ليس بوسع أي علم تجميلي أو جراحي أن يعدنا بخلاص نهائي من التجاعيد وعلامات الزمن على وجوهنا وبشراتنا .. كما لا تدعي المستحضرات هناككريمات الحديثة أية فعالية عجائبية على هذا المستوى . ولكن هناك الكثير الذي يمكن أن نقوله ونفعله في سبيل تجاعيد أقل وشباب أطول ونضارة لا تذبل . لقد أصبح معروفا اليوم لدى معظم النساء إن (إزالة) التجاعيد تبدأ في واقع الأمر قبل ظهورها وليس بعد استفحالها بمعنى أن طرق التعامل الصحي والتجميلي مع وجوهنا فضلا عن عدد من عاداتنا وسلوكياتنا ترسم لنا منذ مطلع العشرينات نوعية تجاعيدنا المستقبلية كما وحجما . ولعل البداية الجدية لمكافحة التجاعيد وتأخير ظهورها والتخفيف من وطأتها إنما تكون بالتعرف على أنواع هذه التجاعيد ومسبباتها وطرق مقاومتها الأمر الذي نحاول تقديمه باقتضاب في هذا العرض العملي التجميلي المبسط . تختلف أنواع التجاعيد حسب المرحلة العمرية للمرأة والوضع الصحي العام للجسم والبشرة ما نرى على وجوه فتيات في بداية العشرينات التجاعيد تطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب ظهورها في هذا العمر المبكر فهل هي تجاعيد التقدم في العمر، أم أنها تندرج تحت تسميات أخف وطأة ومعالجتها ممكنة عن طريق الاهتمام بالصحة والعناية الصحية بالبشرة !! التجاعيد الفجائية لماذا تظهر بفجأة ولا تلبث أن تختفى في اليوم التالي ؟! إن أبسط أنواع التجاعيد هي تلك التي تظهر وتختفي حسب الحالة العامة للبشرة والصحة وأسباب تشكلها كثيرة لكن أغلبها يكون نتيجة ممارسات خاطئة وليس بسبب العمر، ومن هذه الممارسات السهر المتكرر حتى وقت متأخر من الليل، أو تعرض الجسم لأي أنواع من الإرهاق البدني أو النفسي وقد تأتي أيضا نتيجة استعمال خاطئ لبعض المستحضرات أو نتيجة إهمال البشرة وعدم تنظيفها بشكل صحيح وأيضا لظواهر مرضية واتباع عادات غذائية سيئة أو تلاعب في وزن الجسم الذي ينتج عنه نقص في معدل الماء في البشرة . أما التخلص من هذه التجاعيد فليس معقداً ، وإنما يحتاج إلى متابعة دؤوبه لا تترك آثارها العميقة على وجهك في هذا العمر المبكر، حددي الأسباب واعمدي إلى الحلول التجميلية التي توفر الماسكات وأنواع الجل وكريمات محيط العين، مع تحسين نظامك الغذائي وتجنب الإرهاق والسهر، وستلاحظين سرعة اختفائها دون ترك اي آثار جانبية . تجاعيد سن الثلاثين تبدأ مرحلة التجاعيد الدائمة مع بداية الثلاثينات وحتى أواسط الأربعينات، وتختلف قوة ظهورها في الجلد حسب مقاومة البشرة لها والوضع الصحي العام للجسم، وأيضا تبعا لمستوى العناية بالبشرة في مرحلة العشرينات، وتكون هذه التجاعيد في البداية عبارة عن خطوط رفيعة جداً ومستقيمة سواء بالطول أو بالعرض، وأولى المناطق التي تتعرض لها هي محيط الوجنتين وزوايا العينين الخارجية وزوايا الفم، وأحيانا تظهر في أماكن ليس من المفروض تواجدها فيها، وذلك عند القيام بأي جهد عضلي كالضحك أو حتى الكلام فتبدو بشكل أعمق. أما علاجها فيكون بواسطة المستحضرات المركزة وكريمات الليل المغذية التي تحتوي على خصائص الايلاستين والكارته، هذا بالإضافة إلى الخضوع لعلاجات قصيرة الأمد في مراكز التجميل لإجراء المساجات الخفيفة بالأمصال والماسكات المرطبة المضادة للتجاعيد، ويفضل تجنب أشعة الشمس في وقت الظهيرة والاهتمام بنظام غذائي متوازن مترافق مع بعض أنواع الرياضة البدنية والراحة، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على سطح البشرة ويساهم في تأخير زحف التجاعيد في هذا العمر المبكر . تجاعيد التقدم في العمر وهي التجاعيد التي تظهر بسبب تقدم المرأة في العمر، وتختلف عن الأنواع الأخرى من حيث قوة ثباتها في مكان واحد دون أي تفرع إلى اليمين أو الشمال، ولكنها بالمقابل تحفر خطوطها بعمق مع مرور الوقت لتصل إلى مرحلة متقدمة تظهر معها البشرة وكأنها مصابة بشق سكين ! هذا النوع من التجاعيد يبدأ بالظهور في أواخر الأربعينات وحتى أواسط الخمسينات وتختلف قوة تأثيرها وعمقها تبعاً لحالة البشرة العامة خلال مراحل العمر الاولى ومستوى العناية بها، وأكثر الأماكن عرضة لهذا النوع من التجاعيد في وجه المرأة هي منطقة الجبين وزوايا الشفاه وزوايا العينين والعنق، وتبقى آثارها العميقة في مختلف أحوال وحركات الوجه العضلية. أما كيفية علاجها فتكون بواسطة الأمصال المركزة والكريمات المضادة للتجاعيد والتي تحتوي على خصائص تشبه مكونات البشرة وتعوض فيها النقص ، نقص الماء والمرونة الحاصل بسبب تقدم العمر . تجاعيد الشيخوخة وهي التجاعيد التي لا مفر منها والتي تتخذ اشكالا مختلفة لتصل إلى مرحلة نهائية يصعب معها العلاج إلا بواسطة عمليات شد الوجه التجميلية الجراحية أو بالليزر، وتمر التجاعيد بمراحل مختلفة بدءاً من عمر الخمسين وحتى الستين وما فوق، وتختلف حدة ظهورها بين امرأة وأخرى حسب مراحل العناية المختلفة والظروف الصحية النفسية التي تعاقبت على الجسم والبشرة أثناء الشباب وأسباب حدوثها عديدة، فهي من جهة نتيجة طبيعية للارتخاء الحاصل في عضلات الوجه أولا، ومن جهة أخرى هي ضريبة بديهية لفقدان أهم عنصر مقاوم ألا وهو (الشباب) حيث تصاب الأنسجة الداخلية بالتلف وتضعف مقاومة العضلات فتنعدم المرونة على سطحها. والعناية في هذه المرحلة المتقدمة تكون بطيئة جداً وتتطلب خلاصات مركزة تحتوي على مواد طبيعية من الفيتامينات والحوامض أبرزها E و A إضافة إلى الاستين والكولاجين المستخرج من أجسام حيوانية شبيهة بالتي تحتوي عليها بشرة الإنسانة وتساعد هذه الكريمات الأمصال مجتمعة على تأخير ظهور المزيد من التجاعيد وتبطيء تقدمها، ولكنها لا تمحي آثارها أما التخلص منها فيتم بواسطة الجراحة التجميلية ، خصوصا عملية (البيسلنغ الطبي) بمادة الفينول (أي التقشير الكيميائي لسطح البشرة والتخلص من شوائبها بالكامل بما في ذلك البقع البنية) وهذا النوع من المعالجة لا يخلو من المخاطر وردات الفعل التي قد تسببها حالة الصحة العامة للجسم، خصوصا إذا كانت المرأة مصابة ببعض الأمراض العضوية أو في حال تخطت سن اليأس. أما أكثر المناطق استفادة من هذه الجراحة فهي مناطق الصدغين والوجنتين ومحيط الفم وزاوية العين . وتبقى الطريقة الأخرى التي تندرج إلى جانب العلاجات التجميلية وهي عملية حقن الوجه بالكولاجين أو أسيد Yalornigve والاستفادة من هذه العلاجات تكون لكافة أنسجة الجلد بشكل عام وليس لمناطق محددة، حيث من شأن هذه العمليات إعادة البشرة إلى الشباب نوعا ما ! وهناك تقنيات أخرى حديثة في عالم عمليات الشد والتجميل اسألي عنها الأطباء المتخصصين وقرري فيما بعد ما الذي ستفعلين لأجل استعادة نضارتك . الهالات والجيوب قد يختلط الأمر على المرأة في أحيان كثيرة بين الهالات السوداء التي تتشكل تحت محيط العين بفعل السهر أو المرض أو خسارة الوزن الفجائية أو حتى بسبب عوامل وراثية وبين الجيوب الناشئة التي تتخذ مظهراً منتفخاً يحتوي على كتل دهنية صغيرة تتشكل بفعل انحباس السوائل في الجسم . الفرق كبير بين هاتين المشكلتين وطرق العلاج مختلفة أيضا على الرغم من التقائهما في مصب جمالي واحد من حيث تشويه تناسق لون وشكل الوجه . الهالات السوداء أو البنية هي التي تحدث بدون انتفاخات وترسم علامات زرقاء أو سوداء أو بنية أو صفراء ملساء، وعلاجها يكون بتجنب المسببات فقط وليس هناك وسائل علاجية ناجحة لحل هذه المشكلة الجمالية باستثناء بعض المستحضرات التي توفر تغطية كاملة لهذه المنطقة تمحي آثارها لوقت قصير، ولكن يبقى العلاج الوحيد والأمثل لهذه الحالة هو الابتعاد عن السهر ومراقبة الصحة العامة والاحتفاظ بوزن ثابت . أما الجيوب فليس هناك من طريقة تجميلية لاخفائها بواسطة الماكياج كما هو الحال بالنسبة للهالات السوداء، بل أن تغطيتها بواسطة الكريمات والبودرة قد تزيد من حدة بروزها ومن حجم كتل الدهون مع مرور الوقت إذا تم إهمالها . والواقع ان الوسيلة الأمثل لعلاج الجيوب تكمن في إزالتها جراحياً بواسطة الليزر من غير جروح أو آثار جانبية أما إذا كانت الجيوب متضخمة وتغطي مساحات كبيرة في الوجنتين فيفضل إزالتها بواسطة الجراحة التقليدية لأنها تعتبر الأسلم من حيث التخلص من أكبر كمية ممكنة من الدهون المتكتلة . أما إذا تم إهمالها فسيزداد وضعها سوءا مع مرور الوقت وتبقى المعالجة السريعة هي الأضمن لا سيما أنها تهدد شكل الوجه وتضيف سنوات جديدة إضافية إلى عمر المرأة أو الرجل !