لم يكن المنتخب السوداني مرعبا كما حاول البعض ان يصوره خاصة بعد ان فاز الهلال السوداني على الاهلي بالقاهرة وتعادل معه في الخرطوم فاخرجه من الدور الاول لدوري رابطة الاندية الافريقية الابطال.وكان الفوز على المنتخب السوداني في الخرطوم امرا ضروريا وتحقيقه ليس انجازا . وانما امر طبيعي الا اذا كان التضخيم في حجم المنافس يجعل الفوز عليه انجازا والمنطق كان يقول قبل المباراة ان النتيجة الطبيعية هي ان يفوز منتخب مصر. اي ان المبالغة في قدرات الكرة السودانية بسبب فوز ناد على آخر امر غير منطقي حتى لو كان الخاسر هو الاهلي اكبر اندية مصر لا لسبب الا لانه لم يكن في حالته وكان يعاني مشاكل مزمنة. ولا شك في ان الفارق في المستوى الفني والمهاري بين منتخبي مصر والسودان كان شاسعا وواضحا ومع ذلك لم يظهر التفوق المصري بالقدر الكافي لان التفاهم والانسجام لم يتوافرا بعد واضافة الى ان (ابوتريكة) ظل طوال الشوط الاول يبحث عن نفسه فهل هو رأس حربة او لاعب وسط مهاجما عموما وجد نفسه في الشوط الثاني وهذا الاهم ان الملعب الذي اقيمت عليه المباراة بدا وكأنه غير صالح للعب. وبكل المعايير لو جرت المباراة في ملعب معقول لتحسن المستوى كثيرا ليس للاعبي مصر فقط وانما للاعبي السودان الذين سيلعبون في خارج ملعبهم افضل ولكنهم لن يكونوا في اي وقت من الاوقات منافسين على بطاقة التأهل. واذا كان الحكم على تارديللي الايطالي لايكفي من مباراة واحدة هي لقاء السودان الا انه سيحقق اضافة مع المنتخب المصري اذا اخذ الفرصة كاملة حيث وضح الالتزام على اللاعبين ومحاولتهم احراز افضل نتيجة ممكنة بروح عالية وبقدر امكاناتهم الحالية من عناصر الموهبة الفطرية ادى اللقاء. ولعل احتفاظ تارديللي باوراق رابحة خارج الملعب في الشوط الاول اظهر مدى الفكر الذي ينوي تطبيقه لم يشارك حازم وجلس حسام حسن على دكة الاحتياط وكذلك محمد ابوجريشة. والمؤكد ان عدم الدفع بحسام حسن في البداية ينبغي ان يقنع اللاعب الكبير بأن اشراكه ال 90 دقيقة لم يعد مجديا معه وهو امر لا يقلل من شأنه بالعكس ربما كان اللاعب البديل هو اهم عناصر اللعبة.@ البيان الاماراتية