إلى الشمال الغربي من مدينة الهفوف تقع مدينة سلوى، هذه المدينة الحدودية التي تبعد عن مركز محافظة الأحساء قرابة 155 كيلومتراً، يحدها من الشمال الشرقي حدودنا مع دولة قطر الشقيقة، ومن الجنوب صحراء الربع الخالي، أما من جهة الغرب فتحدها منطقة الجافورة، وهي أرض صحراوية. سحر.. وتطور يرجع رئيس مركز سلوى علوش ناصر بن جلعود تسمية سلوى إلى موقعها على شاطئ الخليج، وأنها مكان للتسلية والترويح عن النفس، حيث يقصدها الكثير من الأهالي للترويح عن أنفسهم، بالمشي قريباً من الشاطئ على الرمال الباردة، أو الاستمتاع بمنظر البحر وأمواجه الصاخبة. غير ان ابن جلعود يرجح سببا آخر للتسمية، وهو التطور الذي تشهده المدينة.. يقول: هناك الطريق المزدوج من محافظة الأحساء إلى مركز سلوى، ومن سلوى إلى مركز البطحاء، وهو يوشك على الانتهاء، وأيضا هناك مشروع تحلية المياه، الذي سيمتد من سلوى إلى البطحاء، وإن شاء الله في اقل من 6 شهور سينجز، وكذلك هناك مشروع الإسكان، وهو يضم حوالي 500 فلا، وتنفذه وزارة المالية، وهناك مستشفى بسعة 500 سرير، تحت الإنشاء، وأيضا مجمع مدارس للبنات (ابتدائي متوسط وثانوي)، تنفذه مصلحة أموال الدولة، وهناك أيضا مدرسة متوسطة، تقام من قبل وزارة التربية، بالإضافة إلى مشاريع مستقبلية، وسيأخذ مركز سلوى نصيبه من المشاريع، بباقي منافذ المملكة. حوادث ومشاكل وعن المشاكل والحوادث التي تتم متابعتها يقول رئيس المركز: هناك مشاكل تنشأ بين الأهالي، وهي تحل بالطرق الودية والإصلاح بين أطراف المشكلة، وإذا لم تفد الطرق الودية تحال إلى الجهات المختصة. أما باقي المشاكل التي لا تحل إلا بتدخل الجهات المختصة فانها ترفع مباشرةَ إلى تلك الجهات. أما بالنسبة للحوادث الجنائية فهي تحدث، وتحال إلى جهات الاختصاص، وتأخذ مجراها، وللحوادث المرورية خصوصية معينة، حيث تقع المدينة على طريق دولي، يتميز بنشاط متواصل، فهو يخدم قطر والإمارات وعمان، لذا تكثر فيه الحوادث. ويذكر علوش أنه عندما كان الطريق الواصل من محافظة الأحساء إلى مركز سلوى غير مزدوج كانت الحوادث تقع بشكل متواصل، أما الآن وبعد شق الطريق الآخر، فقد قلت الحوادث عن السابق. وحسب إحصائيات الهلال الأحمر فإن الأشهر الخمسة عشر الماضية شهدت وقوع 61 حادثاً مرورياً، أصيب فيها 103 أشخاص، توفي منهم 14 شخصاً. تنقل الرعاة وعن رعاة الإبل القطريين، الذين يرعون إبلهم في الأراضي السعودية يقول رئيس المركز: هناك اتفاقية بين البلدين في هذا الصدد، ومتابعة جادة بين مركز أبو سمرة في قطر ومركز سلوى، وليس هناك أي مشكلة في هذا الموضوع، فالمملكة ترحب بأصحاب المواشي، وتسمح لهم، ولكن في حدود الاتفاقية الموقعة بين البلدين، خاصة إذا كانت جوازات الرعاة سارية المفعول، فالمواشي القطرية تمر عن طريق البر، الذي يبعد عن سلوى حوالي 17 كيلومتراً جنوب حرس الحدود، وهي بمنطقة السكك. المياه وخدمات أخرى مشاكل سلوى تشمل أيضاً نقص المياه حيث يقول إبراهيم العكنة: مياه الخزان الرئيسي شحيحة، ودائما تنقطع، حيث يصل الانقطاع أحيانا إلى عدة ساعات. ويتمنى العكنة من وزارة الزراعة ان تهتم بمشكلة نقص المياه، وبنقص