ايام قلائل وتنطوي مؤقتا الصحف المدرسية بكل همومها التي حملها افراد الاسرة طوال السنة الدراسية ما بين هموم تعليمية وهموم مادية واخرى توجيهية. ايام وتغيب عن يومياتنا مفردات مثل (قم تأخرت.. يمه وين جزمتي.. قم ادرس) لتبدأ مفردات اخرى تتطلبها المرحلة القادمة يبدأ الابناء بتكرارها لا نحن مثل (زهق.. وين نروح.. تعبت من النوم) هو اسبوع لا اكثر ويبدأ تحول جذري في كل شيء ورغم البرامج الصيفية المتنوعة التي تنادي بها المراكز الصيفية المختلفة ورغبة الابناء في كسر روتين الاجازة الا انهم لا يستجيبون بالشكل المطلوب لكل ما يشعرون انه مفيد لهم فكأن اقتراحات الاهالي ببرامج معينة ماهي الا نوع من فرض السلطة التي يرفضها الابناء في الاجازة والغريب في الامر ان هذا هو حال الطلبة في جميع المراحل من الابتدائية وحتى الجامعية. كنا نستعد العام الماضي لاصدار نشرة خاصة استجوبنا فيها عددا من الطالبات الجامعيات عن توقعاتهن لاحوالهن بعد التخرج وما اذا كن يرغبن في دخول تجربة عملية براتب او من غيره فوجدت للاسف ان معظم الفتيات يرفضن تجربة العمل غير الرسمي ويرفضن تماما ان يفسحن المجال لانفسهن في الاستفادة من خبرة السابقين في اي عمل بدون راتب او بمكافأة رمزية وبغض النظر عن الاعتماد على الاهل ماديا في كل الاحوال نجد ان هذا الرفض يعني وجود خلل في الادراك والوعي بأهمية التجربة التي يخوضونها ويستفيدون منها باتجاهات مختلفة عملية وحياتية.. لقد آن الاوان ليتعلم ابناؤنا اهمية العمل في حياة الانسان مهما كان بسيطا آن لهم ان يدركوا ان مأكلهم ومشربهم الذي يعتبرونه من المسلمات التي لابد ان تتوافر دوما لا تأتي الا بجهد ونصب من الآباء والامهات.. الخلل ليس في وعي الابناء فقط بل نحن قبلهم نحن الذين لم نطلب من احدهم يوما ان يتولى اخراج القمامة من المنزل بمكافأة اسبوعية او ري الاشجار بأخرى نحن الذين كنا ومازلنا نرمي الاموال في احضانهم كثرت او قلت دون ان نسمح لهم بالمشاركة في ايجادها. وامامنا سنوات عصيبة بدأت بوادرها تلوح لنا بسواد البطالة ومساوئها ان لم نسارع للعلاج قبل ان نلقي كل التهم والهموم في حضن غازي القصيبي.. أعانه الله.