قبل أيام كان عشاق السينما المصرية الأوروبية على موعد في مدينة الأقصر بصعيد مصر، إذ تم افتتاح فعاليات الدورة الثانية لمهرجان السينما المصرية الأوروبية، الذي يحمل اسم المدينة التاريخية، بحفل أقيم بمركز الأقصر الدولي للمؤتمرات. واشتمل حفل الافتتاح على تكريم الفنان المصري نور الشريف والمخرج الروسي فلاديمير منشوف رئيس لجنة التحكيم، إضافة لكلمات متعددة تناولت التأكيد على ضرورة عودة العلاقات السينمائية بين مصر وأوروبا؛ انطلاقاً من هذا المهرجان. ويشارك في المهرجان والذي يستمر حتى 25 من يناير الجاري، 62 فيلما تنتمي إلى 19 دولة أوروبية، إضافة إلى البلد المضيف مصر. لجنة تحكيم واحدة ويضم المهرجان هذا العام مسابقتين، الأولى للأفلام المصرية والأوروبية الطويلة والأخرى للأفلام المصرية والأوروبية القصيرة وأفلام التحريك، وقررت إدارة المهرجان أن يتولى التحكيم للمسابقتين لجنة تحكيم واحدة. ويرأس المخرج والممثل الروسي فلاديمير مينشوف لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الممثلة الألمانية فرانشيسكا بيتري والمنتج البلجيكي جاك لورين والمنتجة الفرنسية ليز فايول ومن استونيا كادي لوك مديرة مهرجان إي سي يو للسينما الأوروبية المستقلة والممثلة اليونانية كاترينا ديداسكالو ومدير التصوير المصري سعيد شيمي. 12 فيلماً روائياً وتضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 12 فيلما بينها فيلم الافتتاح المصري بينما تضم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة 23 فيلما، إلى جانب عروض لأفلام خارج المسابقتين بينها أفلام لسينمائيين تقرر تكريمهما هما المصري نور الشريف والمخرج والممثل الروسي فلاديمير مينشوف. 8 أفلام شبابية من ألمانيا وتضم فعاليات المهرجان قسما خاصا يعرض 8 أفلام تعبر عن موجة السينما الشبابية الألمانية التي ظهرت نهاية الثمانينات من القرن الماضي، بعد إعادة توحيد شطري ألمانيا كما يقيم ندوة خاصة للسينمائيين الألمان بمشاركة عضو لجنة التحكيم الممثلة فرانشيسكا بيتري. وتضم قائمة الأفلام الألمانية التي يعرضها المهرجان أفلام "وداعا لينين" و"لا مكان في أفريقيا" و"أهلا بكم في ألمانيا" و"أضواء بعيدة" و"إجري يا لولا إجري" و"الدولة التي أعيش فيها" و"حياة الخيرين" و"حافة الجنة". واختار المهرجان الفيلم المصري الجديد "لا مؤاخذة" للمخرج عمرو سلامة كفيلم افتتاح للمهرجان، وتدور أحداث الفيلم حول يوميات طفل مسيحي وعلاقته بزملائه المسلمين في المدرسة، ملقيا الضوء على قضية الفتنة الطائفية في المجتمع المصري بأسلوب بسيط ومن خلال علاقات الأطفال في المدرسة بزميلهم المسيحي، وتدخل الكبار من عائلات الأطفال والمدرسين في المفارقة التي يطرحها الفيلم. "المومياء" المصرية ويتنافس في مسابقة الأفلام القصيرة 23 فيلما أما بقية الأفلام فتعرض خارج المسابقتين، وينظم خلال المهرجان قسم لكلاسيكيات الفن السابع المصري، يعرض فيه ثلاثة أفلام روائية هي "المومياء" لشادى عبد السلام و"شيء من الخوف" لحسين كمال و"الطوق والأسورة" لخيري بشارة، إضافة إلى الفيلم التسجيلي "وقائع الزمن الضائع.. محمد بيومي" لمحمد كامل القليوبي. ويحتفي المهرجان بالسينما الألمانية الجديدة عبر عرض ثمانية أفلام تمثل تيارات فنية مختلفة، بالإضافة إلى السينما المصرية المستقلة حيث تعرض ثمانية أفلام هي "المدينة" ليسري نصر الله و"كليفتي" لمحمد خان و"بصرة" لأحمد رشوان و"الشتا اللي فات" لإبراهيم البطوط و"هرج ومرج" لنادين خان و"عشم" لماجي مرجان و"الخروج للنهار" لهالة لطفي و"فرش وغطا" لأحمد عبدالله السيد. "عمود الحياة الذهبي" ويمنح المهرجان ثلاث جوائز هي جائزة "عمود الحياة الذهبي" لمخرج أفضل فيلم روائي طويل، وجائزة "عمود الحياة الفضي" وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وتمنح للمخرج، وجائزة "عمود الحياة البرونزي" وهي جائزة العمل الأول وتمنح للمخرج. هذا ويشارك 70 شابا من محافظات الصعيد بمصر و30 شابا من طلاب أكاديمية الفنون بالقاهرة في ورش فنية، لتعليم الشباب أساسيات صناعة الأفلام والتصوير السينمائي خلال المهرجان. وكانت الأقصر الواقعة على بعد 700 كيلومتر جنوبالقاهرة عاصمة لمصر في عصر يسميه أثريون ومؤرخون عصر الإمبراطورية الفرعونية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد)، وتضم الأقصر العديد من أشهر آثار الفراعنة ومنها معابد الأقصر وهابو والكرنك ومتحفا الأقصر والتحنيط، إضافة إلى عدد كبير من مقابر ملوك وملكات الفراعنة. الجدير بالذكر أن المهرجان أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة؛ لتأمين ضيوف مهرجان الأقصر للسينما المصرية – الأوروبية، لتحقيق الانضباط الكامل في المزارات والمناطق الأثرية والسياحية وفي الشارع الأقصري، للظروف السياسية التي تشهدها مصر.