اضطر الامريكيون بعد عجزهم عن اخماد المقاومة في الفلوجة لاجراء مفاوضات مباشرة مع وجهاء في مدينة الفلوجة التي يحاصرونها منذ احد عشر يوما وقال مثنى حارث الضاري نجل الامين العام لهيئة علماء المسلمين في المدينة ان اجتماعات تعقد بين اهالي من الفلوجة والاميركيين. واوضح ان الاجتماع الاول عقد الثلاثاء، مشيرا الى ان المحادثات تهدف الى تعزيز وقف اطلاق النار ميدانيا في المدينة السنية.وتابع ان وفد الفلوجة الى المفاوضات يضم وجهاء المدينة وبينهم شخصيات مثل الطبيب احمد حردان. وقال المصدر نفسه ان الجانبين اتفقا على عدد كبير من النقاط لكن بقيت هناك نقاط عملية خصوصا مسألة القناصة. واكد متحدث باسم الاحتلال اجراء المفاوضات على المستوى السياسي لكن العسكريين لا يشاركون فيها مباشرة. نقل العمليات الى بغداد وكان فصيل يطلق على نفسه سرايا المجاهدين قد هدد بنقل العمليات ضد قوات الاحتلال في العراق إلى العاصمة بغداد بدءاً من امس الخميس ولمدة تسعة أيام. ودعا المنشور الذي حصلت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) على نسخة منه سكان بغداد إلى عدم الخروج من المنازل وعدم الذهاب الى المدارس والجامعات والدوائر والتجوال في الاسواق .. كما دعا أصحاب المحال التجارية جميعاً الى اغلاق متاجرهم. وأكد أن سرايا المجاهدين في مدينة الرمادي والخالدية والفلوجة قرروا نقل نار المقاومة إلى العاصمة بغداد بالتعاون مع ميلشيا جيش المهدي التابعة للشاب مقتدى الصدر. وفي غضون ذلك كثفت القوات الامريكية في بغداد من دورياتها في مختلف الازقة والاحياء كما اقامت نقاطا للتفتيش واحاطت ابنيتها ومقراتها باسلاك شائكة وكتل اسمنتية تحسباً لوقوع عمليات ضدها. كما قامت سيارات من الشرطة العراقية بالانتشار بالشوارع الرئيسية وعند مداخل المدينة. وكانت القوات الامريكية قد فرضت يوم الاربعاء شبه حصار حول الاحياء ذات الكثافة الشيعية في بغداد بينها الصدر والكرادة والكاظمية والبياع والشعلة لمتابعة تحركات أنصار الصدر. ويسود الحذر الشديد بغداد حيث أحجمت العديد من الاسر العراقية عن إرسال ابنائهم الى المدارس والكليات اثر انتشار نبأ اعتزام سرايا المجاهدين بتنفيذ عمليات مسلحة ضد قوات التحالف. وكان ضابط اميركي قد اعلن ان مشاة البحرية الاميركية قتلوا عشرين مقاوما يوم الثلاثاء بينما كانوا يحاولون التقدم حتى وسط مدينة الفلوجة لانقاذ رفاقهم الذين علقوا وسط نيران المقاومين. وقال الكابتن جايسون سميث من مشاة البحرية لقد وقعنا في مأزق. واضاف تعليقا على العملية التي استمرت اربع ساعات هناك بالتأكيد جيوب اخرى للمقاومة في المدينة.واوضح ان آليتين هجوميتين حاولتا تحييد القناصة في جنوب شرق الفلوجة، لكن مهمتهما فشلت عندما اصيبتا بصواريخ ار.بي.جي المضادة للدبابات اطلقها المتمردون. واشار الى ان احدى الآليتين حاولت الفرار وزادت من سرعتها فوصلت الى القطاع الجنوبي الغربي الذي لم يجازف اي جندي بالوصول اليه حتى الآن. عندئذ اطلق ما بين 50 و100 مقاوم صواريخ ار.بي.جي والنار من اسلحة خفيفة على الآلية التي اندلعت النار في محركها. وتابع الكابتن سميث ان مشاة البحرية العشرين الذين كانوا على متنها اختبأوا في منزل مجاور حيث سارعوا الى التمركز واتخذوا اوضاعا قتالية. واطلق عليهم المتمردون صواريخ ار.بي.جي وألقوا قنابل يدوية. عندئذ وصل 30 الى 40 جنديا لفت نظرهم الدخان المنبعث من الآلية وست سيارات جيب واربع دبابات الى المكان لانقاذ رفاقهم المحاصرين. واضاف الكابتن سميث ان معارك شوارع دارت بين الطرفين قبل ان ينسحب المارينز مع رفاقهم.واكد الكابتن سميث ان 20 مقاوما قتلوا في العملية ولم يتحدث عن سقوط ضحايا في صفوف الاميركيين. تكتيك اسرائيلي ضد المقاومة هيئة الاذاعة البريطانية / بى بى سى/ قالت فى تقرير لها امس انه مع اندلاع القتال فى مدينة /الفلوجة / العراقية وتحرك القوات الامريكية لاحتلال مواقع خارج المدينة ظهر التشابه بين العمليات التى تقوم بها قوات الاحتلال فى العراق والتكتيكات التى تتبعها قوات الاحتلال الاسرائيلى فى الضفة الغربية وقطاع غزة. واوضحت / بى بى سى/ فى تقريرها الذى كتبه جوناثان ماركوس مراسلها للشئون الدفاعية ان هذا التشابه ليس محض مصادفة فالتعاون العسكرى الامريكى الاسرائيلى قوى منذ سنوات عديدة. كما أن الجيش الاسرائيلى لديه خبرة طويلة فى مجال العمليات العسكرية الهجومية فى المناطق السكنية وهى الخبرة التى طالما سعت وزارة الدفاع الامريكية للاستعانة بها وذكرت ان الجيش الاسرائيلى يمر حاليا بعملية تحول شبيهة بتلك التى تبناها وزير الدفاع الامريكى دونالد رامسفيلد والتى تركز فيها على الاستعانة بوحدات قتالية محدودة العدد مدعومة بقوة نارية ساحقة بجانب الاستفادة من أنظمة متطورة للاستخبارات وجمع المعلومات. واضافت انه فى المقابل فان قادة الجيش الامريكى بدأوا فى تلقى دروس من الجيش الاسرائيلى ليطبقوها بدورهم على العراق مستفيدين من الخبرات الاسرائيلية فى الضفة الغربيةوغزة.