بريدة تشيع شهيدي الواجب حمد وعائض

سادت حالة من الهدوء والمشوب بالترقب والحذر يوم أمس حي الخضيرا بمدينة بريدة، بعد انتهاء المداهمة التي شهدتها إحدى الاستراحات في الحي، والتي أسفرت عن قتل 4 من الإرهابيين، والقبض على آخر، فيما استشهد اثنان من رجال الأمن، هم وكيل الرقيب نواف حمد حمود الحربي، الذي ألقى أحد الإرهابيين قنبلة على السيارة الأمنية التي كان يستقلها، والعريف عائض عوض سبيل الحربي، الذي صرح مصدر مسئول في وزارة الداخلية باستشهاده في وقت لاحق. ويوم أمس أدى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم صلاة الميت على شهيدي الواجب اللذين استشهدا أثناء المواجهة. وأدى الصلاة مع سموه ذوو الشهداء ومدير شرطة منطقة القصيم اللواء خالد عباس الطيب ونائب مدير شرطة المنطقة اللواء عبدالقادر عبدالباقي طلحة ومدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية بالأمن العام اللواء حمد إبراهيم الشبانة وقادة القطاعات الأمنية بالمنطقة وجموع من المصلين الذين احتشد بهم المصلى، وساروا في جموع كبيرة إلى مقبرة الموطئ، وقدر عددهم بأكثر من 10 آلاف شخص.
وقدم المشيعون تعازيهم لأسرتي الشهيدين، الذين اسقبلوا تعازي القيادة الرشيدة، التي نقلها لهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وأكد ذوو الشهيدين أنهم على استعداد لتقديم المزيد خدمة لهذا الوطن.. مجديين وقوفهم مع القيادة والشعب والأجهزة الأمنية في التصدي للفئة الباغية.
حيث قال عوض سبيل الحربي والد الشهيد عائض مخاطباً الإرهابيين عبر (اليوم): لقد خطفتم عائض، وحرمتم بناته الثلاث (شوق، وضيحة وشهد) منه، ولكنكم لن تفروا من عقاب الله في الدنيا قبل الآخرة، الذي سيحاسبكم على ما جنيتم بحق الوطن أشد عقاب.. مضيفاً: الا يكفيكم الدمار والخراب والأرواح البريئة التي قتلتموها وسفكتم دمها في هذه البلاد؟
انقطع الأب عوض الحربي عن مواصلة الحديث، ليستقبل جموع زملاء الشهيد، الذين قدموا له واجب العزاء، مثنين على الشهيد، الذي كان يتمتع بأخلاق عالية وسلوك فاضل في تعامله مع الجميع، وطيب سريرة.. مؤكدين ان فجيعتهم فيه كبيرة، ولكنهم فرحوا لأنه سبقهم بنيل الشهادة من أجل هذا الوطن الغالي. من جانبه أكد الأب أنه يرفع رأسه عالياً بابنه الشهيد، الذي قدم روحه فداءً لدينه ومليكه ووطنه، وأنه لن يبخل بأي غال في هذا الصدد، بمن فيهم أشقاؤه الباقون.
يذكر ان الشهيد عائض الحربي من مواليد عام 1392ه، ولديه عدد من الأخوة، وعليه التزامات مالية كبيرة تجاه أسرته، بالإضافة إلى ديون تقدر ب 500 ألف ريال.