آخر خمسة في مرمى الهلال كانت مرة تلقاها من النادي الاهلي الرائع والمتطور, وبقدر ما يفرض علينا العدل امتداح الفائز وتقدير ما بذله نجومه من جهد توجوه بفوز تاريخي, بقدر ما نجده ضروريا من الحديث عن الفريق الخاسر ذلك لان الاهلي كبير وامامه طريق لم ينته والهلال هرم شامخ تلقى على غير عادة خماسيتين في اقل من عشرة ايام وهو امر لا يمكن ان يمر دون تعليق. قبل كل شيء اقول انه ليس هناك شخص بعينه يتحمل مسئولية ماحدث فالامر اكبر من ان يتحمله شخص واحد والخسارة لم تكن وليدة الايام الماضية بل نتاجا لترنح دام اكثر من عام برزت فيه المشاكل الفنية والادارية والشرفية. وبالتأكيد لا اقصد تبرئة ادارة الفريق او ادارة النادي او المدرب العجلاني بل اسلط الضوء على قضية انهيار الهلال لا اعلق على ما حدث في المباراتين امام الشارقة والاهلي. فلا العجلاني ولا افضل مدرب في العالم كان بامكانه ان يعيد الهلال لموقعه وبريقه في ظل ظروف متقلبة واجواء مشحونة وبطولات ضائعة فالشق اكبر من الرقعة كما يقول المثل الشعبي ومن الظلم اختصار المسئولية في شخص احمد العجلاني خاصة وان الهلاليين يعرفون قبل غيرهم ان ما يحدث اكبر بكثير من اخطاء المدرب او اضاعة فرصة او اخطاء تحكيمية, كما يعرف الهلاليون (الادارة واللاعبون) ان الجمهور الهلالي ليس ساذجا ولاسطحيا فيقبل باعتذارات متكررة بعد كل هذه الهزات العنيفة التي شوهت تاريخ الهلال واساءت لرجالاته وبطولاته. من الظلم استمرار الاوضاع كما هي الآن ومن الظلم ايضا ان يفشل الهلال بكل مالديه من خبرات في اختيار اجانبه وان يخفق في اختيار النجوم المحليين وان يتباطأ في حل مشاكله الادارية والفنية. ومن المؤلم ان يتفرج الجميع على هذا الجبل الشامخ واحجاره تتساقط محذرة من انهياره في الوقت الذي لايحركون ساكنا ولايعلنون حقيقة مشاكلهم. النفوس غير صافية, والاهداف ليست واضحة او موحدة والطريق ليس معبدا ولا سالكا, وكل هذا معروف لجميع الهلاليين لكن ليس هناك من يريد قول ذلك او الاعتراف بوجود هذه الحقائق. الهلال كيان كبير تصدعت جدرانه ولم تنهر اعمدته او تتأثر قواعده والحل ليس مستعصيا ولا مستحيلا والمطلوب ليس اكثر من خارطة لاعادة البناء على نفس القواعد والاعمدة, واذا اراد الهلاليون الخروج من المأزق فانهم امام خيار واحد هو ان يقبل كل مسئول بالتضحية بمركزه ومكانه لاجل الهلال. ولكم تحياتي