وصفة غريبة لطبق من السلاطة تتكون من فصي ثوم مسحوقين وجذر أو جذري شمندر مبشورين وبصلة مقطعة شرائح مع إمكانية أن تضم قدرا من السبانخ والزنجبيل الطازج. وبعد خلط هذه المكونات يضاف إليها قطرات من زيت الزيتون وعصير الليمون. ثم يقدم الطبق للآكلين. واقع الامر أن هذه الوصفة ما هي إلا علاج لمرضى الايدز تروج له على نطاق واسع وزيرة الصحة في جنوب أفريقيا مانتو تشابالالا مسيمانج. ومعدل الاصابة بمرض الايدز في جنوب أفريقيا هو الاعلى في العالم ويقدر عدد المصابين فيها ب 3.5 مليون شخص ويموت بهذا المرض يوميا هناك نحو 600 شخص. في منتصف التسعينيات من القرن العشرين كان اسم جنوب أفريقيا يتصدر عناوين الاخبار بسبب انتصارها على التمييز العنصري أما الآن فقد باتت تشتهر بإهمالها مرضى الايدز الذي تقدر الاممالمتحدة عدد الاطفال الذين تيتموا بسببه بنحو 660 ألف طفل. اعتقد كثيرون في جنوب أفريقيا أن مشاعر العار المرتبطة بالايدز والآثار الصحية للمرض تشكل تحديات أساسية. لكن المطالبين بتدخل الدولة لوقف انتشار الاصابة بفيروس (إتش آي في) والايدز لم يعولوا على (نظريات المؤامرة) وعوامل الرفض والتجاهل. يقول المنتقدون إن تشابالالا مسيمانج مأخوذة بوصفاتها النباتية مثلما شغل سلفها بعلاج للايدز زعم باحثون محليون أنهم ابتكروه. لكن وزيري الصحة الحالية والسابق ركزا على الوقاية من الايدز وعلاج الحالات في وقت بدأ فيه المجتمع الدولي التعرف على مزايا أدوية مضادة للفيروسات المسببة للايدز.ورغم الاستهزاء الذي قوبلت به أفكارها فإن تشابالالا مسيمانج وهي طبيبة مازالت تزعم أن المرضى تحسنوا وتعافوا بعد أن تناولوا طعام علاج الايدز السحري. وقالت لا أحد يقول إن هذا النظام الغذائي يعالج الاصابة بفيروس إتش آي في. كل ما نقوله هو دعم النظام المناعي. لقد رأيت بعيني نتائج. لاشك في أن له تأثيرا. يشعر العاملون الصحيون ودعاة مكافحة الايدز ومن يتولون رعاية مرضى الايدز في منازلهم ومجتمعاتهم بالفزع. ويقول إن الدولة إما أصيبت بالعمى فلم تعد ترى الصورة كاملة وإما أصيبت بالشلل في تعاملها مع مشكلة بهذه الجسامة. في جنوب أفريقيا التي يوجد بها قرابة 500 ألف شخص بحاجة إلى أدوية مضادة للفيروسات المسببة للايدز لكي تكتب لهم الحياة يبدو إعطاء الاولوية للتغذية أمرا سخيفا. لكن بعد سنوات من مقاومة جماعة الضغط الدولية لمكافحة الإيدز أعلنت حكومة جنوب أفريقيا في النهاية في أغسطس الماضي أنها ستوفر أدوية لمكافحة فيروسات الإيدز. وأعقب ذلك طرح أدوية لمكافحة فيروسات الايدز بقدر محدود على المستوى الوطني خلال ستة أشهر. ولم يحصل حتى الآن على هذه الادوية سوى 2500 شخص ومن ثم هددت جماعة الايدز الحكومة بإجراءات قانونية إذا لم تف بالتعهدات التي قطعتها في إطار الخطة الشاملة لمكافحة وعلاج الايدز. وخلال أيام أعلنت تشابالالا مسيمانج أنها ستفرج عن مبالغ مالية لتمكين الادارات الصحية الاقليمية التسع في البلاد من الحصول على أدوية مكافحة فيروسات الايدز. وفي المحكمة الدستورية حاولت الحكومة تبرير رفضها علاج النساء الحوامل المصابات بالايدز بأدوية مضادة لفيروسات الايدز لمنع الفيروس من الانتقال إلى مواليدهن على أساس أن هذه الادوية سامة. لكن المحكمة قضت بنهاية عام 2002 بأن تقدم العيادات الحكومية عقار نيفارابين للمريضات الحوامل. وكان هذا الدواء قدم قبل 5 سنوات كتبرع من بورينجر إنجيلهايم للادوية لكن لم يكن يتم توزيعه مطلقا.