تقول دونا داننج مؤلفة كتاب "مبدأ ت.ق. ت في العمل" ألفت هذا الكتاب لأنني كثيرا ما أرى عاملين ومدربين وقادة ومشرفين يجاهدون من أجل تحقيق نتائج جيدة في مجال العمل - بلا طائل في كثير من الأحيان. ومثلما تكون علوم القراءة والكتابة والحساب المبدئية ضرورة أساسية للنجاح في المدرسة، توصلت الكاتبة إلى أن هناك خمس مهارات أساسية للنجاح في مجال العمل. وهي مهارات أساسية بمعنى أنه لا يمكن الاستغناء عنها أو حتى عن احداها إذا أردت أن تحقق النجاح المنشود. ومن ثم قررت المؤلفة أن تضع موردا يحدد تلك المهارات تفصيليا، بمعنى أنها لم تكتف بوصف بسيط لها. بل أسهبت في وصف السلوكيات المرتبطة بها، بحيث يعرف أي موظف أو عامل الخطوات التنفيذية المطلوبة منه لإظهار أو استعراض أو العمل على امتلاك أي مهارة منها. ويمكن تلخيص تلك المهارات الخمس في النقاط التالية: * تحمل المسئولية، خاصة عن عملك ونفسك في مجال العمل، وألا تكون بحاجة لمتابعة مستمرة من رئيسك أو مديرك أو المشرف عليك وعلى عملك. * مهارات الاتصال، التي أضحت من أهم المهارات اليوم، وتشكل جزءا كبيرا من النجاح العملي. * مراعاة أعمال الغير ومصالحهم، و التي بدونها يصبح النجاح قصير الأمد محدودا. * الإنتاجية: وهي المقياس والمحك الحقيقي لأي نجاح. وتتم زيادتها اليوم عن طريق تعلم مهارات جديدة ومتابعة تكنولوجيا الإنتاج المتعلقة بعملك عن كثب وتطبيقها. * المبادرة: أي عدم الانتظار لتكوين رد فعل أو استجابة لمبادرات الآخرين. بل أن تكون أنت البادئ. فالسبق يعتبر اليوم من مقومات وعلامات النجاح الأساسية. ولا يمكن اعتبار هذا الإجراء كاملا إلا إذا صاحبه إيضاح لكيفية نقل هذه المهارات إلى العاملين، أي تدريبهم عليها وتعليمهم إياها. ومن أجل تحقيق هذا الغرض بدأت دونا بتعريف مهارتين أساسيتين ضروريتين لتثبيت تطور وتقدم العاملين. ومن خلال استعراض سلوكيات معينة وأمثلة ونصائح واستراتيجيات محددة توضح المؤلفة كيف يمكن تثبيت أي تطور ايجابي يطرأ على العاملين في مجال العمل. وبذلك تكون تلك النصائح موجهة بشكل أساسي للمشرفين والمديرين. وتستقي دونا نصائحها من خبرة ممتدة لمدة خمسة وعشرين عاما، قضتها في القيام باستشارات تخص تعليم العاملين وتدريبهم وتطويرهم مهنيا والمساعدة على تحسين أدائهم. ومما تعلمته خلال تلك الفترة الطويلة أن الأفراد يميلون إلى الاستجابة بأشكال مختلفة لمواقف التغيير والتطور في العمل. من أجل هذا ظهرت ضرورة تفصيل إجراءات التطوير حسب نمط كل شخصية في العمل وحسب احتياجاتها أيضا. ومن أجل هذا أيضا حرصت الكاتبة على مخاطبة ومراعاة الاختلافات الشخصية عند استعراض أساليب التدريب، وتقديم نصائح واستراتيجيات مناسبة لكل منها. ولتسهيل الشق العملي على المدير أو المشرف يتضمن الكتاب العديد من قوائم المراجعة، والنصائح والأمثلة ونقاط التوازن، مما يساعد على تطبيق ما ورد في الكتاب نظريا بشكل أوضح وأيسر. فهو إجراء متكامل: نظري - عملي، من البداية للنهاية، ولجميع المستويات الوظيفية، سواء بالنسبة للمدرب أو العامل المتلقي. أحسنت المؤلفة أيضا استغلال تقسيم مايرز - بريجز لأنماط الشخصية بشكل تطبيقي وفي مجال العمل. فقبل ذلك، كان ذلك المنهج يستخدم في العلاج النفسي، وأحيانا التربوي للأطفال. لكنه يستخدم لأول مرة في مجال العمل، ولتسهيل تطوير العاملين. وتنبع أهمية هذا الكتاب من ضرورة تواؤم العامل والموظف اليوم مع بيئة العمل التي أضحت سريعة التغيير، سريعة الإيقاع، شديدة التنوع، مليئة بالتحديات. وأصبح العامل مطالبا بالتعلم المستمر لكل ما هو جديد، سواء تكنولوجيا، أو من حيث أساليب الاتصال. كما تحولت مهنة الموارد البشرية لتخرج من نطاق التوظيف وتحديد الرواتب فقط، إلى ضرورة تحديث العاملين وتطويرهم ومساعدتهم على مواكبة تطورات العصر الكثيرة والسريعة معا. الجدير بالذكر أن المؤلفة لها كتاب سابق حقق نجاحا كبيرا، بعنوان: "ما نوع العمل الذي يناسبك؟" ونادت فيه بضرورة أن يتعرف كل منا على مجال العمل المناسب لشخصيته، بعيدا عن إغراء الراتب العالي، أو حكم المجتمع على مهنة ما، أو ضغوط الأهل والعائلة والتقاليد..الخ. وكان ذلك على مستوى الفرد ومنه لنفسه. أما الجديد هنا فهي أنها تخاطب المدربين ومسئولي الموارد البشرية في مساعدة العاملين على التطور داخل وظائفهم، بعد أن عرفوا مجال العمل المناسب لهم، واستقروا به. وبذلك يعتبر كتابنا هذا تكميليا للجزء الأول، الذي ظهر في شكل كتاب منفصل. TLC at Work: Training, Leading, Coaching All Types for Star Performance By: Donna Dunning 320 pp. - Davies-Black Pub.