وصول الطائرة الإغاثية الرابعة ضمن الجسر الجوي السعودي للإغاثة الشعب اللبناني    من أعلام جازان.. الشاعر والأديب الأستاذ الحسن آل خيرات    أمير القصيم يرعى حفل تخريج 153 حافظاً بجمعية تحفيظ القران الكريم ببريدة    بقوة 6.1 درجة.. زلزال قوي يضرب شرق تركيا    جمعية الإعاقة الحركية للكبار في زيارة "بر أبها "    بلدية محافظة ضريه تنفذ أكثر من ألف جولة رقابية على المنشآت التجارية    "أسواق العثيم".. 68 عامًا في خدمة الاقتصاد ودعم المجتمع    جامعة الإمام عبدالرحمن توقع اتفاقيات في التدريب والتطوير وخدمة المجتمع    المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية يناقش الأمن اللغوي وقضايا الهوية    أسعار النفط ترتفع بعد هبوطها بأكثر من 4 %    الرياض تستضيف مؤتمر الطاقة العالمي السابع والعشرين في عام 2026م    نيابة عن وزير الخارجية.. نائب وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري الخليجي- الأوروبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية يلتقي حاكم إقليم لومبارديا الإيطالي    المنتخب البرازيلي يفوز برباعية على بيرو في تصفيات المونديال    سمو ولي العهد يأس وفد المملكة المُشارك في القمة "الخليجية الأوروبية" المقرر عقدها اليوم في مدينة بروكسل    «البلسم» تجري 23 جراحة ناجحة في أول يومين من البرنامج الطبي لجراحة القلب والقسطرة للكبار في أوزبكستان    أمطار مصحوبة بزخات من البرد ورياح مثيرة للأتربة والغبار على 5 مناطق    بعد زيارة ولي العهد.. سندات مصر الدولارية ترتفع    26 من الطيور المهددة بالانقراض تعتني بها محمية الملك سلمان    «الدوليون» يؤجلون تشكيلة مواجهة «الديربي»    «الشورى» ل«صندوق التعليم»: طوروا مؤشرات الأداء وتوسعوا في الشراكات    5 أطعمة تجنبها عند الشعور بالغثيان    حاسب على نفسك.. جوالك فيه بكتيريا ابعده عن سريرك    1,092 عملية زراعة نفذها الروبوت خلال عام    أمير القصيم يستقبل أعضاء مجلس أهالي مركز الربيعية    «أمانة جدة» تستعيد تعديات على 5 ملايين م2    المنتخب السعودي يتعادل مع البحرين سلبياً في تصفيات مونديال 2026    أمير المدينة يزور «معرض القصواء» بمركز المدينة للفنون    الهريفي ل «مانشيني»: السعودية أكبر منك    البرتغال تضع قدماً في دور الثمانية بدوري الأمم الأوروبية رغم التعادل السلبي مع اسكتلندا    "الصحة اللبنانية": مقتل خمسة أشخاص في هجوم إسرائيلي شرقي لبنان    الحلقة المفقودة والمتسلقون.. واجتماع التوثيق    إسبانيا تهزم صربيا بثلاثية.. وتعادل مثير بين الدنمارك وسويسرا في دوري أمم أوروبا    محافظ الطائف يشهد توقيع عدد من الاتفاقيات    قطار الرياض.. إحدى عربات القطار السعودي للتنمية    تكدس المشاهير ووعي المجتمع.. المعادلة تغيّرت!    العيسى يدشن المؤتمر الدولي «الإيمان في عالم متغير» للتصدي لشبهات الإلحاد    مزايا المهاجرين    حذار من النخب المتطرفة    «اليوم العالمي للمراقب الجوّي»    أزمة الزحام.. من وجهة نظر المجتمع !    نائب أمير منطقة مكة يستقبل مدير عام التعليم بالمنطقة    نائب إمير تبوك يستقبل مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر    محافظ الطائف يلتقي القنصل الياباني    الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يهددان إسرائيل    سفير المملكة لدى مصر: زيارة ولي العهد إلى مصر تعكس عمق وأصالة العلاقات الثنائية الراسخة    صدور الموافقة السامية بمنح الجنسية السعودية للدكتور ريتشارد مورتيل    مجلس الوزراء يقر إنشاء كلية تقنية في جازان    روضة شريفة وشخصية عائمة    آل الشيخ يوجه خطباء المساجد بأن تتضمن خطبة الجمعة القادمة التوعية بأخذ «لقاح الإنفلونزا»    د. العيسى يدشن المؤتمر الدولي "الايمان في عالم متغير"    المنتخبات السعودية تحصد 9 ميداليات ذهبية و5 فضيات في الأولمبياد الخليجي للعلوم    تجمع الرياض الصحي الأول يعقد اللقاء السنوي لأعضاء المجلس التشاوري للمرضى وأسرهم    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الثالثة لمساعدة الشعب اللبناني    الاستيراد الثقافي كسل فكري    4 مليارات ريال لمشاريع جديدة بالقصيم    أمير القصيم يؤدّي صلاة الميت على محافظ عنيزة السابق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البعد الشعبي في تجربة عبود السلمان : واقع يومي يقترب من حدود الأسطورة
