تحمل وزارة التعليم العالي من الأهمية ما تجعل المجتمع ينظر اليها كركيزة أساسية في مسيرة التنمية الشاملة على مستوى الفرد وتكوين المجتمع ... إلا أن التطورات المتلاحقة التي يمر بها عالم اليوم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا والزيادة في عدد السكان واختلاف الرؤى والمشاهد طبع بعض أثاره السلبية والإيجابية على مسيرة التعليم الجامعي. (اليوم) رصدت نقاط عدة من خلال استطلاعها شريحة من المواطنين والطلاب وموجزها المطالب التي أبرزها عدد من المواطنين والطلاب من وزارة التعليم العالي، والتساؤلات التي لا تجد إجابات شافية، فضلا عن المقترحات التي تقدموا بها لحل كثير من المشكلات والعقبات التي تكتنف المسيرة التعليمية الجامعية. وفيما يلي نضع على طاولة وزير الوزارة تلك الآراء المتباينة ووجهات النظر المختلفة: استيعاب الخريجين يرى عمر عبدالعزيز الاحمد ان على وزارة التعليم العالي استيعاب عدد الخريجين كخطوة اولى نحو حل المشاكل المتراكمة والناتجة من عدم قبول الخريجين ودون الاكتفاء بقلة ليترك الباقون في مهب الريح. واضاف: صحيح ان الجامعة ذات طاقة استيعابية معينة ومحدودة وليست مسؤولة مسؤولية كاملة عن استقطاب الخريجين ولكن بالنظرة الشمولية لواقع الحياة ومن منطلق المواطنة وحق المسؤولية الجماعية يعز علينا ترك ابنائنا بدون مؤهل جامعي. في حين أن الدول الاخرى تحرص على تعليم ابنائها وتسليحهم بالعلم النافع وتوسيع مداركهم من خلال التعليم الجامعي والنظرة الأكاديمية العميقة. مناهج متطورة ويؤكد عثمان عبدالمحسن الصالح ان اولوية الوزارة يجب ان تتجه إلى توفير مناهج تتوافق مع متطلبات الحياة وتتماشى معها وفق مخرجات مسلحة بالعلم المعاصر دون الانكفاء على قديم العلوم ومآثر الماضي. واشار الى ان الجامعات اليوم تدرس مواد باتت قديمة تجاوزتها الحياة المدنية اليوم ولم تعد تواكب جديد العلوم وحديثها ونحن في فترة زمنية تتنافس الجامعات في تقديم الجديد من العلوم والمعارف. وتمنى الصالح اعادة هيكلة المناهج وتحديثها بشكل مستمر ووفق خطط استراتيجية تبقى جزءا من الماضي وتضيف كثيرا من حضارات العصر. الرهبة والقلق ودعا عادل عبدالله الوزارة الى ازالة الرهبة والقلق النفسي الذي يجتاح الأسرة والطالب معا حين يحصل على شهادة التخرج في ايجاد التخصص المناسب من خلال اقامة ندوات ومحاضرات توعوية تعريفية بالتخصصات ومجالاتها بموضوعية خالية من التضليل والمبالغة حتى يتحمل الطالب اختياره دون الدفع به في تخصص لا يرغبه ولا يوافق طموحاته الشخصية. واوضح العبدالله ان التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتنوير طلابها امر مهم اما بارسال مندوبين من الجامعات الى المدارس او على نطاق اجتماع موسع ترعاه ادارات التعليم المختلفة ويحضره الآباء والطلاب الخريجون او عقد محاضرة في الجامعة للمتقدمين ترعاها عمادة شؤون الطلاب قبل استلام اوراق المتقدمين. التطبيقي والنظري وتمنى احمد الخلف التركيز على الجونب التطبيقية والعملية بدلا من الاغراق في الدروس النظرية والتطبيقية والاهتمام بالنواحي الكيفية وليس الكم وانشاء ورش العمل لأن اغلب ما يدرس في الجامعات علوم نظرية قد لا تتحقق في واقع الحياة. وانتقد الخلف اسلوب التعليم في الجامعات الرامي الى حشو الطالب بالمعوقات وبعد الجانب التطبيقي في كثير من تخصصاتها والاكتفاء بالمذكرات والملحضات. سوق العمل وناشد