زمن البوح يفترش العديد من الاماكن الخبيئة، لذلك كان هو الصديق والقريب يختزل مشاعر واحساسات متعددة، متشابكة يرتبها مكوناً القصيدة، هي التجدد مع كل ميلاد ابداعي، تنظر الى البعيد فما زال هناك المزيد من الامنيات الملونة في الانتظار. شاعرة ورسامة يستنطقها الشحوب المرسوم على الوجوه لذلك لا تناقض ولا غرابة ان نقرأ: فانوس شاحب - مصباح كفيف - شمس مؤقتة - عصفور المقهى - مخبأ الملائكة - لا اشبه احداً - ما من يد - كائن اسمه الحب. @ تقول الشاعرة سوزان علوان * لحظة الحلم بوطن وحب واصدقاء، بمقهى وعصفور وغيوم ملونة، ببيت دافئ وفراشة نور ونجوم تضحك مع اطفال يحملون المصابيح في ليل العالم، في مثل هذه اللحظة (لحظة الحلم) تولد القصيدة.. اولد في القصيدة.. @ وتضيف علوان * الهم الانساني هو الذي يوسع روح الشاعر ونظرته للحياة ونصه، الانفتاح على ثقافة الاخر يوسع الافاق وحدود المعرفة لكنه لا يصنع روحاً او شاعراً او قصيدة، لا بد للشاعر ان يكون مهموماً بالانسان لتصبح القراءة مصباحه والسفر جناحه. عن نفسي، فان للقراءة والسفر اثرا عميقاً في تجربتي الانسانية والشعرية، وجعلاني اكثر نضجاً واتساعاً. لكنني لا ادين لهما كانسانة وكشاعرة بقدر ما ادين للدمعة المتحجرة في عين ذلك الطفل الذي كان يقف في زاوية الشارع المقابل لمدرستي البيروتية يبيع المناديل وقطع الحلوى. كان يحلم بأن يكون واحداً منا.. نحن اطفال المدارس والثياب الجديدة والدفاتر الملونة، ذلك الطفل واشباهه هم الذين اشعلوا فتيل روحي، منحوا ابداعي نارهم ونظرتي للحياة نورهم. @ وعن القلق في ديوان (مخبأ الملائكة) قالت علوات متسائلة وهل يوجد الشعر بلا وجه وقلق؟ هل من معنى بلا معاناة؟ مجيبة ان كتابة الشعر هي محاولة لتبديد بعض ظلام العالم بشموع الكلمات. وعن مفردات مثل حيث تشكل جزءا كبيرا من دواوينها قالت انها العصفور، المقهى، الغيمة كائنات باريسية تسللت الى قصيدتي منذ الطفولة، حيث صرفت سنوات طفولتي ومراهقتي في مدينة النور باريس، هذه الكائنات البديعة تردني الى ذلك الزمن الجميل.. زمن العصفور الذي اختبأ - هارباً من غيمة - في المقهى وكتبت لاجله ديواني الاول، اما بالنسبة لقصة احراقي لدواويني الثلاثة الاولى، فما حدث هو انني حين اصدرت ديواني الرابع "شمس مؤقتة" احسست انه بدايتي الحقيقية، فاسقطت كل ما سبقه من قصائد ودواوين، لا انكر ان في الامر الكثير من القسوة، لكنها قسوة نابعة من رغبتي في التحليق الى اعلى، عموماً بعد سنوات من حادثة "احراق" المجموعات الاولى راجعت نفسي ولحسن الحظ عثرت على نسخ قليلة لم تطلها النار تلك الدواوين منشورة الان في موقعي الشعري على شبكة الانترنت، باستثناء ديوان "عصفور المقهى" الذي لا اعترف سوى بقصيدة وحيدة منه وللتاريخ فقط، على الشاعر ان يتجاوز نفسه دائماً، انا لا اتوقف عند أي عمل لي بعد خروجه الى النور اتخطاه وادخل في نار جديدة تلك غريزة الفراشات، كما كتبت ذات نص قديم ببيروت. @ وعن موقعها على الانترنت قالت: لقد حقق لي لحظة الحلم، ومنحني وطناً وحباً واصدقاء، منحني مقهى وعصافير وغيوماً ملونة، منحني بيتاً دافئاً (رغم اسلاك الكمبيوتر الباردة) وفراشات نور ونجوم واطفالاً ومصابيح.