أثار قرار البرازيل طرد مراسل صحيفة نيويورك تايمز الامريكية بعد أن كتب أن الرئيس لويس إناسيو لولا دا سيلفا يتعاطى الكحوليات بصورة مفرطة جدلا ساخنا الاربعاء في أكبر دولة في أمريكا اللاتينية. وكانت الحكومة البرازيلية مساء الثلاثاء قد أعلنت أن وزارة العدل ستلغي التأشيرة الصاد رة لويليام لاري روتر لإجباره على مغادرة البرازيل. وفور إبلاغه رسميا بالقرار سيمنح روتر ثمانية أيام للاستعداد للمغادرة. وانتقدت رابطة المراسلين الاجانب في ساو باولو رد فعل الحكومة التي وصفته بأنه نوع من (الرقابة) و(الاضطهاد السياسي)،ودعا رئيس الرابطة فيرونيكا جويزويتا إلى تنظيم مظاهرات في مدينتي ساو بالو وريودي جانيرو للاحتجاج على قرار الطرد. وفي بيان صدر أمس الاول وصفت رابطة الصحفيين الاجانب طرد روتر بأنه تصرف خطير للغاية يصيب حرية التعبير ويذكر العقول بالفترات الاكثر ظلاما في تاريخ البلاد. في إشارة إلى الديكتاتورية العسكرية في الفترة من 1964 إلى 1985. وقال البيان نحن نأسف جدا لهذا القرار الذي لا يتماشى مع مبادئ أي مجتمع حر وديمقراطي. وأضاف نحن نخشى أن يكون هذا الاسلوب المخيف هو تحذير للصحفيين الاجانب وبمعنى آخر بأنه لكي تعمل في البرازيل فعليك أن تكتب ما يسعد الحكومة. وهاجمت المعارضة البرازيلية وشخصيات أخرى هذه الخطوة. وقال السيناتور تاسو جيريساتي عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي إن الطرد خطوة غير ناضجة وتتناسب أكثر مع ديكتاتور في جمهورية موز من الدرجة الثالثة. واتهم زعيم حزب الجبهة الليبرالية خوسيه أجريبينو مايا الحكومة بالسعى لزرع قانون دولى لتكميم الافواه. وفي الوقت نفسه قال رئيس المحكمة العليا البرازيلية ماوريسيو كوريا إن طرد روتر هو تصرف تعسفى مبالغ فيه من جانب الحكومة. إلا أن وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم دافع أمس الاول عن القرار، قائلا إنه جاء كرد فعل على مقال تشهيري وملفق كتبه صحفي لم يعد يتمتع بشروط الاستمرار لتنفيذ مهمته كمراسل أجنبي. وفي مقال نشر يوم الاحد نقل روتر عن سياسيين وصحفيين برازيليين أن لولا يتعاطى الكحوليات بصورة مفرطة وأن تلك المشكلة قد تضر بقيادة الرئيس وتتسبب في قلق وطني. وقالت وزارة العدل إن قرارها بسحب تأشيرة روتر اتخذ نظرا لان المقال غير ذي ثقل وكاذب ويسيء إلى شرف الرئيس وسيضر بصورته الدولية. وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر الاربعاء إن مقالة روتر لا تمثل وجهة نظر الحكومة الامريكية. وأضاف أن قرار طرد روتر لا يتماشى مع التزام البرازيل القوى بحرية الصحافة. وكانت الحكومة البرازيلية قد نفت أن يكون الرئيس لولا يعاني مشكلة تعاطي الكحوليات وقالت إنها تبحث اتخاذ إجراء قانوني ضد صحيفة نيويورك تايمز.