يبدو أن الموسم التشكيلي هذا العام سيكون أكثر حيوية واستقطابا وتنويعا، فمنذ أشهر والاعلان عن فن جدة يحرك القاعات ومنظمي الفن في المملكة، وعلى الخصوص في مدينة جدة التي ستشهد العديد من الفعاليات المشتركة. طوال العام تعمل القاعات أو المؤسسات الفنية كلا على حدة، ولا يبدو أن هناك تنسيقا سوى الفترة التي ستجمع الفعاليات من معارض وملتقيات حوارية وغيرها، تدخل على هذه الحيوية قرار صدر قريبا بخصوص اجازة المعارض، وهو قرار ليس جديدا، فهناك آلية سابقة كانت تتم بموجبها إجازة المعارض إلى أن أصدر وزير الثقافة والاعلام منذ عامين تقريبا آلية جديدة أكثر عملية، ربما لم يتقيد بها بعض اصحاب الشأن من منظمي أو مجيزي المعارض، هذه الخطوة كانت مسبوقة بقرار حول الاشراف على قاعات العروض في جدة، في هذه المدينة عدد من القاعات الهامة مثل: العالمية، واثر وايام، والمركز السعودي، واتيليه جدة، وداما، وهناك قاعة جديدة ستفتتح نشاطها بمعرض للفنان عبدالله حماس ضمن فعاليات جدة، وجميع هذه القاعات بلا شك ستعيش حراكا فنيا خلال الفترة القادمة، ليست جدة وحدها التي تستحوذ على القاعات، ففي الرياض نهضة مقابلة، تتزعم هذه القاعات نايلا جاليري، والفن النقي، ولام جاليري، والشرقية التي نظمت أخيرا معرض الأعمال الصغيرة للفنانين العرب، وربما غيرها مع توقف بعض القاعات الهامة عن تفعيل دورها، لكن هناك استقطابا واضحا لفنانين سعوديين ومن خارج المملكة يبدو أنهم الاغلبية، في الشرقية الأمر خلاف ذلك، فالحيوية التي يصنعها الفنانون لا يجدون لها صدى يتناسب وحيويتهم ونشاطهم وانتاجهم، وليس هناك سوى قاعة تراث الصحراء التي استضافت منذ أشهر معارض فردية للفنانين عبدالله الشيخ، وعبدالله حماس، وفاطمة النمر وربما غيرهم، بجانب قاعة مركز الفنون بالقطيف التي تستقطب المنتسبين لجماعتها التشكيلية، وهي جماعة تعد حاليا لمعرضها السنوي، وتسعى لاستضافة فنانين من خارج منظومة الجماعة؛ لمنح المعرض مستوى وزيادة خبرة لاعضاء الجماعة على الخصوص، الاعداد لما سمي بأسبوع الفن في جدة وربما له تسمية اخرى يعني أن هناك أكثر من مؤسسة فنية تسعى للحضور وللعمل مستثمرة المناسبة والضيوف، ولعل المزاد الفني الذي يعمل عليه لثاني مرة الفنان محمد بحراوي ضمن مؤسسته الفنية، أجنحة عربية، واحد من الفعاليات الهامة التي يسعى الى ترسيخها في جدة، وقد سبق ان اقام مزادا قبل أشهر وصف بانه ناجح مقابل مزاد سعت قاعة ايام لتنظيمه وواجهته بعض الاشكالات الادارية التي عطلت بعض اكتماله، وهذه الفعاليات التي ستغمر جدة خلال فترة واحدة تقريبا هي استمرار للمكانة التي تستحوذها هذه المدينة التي عرفت باهتمام المسئولين ورجال الاعمال فيها بالفنون، فقد اصبحت ساحاتها وميادينها مستقطبا لاعمال بعض الفنانين المشهورين، ووجدت المعارض فيها تجاوبا مشجعا من رجال الاعمال والفنانين، كما انها تشهد قيام قاعات فنية يستمر بعضها ويتعثر البعض الاخر بسبب مردود فني او مالي محدود، ولعلنا نستعيد ارابسك، والبعد الثالث، وابتكار، وروشان التي علقت نشاطاتها، وسيزان وغيرها. الاماكن التي ستنفتح على هذا الاسبوع قد يكون بعضها جديدا، وقد تضاف الى الساحة مواقع غير التي نعرفها. الفن التشكيلي في المملكة خاصة في جدة، ومن خلال هذه الفعاليات المنتظرة الشهر القادم، قد يكون منطلقا لترسيخ بعض التقاليد الفنية مثال فن جدة الذي قد يقابل ارت ابوظبي، او ارت دبي، أو غيرهما مع بعض الشمول والتحرر من قيد جهة واحدة، ارجو استمراره وفق بعض التنسيق والتنظيم الذي يضعنا والمتابعين وفق برنامج واضح بالفعاليات والأماكن والأسماء.