(ان العالم العربي له اهمية كبيرة في خريطة العالم السياسية, وذلك لانه وطن امم لعبت اكبر دور في التاريخ الانساني, ولانه يحتضن منابع الثروة والقوة الكبرى: الا وهو الذهب الاسود الذي هو دم الجسم الصناعي والحربي اليوم, ولانه صلة بين اوروبا وامريكا, وبين الشرق الاقصى, ولانه قلب العالم الاسلامي النابض يتجه اليه روحياودينيا, ويدين بحبه وولائه اكثر من مليار (الف مليون مسلم) ولان فيه الايدي العاملة, والعقول المفكرة, والاسواق التجارية والاراضي الزراعية. ونستطيع ان نتحدث باسهاب عن المجد والخلود لماضي آبائنا واجدادنا وكل ما يتعلق بعروبتنا وبالمجد العربي.. ولكن عندما نتحدث عن عروبتنا في الوقت الحاضر يصاب الانسان العربي بغصة في حلقه!! نعم.. لان الامة العربية اصابها الضعف والوهن حتى صارت عملة سهلة الصنع والتشكيل لمن اراد من الدول العظمى ان يصنعها كيفما شاء!! هذا الوضع المزري جعل خصومها يرسمون لها الطريق الذي يريدونه!! لا كما تريده الامة العربية!! فهل وصل الامر الى هذه الدرجة من الذل والانحطاط!! امة المليار مسلم يتحكم فيها جبابرة هذا الزمان!! لانستطيع ابداء الرأي او الحوار الا بعد ان يؤذن لنا من طواغيت هذا الزمان!! وان تفوهنا بالحق المبين!! وصفونا بالمتطرفين!! وبالمتأخرين!! لذا حرص الغرب وبزعامة امريكا الصهيونية على ترويج الحرية والديمقراطية وتحت مسمى (مشروع الشرق الاوسط الكبير). عجبا والله !! الامة العربية.. امة القرآن.. امة الاسلام.. الذي هبت نفحة من نفحات الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فانقذ هذا العالم من الجهل والضلال فاحياه باذن الله وجعل له نورا يمشي به في الناس.. فكان هذا العالم بعد البعثة المحمدية سفير الاسلام, ورسول الأمن والسلام, ورائد العلم والحكمة, ومشعل الثقافة والحضارة, كان غوثا للامم, غيثا للعالم). فهل بعد هذا العز والتمكين تصبح الامة العربية في ذيل الامم!؟ وتسام سوء العذاب من قبل اعدائها الذين يتربصون لها من كل جانب!! فهل من صحوة عربية تنقذ الامة العربية من سباتها!! وتنأى بالخلافات العربية.. العربية جانبا؟! واذا كنا نؤمن بأهمية حوار الحضارات فلماذا لا نؤمن بأهمية الحوار.. العربي.. العربي؟ لان الحوار قمة الحضارة.. وقمة الديمقراطية.. واذا كان القرآن الكريم هو دستور الامة العربية.. و الامة الاسلامية.. وهو كتاب الله المقدس يعتمد اعتمادا كليا على الحوار.. والجدال بالتي هي احسن فالامة العربية بحاجة الى الحوار الوقائي, وهو حوار العقل القائد الذي يتجه الى المستقبل, ويهتم بالقضايا المستقبلية.. ومفهوم هذا الحوار هو القيام بحوار دون وجود خطاب سلبي ضد الاسلام, وانما هدفه نشر الدعوة الاسلامية من جهة, وبيان رأي الاسلام في قضايا العصر والمستقبل من جهة ثانية (239- 420 ثقافة الحوار). والامة العربية بحاجة الى الحوار العلاجي الذي مفهومه: (ان ثمة حاجة للقيام بالحوار لوجود خطاب سلبي ضد الاسلام فهو رد ضد فعل الآخر, ومن ثم فان الضرورة ماثلة في الرد على اعداء الاسلام والهدف من الحوار العلاجي: تحصين الاسلام من خصومه, والدفاع عنه دفاعا عقلانيا متوازنا. فاعداء الاسلام يستخدمون المناهج العلمية المتطورة في محاولة هدم هذا الدين الحنيف, وبعضهم مدفوع من جهات اجنبية حاقدة على الاسلام وراغبة في تقويضه, وبعضهم اندفع في هذا النهج الاهوج جراء ثقافة فلسفية او علمانية لم يتعمق بها, وانما اكتفى بالقشور!! ويجب ان يدرك كل مثقف ان امة الاسلام غذت الحضارة الغربية بمنهاج للتفكير وبانجازات علمية قامت على اساسها العلوم المعاصرة. فالعلم يتقدم في حلقات حلزونية ولكنها عضوية ومترابطة, وفضل الاسلام على العلوم المعاصرة لاينكره إلا جاهل!!. لذا لزاما على قادة الامة العربية ومثقفيها استدراك وضع العالم العربي بالاتفاق على رأي واحد.. والدفاع عنه بكل ما نملك ولايتحقق ذلك الا من خلال الثقة المتبادلة بين الجميع بفتح الملف العربي لاصلاح البيت العربي في المجال السياسي والاقتصادي والصناعي والرياضي والاستثمار في مختلف المجالات داخل الوطن العربي, وذلك من اجل توظيف الشباب العربي للقضاء على البطالة في الوطن العربي.. والحرص على بناء المدارس والجامعات من اجل النهوض بالمستوى التعليمي للشباب العربي.. والحرص على انشاء محكمة عدل عربية تحل مشاكل الوطن العربي واي خلاف بين الدول العربية.. لاسمح الله!! لذا لابد من تفعيل المبادرات العربية المطروحة وتطبيقها على ارض الواقع.. فكم من مبادرة عربية طرحت على طاولات مؤتمرات القمة العربية من اجل لم الشمل لاصلاح الوضع العربي!! ولكنها تضل الطريق!! لافتقادها الدبلوماسية الجماعية العربية!! فيجب على قادة الامة العربية ان يدركوا ان عصرنا هو عصر التكتلات الاقتصادية.. فدول الاتحاد الاوروبي بدأت بست دول!! والآن يربو عددها على خمس وعشرين دولة!! والعرب مازالوا في تيه عربي!! لاتعلو اصواتهم الاعلى المنابر بالشجب والاستنكار والتنديد!! ان قادة الامة العربية مسؤولون امام الله وامام شعوبهم بان عليهم مسؤولية كبرى, ويحملون امانة عظمى, فعليهم ان يرسموا سياسة عربية موحدة تحميهم من الفتن المضللة التي تحاك للوطن العربي.. فيجب ان تكون للامة العربية كلمة مسموعة في المحافل الدولية لهاوزنها وثقلها وتأثيرها الفعال في هذا العالم.. فاذا كان هناك خمس دول تستخدم حق النقض (الفيتو) فيجب ان يكون للعرب فيتو عربي لمواجهة التحديات الخارجية في ظل الصراع الاقتصادي والسياسي والثقافي وفي ظل النظام العالمي الجديد. عبدالله بن حمد المطلق