قال محقق امريكي سابق عمل في سجن ابو غريب العراقي أمس الجمعة ان عددا كبيرا من السجناء هم عراقيون ابرياء احتجزتهم القوات الامريكية بشكل عشوائي واستجوبهم ضباط مخابرات امريكيون غير مؤهلين.وقال تورين نيلسون ضابط المخابرات السابق في الجيش الامريكي في حديث مع صحيفة جارديان البريطانية ان عددا كبيرا من المحتجزين في سجن ابو غريب ابرياء من القيام باي عمل ضد الائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق.واضاف نيلسون اطلعت على تقارير كتبتها وحدات مكلفة بعمليات الاعتقال جاء فيها الهدف لم يكن موجودا بالمنزل وخرج جاره ليستطلع الامر فامسكناه. عمل نيلسون كمحقق في سجن ابو غريب العام الماضي وقال ان الانتهاكات حدثت نتيجة الاعتماد الكبير على الشركات الخاصة المتلهفة على اثبات جدارتها بالمهمة والتي تشغل عاملين غير مؤهلين للعمل المخابراتي. وقال للصحيفة انهم واقعون تحت ضغط كبير للقيام بالمهمة سريعا... واذا كنت في عجلة من امرك لاتمام عمليات الاعتقال ينتهي بك الامر الى ارسال طهاة وقادة سيارات في مهام استخباراتية. واضاف نيلسون ان براءة بعض المحتجزين تجعلهم عرضة اكثر لسوء المعاملة من جانب المحققين الذين يرفضون التصور انهم اعتقلوا ظلما ومن ثم يتعاملون معهم على انهم اهداف صعبة يجب كسر شوكتها. وقالت صحيفة جارديان ان نيلسون انهى عقده كمحقق في فبراير شباط الماضي وانه من بين قائمة الشهود الذين سيدلون بشهاداتهم في التقرير العسكري الرسمي عن فضيحة انتهاك حقوق السجناء العراقيين في سجن ابو غريب. من جهة أخرى قالت جماعات لحقوق الانسان ان صور الجنود الأمريكيين الذين يعذبون ويذلون السجناء في العراق ربما لا تكون سوى شيء بسيط من انتهاكات اكبر لا يعرف عنها شيء وان الحجم الكامل للمشكلة لن يكتشف الا من خلال اجراء تحقيق غير عسكري. وفي مئات من المقابلات مع معتقلين سابقين خلال الاشهر التسعة الماضية تقول جماعات حقوق الانسان انه ظهر نموذج واضح لاساءة معاملة المعتقلين مع قول معظم السجناء انهم تعرضوا للضرب وحرموا من النوم وكثيرا ما جردوا من ملابسهم. وتقول انه في بعض الحالات المنفردة كانت الانتهاكات أسوأ بكثير مع تعرض السجناء للواط او الاعتداء الجنسي بطرق مماثلة لصور الانتهاكات التي ظهرت على مدى الايام السبعة الماضية. وقدرت منظمة دولية لحقوق الانسان وهي فرق صنع السلام المسيحية التي تعمل في العراق بشكل متقطع منذ اواخر عام 2002 ان نحو 80 في المئة من المعتقلين السابقين الذين اجرت معهم مقابلات عانوا من اساءة المعاملة بشكل او بآخر. وتقدر القوات الامريكية انها اعتقلت نحو 40 الف عراقي منذ سيطرتها على البلاد في العام الماضي رغم اطلاق سراح معظمهم. ومازال نحو عشرة الاف محتجزين. وقال ستيورات فريسنجا وهو منسق لجماعة فرق صنع السلام المسيحية انالعراقيين يشعرون بان الامريكيين يعاملونهم على انهم دون البشر بشكل كبير من البداية. واذا كان هذا ماظهر للضوء في نهاية الامر فان ما نراه الان قد لا يكون سوى قمة جبل الجليد. واضاف ان منظمته استمعت لشهادات عراقيين قالوا انهم جردوا من ملابسهم وضربوا على مؤخراتهم . وقال انه