الخدمات الأخرى في سلوى، كما يطالب الوزارات الأخرى بالاهتمام بالمدينة. وهو أيضاً ما يطالب به راشد بن عايض، الذي يقول: سلوى تحتاج فقط إلى انتباه من الجهات الخاصة، وستصبح إحدى أروع الأماكن الساحلية في المملكة. وأتمنى ان تستغل تلك الشواطئ، وينشئ كورنيش في المدينة، ليستقطب الزوار، كما ان المقيمين في سلوى لا يجدون أماكن يذهبون إليها، فأغلب الجهات صحراوية. مجمع لكل المراحل تضم سلوى مجمعا للمدارس، يحتوي على مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية، يقول مدير المجمع سعيد عبدالله القحطاني: حيث تناول بعض المشاكل التي تحدث في المجمع وهيئة التدريس، يقول: يدرس في المجمع 550 طالباً، وهناك 40 معلماً، وأبرز مشاكلنا أنني مدير لكل المراحل، وهذا أمر صعب، فعلى سبيل المثال فإن طالب الابتدائي يحتاج إلى معاملة تختلف عن معاملة طالب الثانوي، فالأول يحتاج إلى رعاية وحنان وأبوة، أما طالب الثانوي فهو مشاغب عادة، فتكون هناك ازدواجية في التعامل، مما ينعكس سلبا على طالب المرحلة الابتدائية، وإدارة التربية والتعليم وعدتنا أن تأتي بمدير آخر، ولكن دائما يأتون بأعذار، حيث انهم يحملونني كافة المسؤوليات، لكوني أحد سكان سلوى، ولدي إحاطة بما يجري، وهذا غير صحيح في الواقع، وقد قلت لهم نحن نتحمل المسؤولية بكل أعبائها، ولكن يجب أن تكون هناك حكمة تضع أمام المرء ليزن الأمور، وأنا مكلف رسميا من قبل الإدارة بإدارة المراحل المتوسطة والثانوية، أما الابتدائية فإلى الآن لم يكلف أحد بإدارتها. ومن الصعب أن أتركها، فأشرفت عليها لمدة سنتين، وقد جعلنا أحد المعلمين القديرين يشرف عليها لمدة شهر، على أمل ان يأتي مدير مكلف رسميا، ولكن دون جدوى، والآن هناك مشروع من قبل وزارة المالية، يتمثل في بناء مجمع للمدارس، يضم فصولا للابتدائية، وقد وعدونا مجددا بعد الانتهاء من بناء الفصول والتوسعة أنه سيتم ابتعاث مدير لها. اختلاط الطلاب ويضيف سعيد القحطاني: في السابق كانت ساحة مجمع المدارس يجمع في أوقات الفسح جميع الطلاب، فتجد طالب أول الابتدائي مع طالب الثانوي، وهذا غير صحيح تربوياً، وكنت حينها احرص كل الحرص على ان اشرف على الطلاب في أوقات الفسح، حتى لا تقع بعض المنازعات والمصادمات بينهم، وبعد طلبات حثيثة قدمتها لإدارة التربية والتعليم بالأحساء لفصل الساحة بجدار تم إعطائي مواد للبناء، وبمساعدة بعض المقاولين الذين تبرعوا بعمال تم فصل الساحة، وقد حلت تلك القضية، ولكن المشكلة تكمن في نقص المديرين في المجمع، وقد طلبنا من إدارة التربية والتعليم مديرا للمرحلة المتوسطة، خاصة ان طلابها في سن المراهقة يحتاجون إلى رعاية وتوجيه، فلا يوجد مرشد طلابي، ولا وكيل، ونحن نعاني من ازدحام واضطراب نفسيات، ونحن نعامل طلاب الابتدائي بهدوء، بينما نتعامل بحزم مع طلاب الثانوي، وهناك فوضى في المجمع بين المراحل الدراسية المختلفة، فبدل ان أكون موجها لهيئة التدريس ومسيرا للعمل أصبحت فقط حلال مشاكل الطلاب. نقص في الكوادر مشاكل منسوبي التربية والتعليم لا تقتصر عند هذا، حيث يقول سعيد القحطاني: ترسل الإدارة لي بعض المعاملات، ويطالبونني