أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بمناسبة (يوم الأغذية العالمي) في 16 أكتوبر المقبل عن حملة بعنوان (التنوع البيولوجي في خدمة الأمن الغذائي) لتأكيد أهمية التنوع البيولوجي بالنسبة للزراعة والأمن الغذائي. ونبهت المنظمة الى القدرات الكامنة في التنوع البيولوجي الذي يشمل عددا لا يحصى من النباتات التي يعتمد عليها الانسان في طعامه وفي علاجه بجانب الأحياء المائية وكذلك أنواع المواشي التي تتكيف للعيش في بيئات قاسية اضافة الى الحشرات التي تلقح الحقول والكائنات الدقيقة التي تتولد منها التربة. وأوضحت ان الحفاظ على التنوع البيولوجي واستخدامه بصورة مستدامة هو المفتاح لتأمين الغذاء لنحو 800 مليون شخص يعانون من سوء التغذية في البلدان النامية محذرة من أن يتعرض التنوع البيولوجي الى عدة مخاطر منها ظاهرة زحف المناطق الحضرية وازالة الغابات والتلوث وتحول الأراضي الرطبة. وقدرت المنظمة ان نحو ثلاثة أرباع التنوع الوراثي الذي تم اكتشافه في المحاصيل الزراعية قد تعرض للضياع خلال القرن الماضي حيث تتعرض 1350 من بين 6300 سلالة حيوانية لخطر الاندثار أو انها اندثرت فعلا معربة عن قلق العلماء من هذا الاضمحلال السريع لمستودع الجينات في العالم. وأشارت الى العدد المتزايد لسكان العالم الآخذ في الاعتماد على قدر متناقص من التنوع البيولوجي بسبب ما طرأ على القطاع الزراعي من تحديث والتغير في الأنماظ الغذائية والكثافة السكانية حيث يشكل نحو 12 نوعا من الحيوانات 90 في المائة من موارد البروتين الحيواني المستهلك عالميا فيما يعتمد الانسان على اربعة أنواع فقط من المحاصيل للحصول على ما يحتاج اليه من السعرات الحرارية. واعتبرت المنظمة الدولية المعنية بشؤون الزراعة والغذاء على مستوى العالم ان المحافظة على التنوع البيولوجي في الحقول وفي الطبيعة يعد أمرا مهما يتعين تطويره وتكييفه مع الظروف المتغيرة. وتوقعت أن تؤدي المعاهدة الدولية الخاصة بالموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة التي ستدخل حيز التنفيذ في 29 يونيو المقبل دورا حاسما في المحافظة على الموارد الوراثية النباتية واستغلالها بصورة مستدامة وذلك بجانب الجهود المبذولة في المستقبل لتحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي. وقال بيان للمنظمة ان الاحتفال بيوم الأغذية العالمي الذي يقام في نحو 150 بلدا كل عام يتزامن مع ذكرى تأسيس منظمة (الفاو) في 16 أكتوبر 1945 وان الأموال التي تم جمعها من خلال حملات برنامج (تليفود) وحملات التوعية العامة بما في ذلك العروض التلفزيونية أسهمت في مساعدة الأسر الريفية على الاستفادة من أكثر من 1600 مشروع في 122 بلدا لزيادة انتاجها الزراعي وتأمين غذائها ذاتيا وبصورة أفضل.