتجاه الجماعات الإرهابية إلى الجريمة المنظمة في قطاع التزييف، خاصة وأن مخاطرها متدنية وأرباحها عالية وغالبية الحكومات والقوى الأمنية لا تعطيها أولوية المكافحة. وقال المسؤول الدولي إن المليشيات العسكرية في أيرلندا الشمالية وقوات التمرد في كولومبيا FARC تستفيد من مبيعات البضائع المقلدة، التي تتفاوت من قطع غيار السيارات إلى الأقراص المدمجة والسجائر.وكانت الجمارك الدنمركية قد نسبت محتويات حاوية شحن مليئة بالشامبو ومستحضرات التجميل اعترضتها العام الماضي إلى أحد عناصر تنظيم القاعد. وأخفق المحققون البريطانيون والأمريكيون والدنمركيون في تحديد حجم الأرباح المباشرة التي جناها التنظيم من عمليات مماثلة. وقدرت "منظمة الجمارك العالمية ومقرها العاصمة البلجيكية بروكسل، وهي الجهة المنظمة للمؤتمر الدولي، عائدات الاتجار بالبضائع المقلدة، والتي تجاوزت6 في المائة من إجمالي التجارة الدولية، بما يزيد على 500 مليار دولار. وتشكل المنتجات الصيدلانية نسبة 10 في المائة من البضائع المقلدة (يباع 60 في المائة من تلك الأدوية في الدول النامية)، كما تشكل قطع غيار السيارات المقلدة والتي تباع في أوروبا،نسبة 10 في المائة، بالإضافة إلى أنها تمثل 2 في المائة من إجمالي قطع غيار الطائرات المستخدمة حول العالم سنوياً، والتي تبلغ 26 مليون قطعة غيار. وطالب العديد من رعاة المؤتمر الدولي باتخاذ تدابير عاجلة تبدأ من تشديد التوعية العامة حول مخاطر التجارة التي وصلت إلى حجم الأزمة، كما وصفها رئيس التسويق بشركة Unilever Foods أنطوني سايمون. وقال سايمون إن تقليد منتجات الشركة من صابون (دوف) وحتى عطور كالفين كلاين قد ارتفع بواقع 30 في المائة خاصة في آسيا وروسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية بجانب أفريقيا. وأنتقد رئيس الانتربول التقاعس الدولي في مواجهة تجارة البضائع المقلدة، وقال في هذا الصدد يجب تغيير الفلسفة في بنود القانون وطرق تعزيزه. ويحاول نوبل الحصول على 1.7 مليون دولار من الدول 181 الأعضاء بالمنظمة لإعداد وثيقة توضح حجم المعضلة الدولية وطرق المساعدة لمكافحتها.