بإنجازها، ولا يراعون الضغط الموجود عليّ، حيث يسألونني عن سبب التأخير، بينما لا يوجد في المجمع كاتب، ولا مرشد طلابي، ولا مستخدمون، فكيف نوفق بين العمل الإداري والمتابعة مع الطلاب، إذا كانت هناك نواقص في منظومة العمل، فقد وعدونا بمرشد طلابي، وطلبوا منيّ ان ارشح أحد أهالي سلوى لهذا العمل، ولكن الأهالي لا يوجد بينهم من هو أهل للعمل في هذه الوظيفة، وبعدها طلبوا مني أن أرشح أحد المدرسين للقيام بهذه المهمة، ونوجد مكانه مدرسا آخر للمادة التي كان يدرسها، فقلت لديّ مدرس اجتماعيات، فقالوا ليس لدينا بديل. حوافز بدل الخطر المعضلة الكبرى التي يراها مدير المجمع هي ان المدرسين الذين يأتون من محافظة الأحساء لا يعطون أي حوافز، مقابل الصعوبات الكبيرة التي تواجههم، فكثير ما يتأخر المدرسون في الطريق، والطريق بين المحافظة وسلوى بعيد، خاصة في فصل الشتاء، حيث تحدث بعض المشاكل، بسبب الضباب أو الانزلاقات في الطريق إذا هطلت الأمطار، مما يجعل الطريق خطراً على المدرسين، وكذلك تأخيرهم عن الحصص الأولى، كما لا يشعر المعلم بالارتياح، بسبب الدوام وطبيعة التدريس، وأيضا في نهاية الدوام هناك الرجوع إلى المحافظة، مما يجعل عطاءه للطلاب يقل، بالإضافة إلى انزعاجه، وبالتالي يطلب ان ينقل إلى مكان آخر في المحافظة، إذا من المفترض ان يكون هناك سكن خاص للمتزوجين، وآخر للعزاب، وان يعطوا بدل عمل في منطقة نائية، فمثلا تبعد هجرة المحدار 5 كيلومترات، ويعطى المدرسون فيها بدل عمل في منطقة نائية، بينما سلوى لا يعطى معلميها هذا البدل، والفرق كما قلت 5 كيلومترات فقط، وهذا إجحاف بحق المعلمين، وحجة الإدارة في هذا ان سلوى توجد بها دوائر حكومية وخدماتية، وهذا غير صحيح. فطلاب المرحلة الثانوية لا يستقرون على معلم، فكلما جاء مدرس لمادة الفيزياء والكيمياء، وعمل لفترة من الزمن يفاجئون بنقله، مما يربك الطلاب، وبالتالي لا يستطيع ان يحصل على مجموع، وهذا يفتقد إلى العدل، فيجب على الإدارة ان تدرس هذا الموضوع بدقة. وأنا حاولت ان أثبت المتعاقدين الذين يدرسون المواد العلمية، حتى يدخل طالب الأول الثانوي على الأقل، ويواصل حتى الفصل الثالث وأمامه مدرس يعرف أسلوبه في طرح الموضوع، وردت الإدارة (لم يعد لدينا متعاقدون في الفيزياء ولا الكيمياء)، وقد أنهيت عقودهم، فلماذا لا تستحدث أنظمة جديدة؟ ولماذا التجميد وعدم التجديد، فمثلا مدرسو المرحلة الثانوية في الهجر المفترض ان تتم دراسة كافية لهم، وبعدها يثبت 4 سنوات، بعرض عليه الحوافز المشجعة، من حيث زيادة الراتب والبدلات، وأيضا السكن، حتى يكون هناك حل لتلك المشكلة، فالمعلم يأتي إلى الهجرة رغم طول المسافة، وبذله جهود في التعليم أثناء الحصة يكون نصابه في الحصص اكثر من مدرسي المدن، فيعطى 24 حصة رغم المشقة والمتاعب التي تواجهه في الطريق، وأيضا نصاب المدرسين في الهجر اكثر من نصاب زملائهم في المدن، ففي الاستئذان مثلا معلم الهجر يواجه مشقة أكبر من نظيره في المدن، الذي يستطيع بعضهم ان يصل إلى مدرسته مشيا، لقرب منزله منها، وأيضا المعلم إذا كان مراجعا لدائرة حكومية يستطيع ان يأخذ الحصص التي ليست لديه