نايف سالم الثويقب الوزارة النظر الى متطلبات سوق العمل النظري والتطبيقي واقفال الاقسام التي لا حاجة لها معللا ذلك بعدم الفائدة من ضياع عمر الطالب في تخصص لا يؤهله الى العمل وخاصة اقسام العلوم النظرية التي تجاوز عدد خريجيها حاجة البلد وذلك بالتنسيق التام مع الوازات المعنية كالتربية والتعليم والخدمة المدنية كونها المسؤولة الاولى عن التوظيف بتبادل المعلومات والخطط الاستراتيجية على مدى سنوات عدة. الأهلية وتساءل خليل ابراهيم عن عدم فتح المجال امام انشاء جامعات اهلية في المملكة وتعقيد الأمر بالروتينات المتشظية متسائلا عن الموانع وراء ذلك. وقال ان الوزارة حرمت كثيرا من ابناء الوطن من حق الالتحاق بهذه الجامعات ممن يملك الدخل الكافي وترك الفرصة امام اصحاب الدخل المحدود للالتحاق بالجامعات الحكومية على ان تكون هناك مساواة في التعامل مع الطرفين. واضاف خليل الدولة بأن هناك العديد من اصحاب رؤوس الأموال والتجار ورجال الاعمال يرغبون في انشاء جامعات اهلية لكن الوزارة تتردد في اعطائهم التراخيص اللازمة. رواتب مالية وطالب سعود عبدالعزيز العبيد بزيادة رواتب اعضاء هيئة التدريس والأكاديميين للحد من تسرب الكفاءات للشركات الخاصة وترغيبهم في البذل للجامعة بكل طاقاتهم وبالتالي ارتفاع المستوى التعليمي للجامعة خاصة ان رواتب اعضاء هيئة التدريس تقل كثيرا عن بعض الوظائف المشابهة كالمعلمين فراتب المعيد مثلا اقل من المعلم في حين ان مكانته الاجتماعية ومستواه التحصيلي والوظيفي ارفع. واضاف العبيد ان المرحلة الجامعية مرحلة مهمة تتكون فيها مدارك الطالب وتظهر فيها قدراته وطاقاته فاذا استغلت من اكفاء فسوف يعود ذلك بنهضة حضارية تفوق ما نحن عليه اليوم من مخرجات قد لا تكون وفق الطموح. جامعات في مناطق مختلفة ودعا محمد العساف الوزارة الى زيادة عدد الجامعات السعودية بالمملكة وعدم اقتصار انشائها على المدن الرئيسية في المملكة كالرياض وجدة والمنطقة الشرقية. وقال العساف ان هناك دولا اخرى لا تتوازى مع المملكة اقتصاديا بها اكثر من عشرين جامعة موزعه في مختلف المناطق فلماذا لا يكون لدينا جامعات في مختلف المدن خاصة ان المملكة ذات مساحة مترامية الاطراف؟! ويضيف العساف ان مثل هذا الانتشار يقلل من الهجرة الى المدن الكبرى التي اثقل كاهلها الزحام الشديد اضافة الى زيادة النسب السكانية في مناطق مختلفة في حين تخلو مناطق اخرى من السكان. وهذه الهجرة قد تسبب مشاكل اخرى تضر بالطالب ونفسيته وتبعده عن اسرته التي قد تكون في حاجة اليه. تعليم الفتاة ويرى حطمان سليمان العبدلي ان الاهتمام بالفتاة السعودية امر مهم وجزء من بناء المجتمع وفق تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وعادات وتقاليد مجتمعنا المسلم القويم الا ان الجامعات اكتفت بتحديد عدد من التخصصات للمرأة ولم تتح لها الفرصة في بعض المجالات لأنه لا يوجد تخصص. واقترح العبدلي فتح تخصصات نسائية وفق حاجة السوق وما يتوافق مع طبيعة المرأة المسلمة بدلا من تخريج معلمات وممرضات فقط. السعودة واوضح عبدالله محمد عسيري ان مجال السعودة في اعضاء هيئة التدريس يجب ان يفتح على مصراعيه فكثير من الجامعات تعج باساتذه من دول مختلفة وفي تخصصات عامة يوجد من ابناء الوطن من هو قادر على شغلها. واشار عسيري الى ان الجامعات قدوة في كل تصرفاتها فلماذا احجمت عن السعودة؟! ولماذا لم تؤهل ابناءنا الخريجين