عزيزي رئيس التحرير في ظل التطور الذي يشهده العالم في جميع المجالات تتزايد الحاجة إلى رفع أداء نظام التعليم في بلادنا خاصة وفي البلاد العربية بشكل عام. فلو نظرنا عن قرب لهذا النظام لوجدنا واقعا محزنا فهذا الكم الهائل من الخريجين ومستوى تحصيلهم العلمي لا يتناسب مع الوقت والجهد المبذول ولنا في ذلك وقفة مع عدة تساؤلات: @ لماذا هذا الضعف الملحوظ في الحصيلة التعليمية للمتعلمين عندنا؟ @ لماذا يقف الجامعي حائرا في البحث عن وظيفة بعد التخرج؟ @ هل حقق النظام التعليمي الهدف المرجو منه؟ @ هل يهدف التعليم الى حشو ما يمكن من المقررات في دماغ هذا الطالب المسكين؟ @ والا فلنتساءل لماذا يكره غالبية الطلاب الدراسة ومتعلقاتها وخصوصا في الصفوف المتقدمة؟ اذن هناك ثغرة بل ثغرات في نظامنا التعليمي تجعلنا نعيد النظر في بنية التعليم الاساسية، ليس فقط اعادة تطوير المناهج وهو ما يتداول على الساحة اليوم بل النظر في كيفية اعطاء المناهج، ومن قبل من تعطي، واعادة النظر في الزمن المعطي لكل مادة، ولي حول ذلك عدة تساؤلات: اولا:(ولنبدأ من المرحلة الابتدائية) فقبل عدة سنوات كان طالب الصفوف المبكرة يدرس بمعدل 26 حصة في الاسبوع أما الآن فهو يدرس 29 حصة في الاسبوع، اي بزيادة حصة في اليوم تقريبا، الا نرى ان في ذلك ارهاقا للطالب الصغير؟ فكلما خطرت فكرة لشخص ما لمادة ما اضيفت دون مراعاة للجوانب السلبية في الموضوع! ثانيا: جلوس الطالب على الكرسي لمدة تزيد على الخمس ساعات في اليوم مع استراحة لا تتجاوز ال15 دقيقة يكون الطالب في هذه الحالة دور المتلقي فيمنع من الحركة والكلام حفاظا على سير الدرس فيشعر بالملل ويكره الدراسة. ثالثا: كثرة المواد التي يتلقاها الطالب وخصوصا في المراحل الابتدائية والسؤال هو ما الهدف من ذلك هل هو حشو اكبر كمية من المعلومات في ذهن ذلك المسكين؟ ام الهدف هو التعليم وتنمية التفكير؟! ايضا من المفارقات العجيبة تساوي زمن الطابور الصباحي مع زمن الفسحة كلاهما 15 دقيقة مع العلم أن زمن الفسحة يضيع 20 دقيقة منه على شراء الوجبة في ظل معركة بين مئات الطلبة على باب عرضه متر واحد في مبنى مستأجر كما هو الحال في اغلب مدارسنا. وكذلك بالنسبة لزمن الحصص المخصصة لكل مادة، فهل يتساوى مثلا درس في الرياضيات وآخر في مادة الخط؟! هل كلاهما يحتاج الى 45 دقيقة وهل يتساوى درس مكون من صفحتين مع آخر مكون من سطرين؟! وسؤال آخر لماذا نثقل ظهر الطالب بعدد كبير من الدفاتر والكتب ونرهق كاهل الأب المسكين بشراء أدوات ليست كلها ضرورية؟! وما الفائدة من تكليف الطالب بكتابة ما تمت دراسته وكأنه يعيد ما طبع في الكتاب!! فضلا عن اضاعة وقته الثمين ولماذا لكل منهج دفتر او اثنان؟! ويفترض ان يكتفي الطالب بدفتر يحوي جميع الملخصات المهمة باستثناء المواد التي تحتاج الى تدريبات كالرياضيات والقراءة والكتابة للصفوف المبكرة. أيضا اضافة حصتين للنشاط بدون توافر امكانيات مادية وتنظيمية ليس له جدوى غير اضاعة الوقت وتكفى زيارة واحدة لحصة نشاط لمدرسة من مدارس البنات لنتعرف على فشل هاتين الحصتين، ويفترض ان يكون هذا الوقت مخصصا للرحلات والزيارات التثقيفية وليس لعمل أعمال داخل المدرسة او وسائل ترمى اغلبها في القمامة آخر العام!! لذلك فلي بعض الملاحظات والاقتراحات منها: 1- ان يتم التركيز على طالبات الصفوف المبكرة في مادتين هما القراءة (وتشمل الكتابة والإملاء) ومباديء الرياضيات الأساسية. بالاضافة لهما تضاف مادة ثقافة عامة تشتمل على معلومات صحية وسلوكية. 2- يتم تقليص الزمن فيكفي لطالب الابتدائي الدراسة لمدة اربع حصص في اليوم تفصل بينها نصف ساعة استراحة تكفي لامتصاص طاقته الزائدة. اما بالنسبة للصوف العليا فينظر ايضا في جدوى بعض المواد وما الفائدة من دراسة الطالب لها والسؤال لماذا لايستعاض عن مقرر الجغرافيا والتاريخ بمادة ثقافة عامة تحوي المعلومات المهمة والمفيدة وتشتمل على معلومات تاريخية مهمة وجغرافية ضرورية.. لماذا يجبر الطالب على فهم جميع المواد ويتعلم جميع العلوم ولماذا لاتدرس رغبات كل طالب وميوله؟! وتكون دراسته وفقا لذلك فاختلاف طباع البشر وميولهم ليس عبثا ولكن لحكمة يعملها الله والا لما ابدع فلان في الطب وآخر في الحرف اليدوية وثالث في الأمور العقلية والفكرية. لذلك لا يجب ان يدرس جميع الناس جميع العلوم بل يتم توجيههم حسب ميولهم ولا مانع لو كان التخصص في المرحلة الثانوية ايضا قبل الجامعة وهذا بعض من تصوراتي حول واقعنا التعليمي رغبة مني في ابداء رأي حول واقع نعيشه جميعا. وللحديث بقية مدرسة المراحل المبكرة ثريا عدنان محمد العوامي