تكليف بها، بعكس مدرس الهجرة، الذي يضطر إلى قطع مسافة لأجل التوقيع فقط، وهناك الرجوع مرة أخرى بعد ساعة في دائرة من الدوائر، فهي معاناة يتكبدها معلمون في الهجر. ورغم علم إدارة التربية والتعليم بهذه الإشكاليات إلا انه (لا حياة لمن تنادي) معاناة المعلمين عبدالسلام البريكان أحد المعلمين في المجمع، وهو من سكان الدمام، يقول: هذه السنة هي الأولى لي في سلك التعليم، وهناك مشقة وعناء يتكبدها المعلمون، فأنا اسكن حاليا في مدينة الهفوف، ويوميا أقطع طريق سلوى، فهناك تكاليف مادية للحافلة التي تقلنا إلى سلوى، كما نواجه أيضا السكن، وأتمنى ان يتم نقلي على وجه السرعة. أما علي الخاتم فيقول: الطريق الذي نقطعه يوميا يحسب مرتين، فالمسافة تصل إلى قرابة 155 كيلومترا، وإذا ترددنا عليه مرتين يكون 300 كيلومتر، أي أننا نمضي يوميا 3 ساعات في الطريق، بالإضافة إلى فترة الدوام. إرباك وفوضى ويؤكد سعود العتابي ان هذه معاناة لا يشعر بها إلا من يعايشها، فالمعلم، خاصة في فصل الصيف، حيث الحرارة الشديدة، لا يعلم هل يصل أم لا؟ ومتى يرجع؟ ومتى يأخذ قيلولة؟ ومتى يحضر؟ ومتى ينام؟ ومتى يستيقظ للدوام، وهذا يربك برنامج المعلم، ويجعله طوال سنته في حالة فوضى، وأيضا يفرضون على المعلم حصص كثيرة. ويذكر رياض البجحان مراسل المكاتب في مجمع المدارس ان الباص الذي يقلهم وقف بعد قطعه مسافة 40 كيلومتراً في فصل الصيف، وقد ساعدنا أحد رجال الأمن في الطريق، ووصلنا الساعة الرابعة عصرا للمحافظة. حتى المخلصين يعانون المعاناة لا تقتصر على المعلمين، بل تشمل المخلصين في جمرك سلوى، حيث يقول جابر أحمد: السعودة أمر يحيرنا، فلقد قالوا لنا أنها ستتم بعد 3 شهور، ولكن لم نشهد أي تغير، ومن ناحية تعامل الجمرك لا نرى أي تقدير، فهم لا يقدروننا، خاصة حينما نراجع مكاتبهم لتخليص بعض الأمور، وبنسبة للرواتب فهي قليلة جدا، فأنا أتقاضى 1200 ريال.. متسائلاً: هل هذا الراتب يكفي في مثل هذه الأيام؟! مع كثرة ساعات العمل، التي نبذل فيها جهدا كبيرا. وعن عدم التطور في مكاتب التخليص يقول محمد أحمد عسيري: هناك عدم تواكب مع التكنولوجيا، والطرق الحديثة. رواتب بسيطة ويقول سالم الغريب (موظف في مكاتب الترانزيت): نحن نتمنى ان تطبق السعودة فعليا، وان يتم تفعيلها، فأنا مثلا لدي شهادة ثانوية، ولدي خبرة جيدة في التخليص، ولو تم إقصاء الأجانب عن التخليص الجمركي، لكان الراتب افضل مما أنا عليه، وبالنسبة ليّ الراتب 1500 ريال، الذي أتقاضاه، وأنا أعزب ولكن هناك شباب متزوجون يتقاضون 1200 ريال، أو 1300 ريال، مع تكاليف السكن والأكل والشرب، وهذا لا يتناسب مع دخل مكاتب التخليص، حيث أنهم يحصلون على أرباح طائلة، والمخلصون يدفعون تكاليف النقل والمصاريف الخاصة. لذا نتمنى ان تتم السعودة سريعا، ليعطى الشاب السعودي فسحة أمل في الحياة. يعمل حجي العواد في التخليص منذ اكثر من 20 سنة، ولم أحصل على أي زيادة في راتبي، مع إخلاصي في العمل. كغيره من المخلصين الجمركيين يتمنى العواد ان تساهم السعودة في تحسين أوضاعهم، خصوصاً زيادة رواتبهم. طلاب مجمع المدارس إبراهيم العكنة يشير إلى الخزان