نظمت السفارة الفرنسية بالتعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية مؤخراً محاضرة للأديب الجزائري الأستاذ سليمان زغيدور بعنوان ( قرن من الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية) في قاعة المحاضرات في مقر المكتبة بالرياض. وتناول الأديب الجزائري وغيدور من خلال محاضرته الملامح التاريخية والسياسية والاقتصادية المؤثرة في الأدب العربي في دول المغرب وتحديداً الجزائر بلده الأصلي والتي تأثرت بالاستعمار الفرنسي الذي ساهم في القضاء على اللغة العربية وتحول الجزائريون إلى اللغة الفرنسية في التعبير عن بلدهم وأدبهم وعاداتهم وتقاليدهم الجزائرية. وتحدث عن الملامح التاريخية للأدب الجزائري إبان الاستعمار الفرنسي وتحديدا في الخمسينات الميلادية من القرن التاسع عشر حيث ظهر أدب جديد في تلك الفترة كان يركز على الهوية الوطنية والحياة الاجتماعية وكان الكاتب في تلك الحقبة يمتلك الشجاعة في الانتقاد وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة مثل محمد ديب ومولد زعون ومولد معمري وكثير من الأدباء الذين اقروا تلك المرحلة المهمة في الأدب الجزائري بالقصائد والروايات والقصص وان كانت كتابتهم باللغة الفرنسية نظراً لانتشار اللغة الفرسية وغياب اللغة العربية من الشعب الجزائري . كما تحدث عن مرحلة من مراحل الأدب الجزائري وهي في العشرينات ابان الاستعمار الفرنسي حيث تميزت تلك المرحلة بالتركيز على الفلكلور الشعبي والحياة الريفية والاسلامية في الجزائر وقد برع في هذه المرحلة عدد من الأدباء المرموقين. وأشار زغيدور إلى المشكلة التي يعاني منها الجزائريون وهي ضعف اللغة العربية في البلاد وقلة الناس الذين يتحدثون بها مقارنة باللغة الفرنسية حيث أصبح الأدباء في الجزائر يعبرون عن بلادهم والحياة الاجتماعية والأدبية باللغة الفرنسية التي يتقنونها جيداً حيث هاجر كثير منهم إلى فرنسا واستقروا هناك واصبح لهم أعمال أدبية خاصة بهم تعبر عن واقع الجزائر أو تعبر عن فرنسا البلد التي يقيمون فيها. وانتقد في نهاية محاضرته الحركة الثقافية في الوطن العربي مشيراً إلى الفرق في حجم الانتاج الثقافي الكمي في فرنسا والدول العربية مبينا أن فرنسا تنتج في السنة حوالي ستين ألف كتاب بينما الوطن العربي لا يصدر إلا حوالي ألفي كتاب في السنة موضحا أن الأدب العربي وصل إلى العالمية من خلال عدد من الأدباء والمفكرين العرب مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهما.