بدأت شركة (غوغل) (Google) تطرح خدمة البريد الإلكتروني مجاناً وفق سعة تخزين تصل إلى 1 جيغابايت، اي أكثر من 100 ضعف ما توفره الخدمات البريديّة الإلكترونيّة المُنافسة مثل (ياهو!) Yahoo و(هوت مايل) Hot mail. وتُعرف الخدمة الجديدة ب(جي مايل) Gmail، ومن المفروض من الناحية المبدئيّة أن تفرض هذه الخدمة نفسها بالنظر إلى مجانيتها وسعتها البالغة، إلا ان المشكلة تكمن في ان (جي مايل) ليست مُحصّنة لناحية تأمين خصوصيّة الرسائل الإلكترونيّة، حيث ان (غوغل) حذّرت المشتركين من أن (نسخاً تالفة من البريد الإلكتروني قد تبقى داخل نظامنا المُزوّد بعد محوها من علبة البريد الإلكتروني أو بعد إنهاء اشتراك هذا البريد). كما ان (غوغل) تعمد إلى مسح رسائل البريد الإلكتروني من أجل اختيار الإعلانات المناسبة لكل مشترك، وتعمد إلى جمع الملفات والمعلومات حول المُشتركين عبر برمجيات (كوكيز) Cookies وغيرها لأهداف تسويقية. وأثارت هذه التدابير حفيظة مجموعات أوروبيّة مُكرّسة للدفاع عن حقوق الإنسان والخصوصية الشخصية الذين أكدوا أن (جي مايل) تخالف القوانين الأوروبيّة لحماية الحياة الخاصة، وبدأت بعض هذه المجموعات ترفع الدعاوى القضائيّة أمام المحاكم الأوروبيّة لمنع الخدمة.. والجدير بالذكر أن القوانين الأوروبية بهذا الخصوص هي أكثر صرامة من القوانين الأمريكية، علماً بأن غوغل شركة أمريكية وليست اوروبية. وتم في السابق منع خدمات تسويقيّة أمريكية على الإنترنت في المانيا بسبب تخزين هذه الخدمات لمعلومات شخصيّة على أجهزتها الكمبيوتريّة... والسؤال هو: إلى ايّ مدى سوف ينجح الأوروبيّون مع شركة (غوغل)،علماً بأنّ هذه الأخيرة قد تفضّل تعديل بعض تقنيّاتها تفادياً للتعرّض لإجراءات اوروبيّة تمنعها من مُتابعة نشاطاتها في دول الاتحاد الأوروبي.