البحر اليوم لم يعد كما كان بالأمس وبحارة اليوم ليسوا هم بحارة الأمس، ففي السابق كان البحر يعج بالصيادين السعوديين الذين يقودهم «النوخذة» الذي يعشق البحر ويقود زملاءه الى عمق البحر والعودة بصيد وفير ، واليوم ومع اختلاط الحابل بالنابل وانتشار المئات من الصيادين الوافدين الذين همهم الحصول على الصيد دون الاكتراث بتلوث البحر وأصبحت المراكب فردية تقودها عمالة اجنبية غير معنية بالبيئة البحرية والتجريف وتغير الحال وتلوث البحر واصبح الصيادون السعوديون يعدون على الأصابع مقابل الوافدة. الصيد الجائر وتلويث البيئة مشكلة سواحل الشرقية يقول رئيس جمعية الصيادين بالشرقية حسن حبيب آل إسعيد إن البحارة السعوديين القدامى والذي كان البحر يغص بهم بقيادة «النواخذة» كانوا يحرصون على الحفاظ على البيئة البحرية ويحافظون عليها فالبحر مصدر رزقهم واليوم اصبحت العمالة المسيطرة وتبحث عن الصيد وبطرق مختلفة وان كانت غير مشروعة لا يهمها البيئة البحرية وتلوثها ولا يهما موطن حضن الكائنات البحرية بالتجريف بالشباك الممنوعة في المياه الضحلة والعميقة على حد سواء. وبين أن زمن «النواخذة» بدأ بالانحسار قبل 33 عاماً واثر ذلك على البحر وطرق الصيد والعمالة اليوم لا تكترث ببيئة البحر وتلوثه وان سواحل الشرقية مع توافد العمالة وازدياد اعدادهم بدأ دور الصياد المحلي بالانحسار والعزوف عن العمل واصبح الصياد الوافد هو المسيطر وصاحب القرار داخل البحر . وأكد آل إسعيد أن العمالة من الصيادين على سواحل الشرقية اليوم وصلت إلى أكثر من 90 بالمائة من مجمل الصيادين وعزوف الصيادين السعوديين عن الصيد لأسباب عديدة منها القوانين المتعلقة بالصيد منوها الى ان البحر اليوم يعج بالصيادين الوافدين المخالفين مما أدى الى تناقص الثروات البحرية وانقراض انواع من الأسماك خاصة مع الصيد الجائر والمخالف والتجريف . العمالة من الصيادين على سواحل الشرقية اليوم وصلت إلى أكثر من 90 بالمائة من مجمل الصيادين وعزوف الصيادين السعوديين عن الصيد لأسباب عديدة منها القوانين المتعلقة بالصيد وبين ان من أسباب عزوف السعودي عن مهنة الصيد الإجراءات المتعلقة بفسح صيد الروبيان الذي كان مسموحا طيلة العام وبعدها قنن لزيادة أعداد الصيادين ودمار البيئة البحرية وكذلك روتين الإجراءات الإدارية فمن يريد تجديد رخصة مركبة يحتاج الى ايام، مؤكدا ان جمعية الصيادين تطالب بتجديد الرخصة الى ثلاثة اعوام بدلا من عام واحد وتخفيف العبء على الصياد المحلي. وأكد آل إسعيد اهمية فسح المجال لعمل السعودي واحتكار القوارب الصغيرة ذات المحركات «المكائن» الخارجية والتي تعتبر الأكثر في المنطقة والتي تبحر لساعات في المياه الضحلة وتوجيه العمالة للإبحار في اللنشات ذات المحركات «المكائن» الداخلية والتي تبحر لأيام في أعماق البحر . وطالب رئيس جمعية الصيادين بتشكيل لجنة لدراسة مجمل اوضاع الصيادين البحرية واشراك الجمعية باللجنة لوضع الحلول وكسر عزوف الصيادين وتشجعيهم للعودة الى البحر. وأشار نائب رئيس جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية جعفر أحمد الصفواني الى أن اللنشات والمراكب في المنطقة الشرقية يتجاوز عددها ال «5550» مركبا بين لنش وقارب «طراد» وعدد اللنشات التي يكون طولها 16 مترا 950 لنشا واللنشات التي تكون أصغر من 15 مترا عددها 100 تقريباً مؤكدا أن كل لنش يتواجد به أكثر من 6 بحارة أي المجموع يصل إلى 6000 صياد كحد متوسط وغالبيتهم من العمالة . وبين أن عدد القوارب الصغيرة «الطرادات» أكثر من 4500 قارب بين طرادات الصيادين والنزهة وكل قارب أو طراد يحمل على متنه أقل تقدير بحارين اثنين ويصل المجموع الكلي 9000 صياد. واضاف الصفواني: إن مجموع الصيادين الإجمالي يزيد على 15 ألف صياد، منوها الى اهمية وضع خطة إستراتيجية تهدف الى زيادة اعداد الصيادين السعوديين وتقليص الوافدة تدريجيا ليعود البحر كما كان والحفاظ على البيئة البحرية والسعودة. وأكد الصفواني ضرورة توجيهات أصحاب المراكب لصياديها على المركب بالحفاظ على البيئة البحرية وعدم رمي المخلفات من شباك قديمة التي تعتبر مقبرة الأسماك وعدم رمي مخلفات الزيوت وعدم التجريف للحفاظ على البيئة البحرية.