الحول الجهادي سوف يبقى ما اقترف في (الوشم) وشما مميزا موغلا في قساوته وجاهليته, وغاية في سوء التقدير والتشوش في اتخاذ القرار, سواء لناحية انتقاء "الهدف الجهادي"، زمانا ومكانا، او من حيث الضرر الذي الحقته تلك العملية بهالة الجهاد وقدسيته. هذا عداك عن ازهاق ارواح ابرياء مؤمنين, حيث يعد ذلك بحد ذاته جريمة بشعة نكراء, كيف لا وروح المؤمن امانة في عنق المؤمن ولها حرمة عند خالقها العلي القدير. اذ ان اغتيال طفلة مع عصافيرها يختزل في طياته اغتيال براءة الطفولة والحرية معا, وبان قتل رجال يسهرون كي نغفو ويتعبون كي نرتاح لا يمت للجهاد بصلة, وبان تدمير المرافق العامة التي انشئت لخدمة المواطن لا يتساوى بالقطع في اجره مع الثواب في تدمير اهداف العدو الحقيقي. يا من قمتم وتقومون بهكذا عمليات! العدو ليس هنا يا سادة! فان نويتم الجهاد حقا فساحته مفتوحة ومعروفة وليس عليكم سوى تحديد الزمان والمكان, ولكنهما حتما ليسا في ارض الامن والامان التي وفرت العيش الكريم لمواطنيها وللملايين من العرب والمسلمين وطالبي حلال الرزق من العديد من ارجاء المعمورة. وليست حتما في بلد يعتبره الكثيرون, وهو كذلك بحق, عنصر الاساس في نواة الجسد العربي والاسلامي, في سلامته سلامتنا, وفي مرضه - لا قدر الله - كارثة لا يعلم مدى نتائجها غير الله سبحانه وتعالى. ندعو كل من مازال يؤمن بهذا النهج الخاطئ ان يتوب الى بارئه كي يزيل عن بصيرته غشاوة التعصب والعبث بأمن المواطن والوطن, اذ ان انتحال صفة الجهاد, بالطريقة التي يتبعها, او يؤمن بها, لن تساهم في تبرئته من وصمة (الحول الجهادي) وما يترتب عليها. كما ندعوه لمراجعة دواخل ضميره والتساؤل عن وقع الجريمة على الارامل والايتام واقارب الضحايا وان يتخيل حجم اتساع البسمة على افواه اعداء الامة شماتة بالامة واستغراب العدو وفرحته في آن بمدى التخبط الذي انحط الى دركه ذلك (النهج الجهادي)! محمود شباط عربي مقيم في الخبر