منذ زمن ليكونوا بديلا جاهزا ومخرجات الجامعة بالألوف. واستثنى عسيري التخصصات النادرة حتى يأتي البديل اذ لا يحق للجامعات ان تشغل غير الوطني وان الوطني الكفء موجود. الانحراف وقال متعب رجب الفهمي ان شباب الجامعة معرض للضياع والانحراف خاصة طلاب السكن الذين لا يجدون الرعاية الكاملة والمتابعة الدقيقة التي يستغلها البعض لأشياء غير حميدة. وطالب الفهمي بأخذ جميع التدابير واحياء مناشط متعددة ومختلفة لاشغال وقت الطالب بشكل افضل مما هو عليه الآن وعدم احتكار الانشطة من قبل فئة تحجب الآخرين عن المشاركة. المكافآت واقترح ابراهيم علي باحمدين إلغاء المكافآت لأنها سبب في اهمال الطالب كما يرى مؤكدا ان الطالب الذي لا يتقاضى مكافآت سينجز ويجتهد في دراسته حتى تطوي جميع ساعات المقرر اما من له مكافأة فسوف يكون له من المغريات ما يبدل السنة بسنتين. وبين باحمدين ان المكافآت وان كان لها ايجابية مادية لكن لها اثار سلبية اكبر وكثير من الجامعات لا تعطي طلابها مكافآت. مجلس التعليم العالي مجلس التعليم العالي بالمملكة هو السلطة العليا المسئولة عن شئون التعليم فوق المستوى الثانوي ، والإشراف عليه والتنسيق بين مؤسساته عدا التعليم العسكري وفقاً لنص المادة " 15 " من نظام المجلس . فقد صدرت الموافقة السامية على نظام مجلس التعليم العالي بتاريخ 4/ 6/ 1414ه الموافق 17/ 11 /1993م التي تنص المادة 12 منه على أن رئيس مجلس الوزراء - رئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم - هو رئيس مجلس التعليم العالي . والمادة 13 منه على أن يرأس وزير التعليم العالي مجلس كل جامعة وهو المسئول عن مراقبة تنفيذ سياسة الدولة التعليمية في مجال التعليم الجامعي ، ومراقبة تطبيق هذا النظام ولوائحه في الجامعات الموجودة حالياً أو التي تنشأ فيما بعد ، وترتبط به الجامعات التي يسري عليها هذا النظام . وتخضع كل جامعة لإشرافه . ويأتي نص المادة " 12 " من نظام مجلس التعليم العالي تماشياً مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة كأحد الروافد الهامة التي تهدف إلى سد الاحتياجات من الطاقات البشرية المتخصصة لتنفيذ خطط التنمية . ويمكن القول بأن الفضل في هذا التحول الهائل في النظام التعليمي المعاصر بالمملكة يعود بعد الله إلى رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز . فمنذ توليه أول وزارة للتعليم بالمملكة عمل على تطوير التعليم فنقله من الأساليب المحدوة الى تطبيق الأساليب والنظريات العلمية الحديثة لجميع مراحل التعليم في أرجاء المملكة المترامية الأطراف. المصدر : موقع وزارة التعليم العالي أبرز المطالب زيادة عدد المقبولين في الجامعات . إعادة النظر في المناهج. فتح المجال أمام الجامعات الأهلية . الاعتراف بالشهادات القادمة من الجامعات العالمية. مواكبة مخرجات التعليم لسوق العمل. زيادة رواتب أعضاء هيئة التدريس. زيادة أعداد أعضاء هيئة التدريس. إنشاء جامعات في مختلف المناطق. توسيع تخصصات المرأة. إعطاء دورات تربوية لأعضاء هيئة التدريس. تكوين مراكز متخصصة للبحوث العلمية. دعم الكفاءات والمخترعين والباحثين. رعاية الطلاب فكريا وثقافيا واجتماعيا. الاعتماد على النواحي التطبيقية والبعد عن التنظير والحشو. ربط الطالب بالكتب وحذف الملخصات. سعودة الوظائف الإدارية والتعليمية. تدريس العلوم والمعارف العصرية المواكبة. طلاب يدرسون في احدى الحدائق