عزيزي رئيس التحرير ذات يوم كنت في لقاء تربوي وأخذت الزميلات يتناولن الحديث حول أبنائهن (بنين وبنات) وتفوقهم في بعض المواد وإخفاقهم في البعض الآخر ومن خلال ما دار من حديث تبين لي أن هناك خللاً جليا وواضحاً في تدريس مادة التربية الدينية ووجدت أن المعاناة التي أعيشها مع ابني ذي السنوات العشر في يومي الأحد والثلاثاء بسبب حصة الفقه والتوحيد تعيشها مثيلاتي في المجتمع وبدأ عقلي يسترجع كل سنوات العطاء في الحقل التعليمي التربوي لأبحث عن أسباب عزوف بعض الطلبة والطالبات عن هذه المادة الحية وأذكر منها ما يلي: 1 انعدام القدرة حيث يدرس هذه المادة من لا يترجم ما فيها من خلق وأدب ومعاملة ووقار على أرض الواقع في تعامله مع المتعلم. 2 عدم عرض المادة بأسلوب شيق مستخدماً أساليب شتى فتارة بالقصة ومرة بالتمثيل أو التطبيق العملي وتارة بالمشاهدة الحية. 3 اعطاء معلم المادة طابع الجمود حيث لا يستخدم في شرح مادتها العلمية مواد تعليمية مشوقة تشد انتباه المتعلم فوسائله محصورة في المواد التقليدية. 4 عدم توعية المتعلم بأهمية هذه المادة حيث إن كل ما ينهله منها هو منهاج حياة ونبراس له. 5 عدم رغبة المعلم في حل المشكلات المتعلقة بالمتعلم وعند وضع حل لهذه المشكلة من قبله لا توجد متابعة حثيثة لنتائج هذا الحل ومدى مناسبته للمتعلم. 6 الحالة النفسية للمعلم وأثرها على طبيعة عمله وتعامله مع المتعلم. 7 عدم تنظيم الأنشطة اللامنهجية من زيارات ومسابقات وحوارات ولقاءات جادة وفاعله مع ذوي الاختصاص والقيادات الفاعلة في المجال الديني وابتكار مجالات جديدة من الأنشطة التربوية التي تلبي حاجات المتعلم وتزيد من خبراته التي تتناسب مع هذا العصر لمواجهة كل ما يصرف الفطرة ويخالف الشرع. 8 عدم استخدام الحوافز التربوية الايجابية التي تدفع المتعلم للمزيد من العطاء والإنجاز. أخي المربي الفاضل وأختي المعلمة والمربية الفاضلة: لقد أثبتت التجارب العلمية والتربوية أنه مهما طورنا واستخدمنا في التعليم من طرق ووسائل وأجهزة ومواد تعليمية ومناهج مستحدثة فإنه لا يمكن أن نترجم هذه المادة إلى مواقف وخصائص سلوكية إلا عن طريق المعلم وهذا يعني أن المتعلم بحاجة ماسة إلى معلم تتوافر فيه سمات دينية وأخلاقية واجتماعية وأكاديمية ونفسية ومهنية حتى يربيه ويضع له اللبنات الإسلامية للعمل بما جاء في الدين الإسلامي بآدابه وأخلاقه وحسن السلوك والاستقامة ويصبح المتعلم فرداً صالحاً مصلحاً متجاوباً مع ما يسمع ويتعلم ويشاهد وأخيراً أشير الى أنني لا أنكر وجود معلمين ومعلمات على مستوى المسؤولية وأنهم يقدمون كل ما لديهم من جديد لتطوير العملية التربوية والتعليمية ولكن لكل قاعدة شواذ .. والشواذ هم من أقصدهم بما سبق أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما فيه خير لصلاح أبنائنا فلذات أكبادنا ومستقبل أمتنا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. رئيسة شعبة تعليم الكبيرات بمحافظة الخبر المشرفة التربوية سهى سعود