في معرضه المقام في جدة
نشر في اليوم يوم 04 - 06 - 2004

لأني لا أفضل مغامرة الأمساك بكل طرف من أطراف العمل الفني الذي يشكل العالم الخاص لأي لوحة، أو لأي تجربة تشكيلية قابلة للتداخل والتشابك والنضوج، ولقناعتي بأن كل مغامرة كتابية تدعى الإمساك بكل الأطراف هي في الأساس مبنية على خديعة كبرى، سوف أركز هنا على جوهر التجربة، وهو البعد الشعبي الذي أتصور أنه يمثل نقطة الارتكاز في تجربة الفنان التشكيلي عبود السلمان بشكل عام،
فالبعد الشعبي في هذه التجربة يرسم وبصورة شديدة الوضوح حدود المرجعية الثقافية للفنان كذات شعبية وثيقة الصلة بالمكان، وعميمة الارتباط بتفاصيل العلاقة الجمالية بين الفنان وبيئته من جهة، والفنان ومكونات الثقافة الشعبية من جهة أخرى،ولعل أول ما يتبادر إلى ذهنية المشاهد الذي يقارب أعمال عبود السلمان، هو ذلك الحس الأسطوري المشحون بالتكوينات ، حيث لا فراغ على جغرافية اللوحة، ولا فواصل بين عنصر وآخر، فهو ينتصر عادة لتداخل الأشياء، وتضافر الدلالات، في إيقاع لوني منسجم بين الدافىء والبارد في التعريفات التقليدية لطبيعة فصائل الألوان، وهذا التضافر أو الانسجام يأتي من صميم التكوين البيئي نفسه، حيث طبيعة المناخ المتصالح في المكان في الحالة ونقيضها، ذلك المكان الذي تتجلى فيه ثقافة النهر، وترتبط قيمه الجوهرية بالعلاقة المتجذرة بين الانسان وموروثه الطبيعي المتمثل في جغرافية المكان
قد لا يتجلى النهر ماء في الكثير من أعمال عبود السلمان، وقد لا يفرض أو يكشف عن نفسه بصورة مباشرة واقعية تحاكي المكان من مظهرة لا من جوهره، ولكن معظم المدلولات التي يمكن أن تنتجها اللوحة كنص بصري تشير إلى ذلك النهر الغائب في المظهر، والحاضر في الجوهر، فالنهر هنا هو سيرة حياة للإنسان والمكان، وهو نسيج أسطوري للحكايات العتيقة التي تختزنها ذاكرة الطبيعة بمورثها الشعبي البسيط والمتشابك أيضا، ثمة لغة واضحة قد تكون الأقرب إلى مسعى التأويل البصري، وهي المتمثلة في الوجوه الأنثوية المتعددة التي تحفل بها أعمال الفنان، ومع أن الاستقراء العام يشير إلى حالة من التراخي والاستسلام في انسيابية الملامح حيث العيون الغافية، والوجوه المشدودة إلى التأمل وربما الانكسار، إلا أن المدلول الأكثر ارتباطا بالمكنون العميق للعمل يحقق معادلة الحضور لأنثى النهر، أو بمعنى أشمل وأدق يرسم صورة المرأة كما تمليها ثقافة النهر على المتخيل الذهني .
إن تجربة الفنان عبود السلمان في تصورنا المبسط لها، تعلي من قيمة المكان بوصفه الوعاء الأساس في تكوين الحياة بكل روافدها، فالعالم المشحون الذي تصوره أعماله لا يقف عند حدود الرمز الذي يدل على جزئية معينة من تلك الحياة ،وإنما يربط فيما بين الجزئيات المختلفة ليشكل منها العالم في صورته الفعلية فإذا كان النهر دلالة حياة، فالمرأة أيضا معادل جمالي للحياة ذاتها وإذا كانت ملامح التراخي والسكينة التي تميز الوجوده دلالة انكسار فإنها بنفس المعنى تحدد معالم الواقع الإقليمي المغاير للمكان في مقابل الأمكنة الأخرى . ونخلص من ذلك الى تصور تقني جمالي يميل إلى قضية، أو إلى هم جزئي يشغل المساحة الأكبر من تجربة الفنان، بمعنى أنه لا يعيش مفصولاً عن مكانه وموروثه الشعبي، وإنما يجعل منهما سيرة جمالية تنقل الواقع في كثير من الأحيان إلى حدود الأساطير.
من أعمال عبود سلمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.