في حالات اخرى اعتقلت مجندات عراقيين عند نقاط التفتيش وقمن باجبارهم على كشف عوراتهم والقيام بأفعال جنسية فاضحة. واكدت جماعات لحقوق الانسان والقوات الامريكية مقتل بعض المعتقلين. واشار فريسنجا الى حادث وقع في الشتاء الماضي عندما اجبر شابان انتهكا حظر التجول على القفز من فوق سد الى نهر دجلة شمالي بغداد حيث غرق احدهما. واطلقت النار على اخرين. وقال مسؤولو الجيش الامريكي ان الجنود الامريكيين قتلوا سجينين عراقيين في العام الماضي ويجري التحقيق في عشر حالات وفاة من بين 25 حالة في العراق وافغانستان. وقال فريسنجا متسائلاهل يعامل العراقيون باحترام وكرامة ويتم احترام حقوقهم ..بالتأكيد لا . لم يعد هناك سوى عدد قليل جدا من العراقيين الذين يشعرون بان لهم اي حقوق تساوي حقوق المواطن الامريكي. القوات الامريكية تخلق اعداء بالالاف . وقالت منظمة العفو الدولية مرارا في العام الماضي ان الجنود الامريكيين يسيئون معاملة المعتقلين ودعت لاول مرة الى اجراء تحقيق في يوليو تموز الماضي. وقالت انها تأمل بان تؤدي الصور التي عرضت على مدى الايام السبعة الماضية للشرطة العسكرية في سجن ابو غريب وهي تجبر معتقلين عاريين غطيت رؤوسهم بأكياس على القيام بأعمال وكأنهم سيمارسون الجنس الى زيادة الضغوط لاجراء تحقيق كامل غير عسكري. وقالت متحدثة باسم منظمة العفو الدولية بالشرق الاوسط نطالب باجراء تحقيق مستقل وعلني في هذه القضية لان الجميع سواء العراقيون أوالامريكيين له حق في ان يعرف . نوع التحقيق الذي نتحدث عنه اكبر بكثير مما تقوم به القوات المسلحة بنفسها حتى الآن . لا اعرف ماالذي تقدر عليه القوات المسلحة ولكن ما من سبيل في ان تظهر الحقيقة كاملة من التحقيقات التي تجريها. جندي بريطاني يشهد على الفظائع من جهة أخرى اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان جنديا بريطانيا ادلى امس الخميس بشهادة جديدة للشرطة العسكرية الملكية حول تجاوزات بحق سجناء عراقيين. وادلى هذا الجندي الذي لم تكشف هويته، بشهادة امام الشرطة العسكرية في لندن بعد ان كان تحدث لصحيفة "الدايلي ميرور" التي اثارت فضيحة بنشرها السبت الماضي صورا تظهر على ما يبدو عسكريين بريطانيين يضربون سجينا عراقيا ويتبولون عليه. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس ان "الامر يتعلق بجندي آخر قدم ما يمكن ان يكون ادعاءات جديدة". واضاف ان "هذا الامر ليس له اي علاقة مع الصور التي نشرت الاسبوع الماضي". واوضح رئيس تحرير "الدايلي ميرور" بيرز مورغن ان الجندي يمتلك ملفا من الادلة يتضمن على الاقل اربع حالات مختلفة من "الحرق بالسجائر بحق اسرى حرب". وفي احدى هذه الادلة يضع عريف كيسا من الرمل على وجه احد المشتبه فيهم ويضع اصابعه في اعين الضحية الذي كان يصرخ من الالم. وقال الجندي "لقد رأيت وجوههم بعد رفع اكياس الرمل عنها وقد تحطمت انوفهم". واضاف رئيس تحرير الصحيفة ان الجندي ذكر اسماء اشخاص مسؤولين عن هذه التجاوزات "بينهم عرفاء ورتباء وبعض كبار الضباط الذين سمحوا ضمنا ما جرى". جانب من تعذيب العراقيين على يد (المحررين) الامريكيين في سجن ابو غريب