ماذا يحدث لو قرر الأمريكيون الرحيل من العراق غدا؟ هذا هو آخر الأسئلة التي طرحت في وسائل الاعلام الأمريكية، والجواب هو حرب اهلية وفوضى عارمة. ويضيف قائلا، وهو يتلبس لسان حال الأمريكيين: يجب أن نترك العراق، علينا حماية العراقيين، العراقيون يحتاجون إلينا، نحن ننقذهم من أنفسهم، لكن المشكلة أن كثيرا من العراقيين يفضلون ادارة شئونهم بأنفسهم دون الحاجة إلى وجودنا.ويجيب عن تساؤلاته الافتراضية على نحو افتراضي أيضا ويقول: الجواب على كل هذا، من وجهة نظر أمريكية، سهل، سنسلم الشعب العراقي السيادة، هذه السلعة الحساسة والغامضة، وسيكونون بلا أدنى شك ممتنين جدا منا. وسيصبح القصر الرئاسي في بغداد مقرا لأكبر سفارة أمريكية في العالم: أما (حكومتنا العراقية) غير المنتخبة فستكون نبراسا مضيئا للحرية والمساواة، وستكون ما نريد لها أن تكون. وسيبقى الأمريكيون مسيطرون بموجب قوانين لا رجعة فيها على الكثير من الأمور ذات الأهمية الشديدة، فالجيش العراقي سيكون تحت سيطرة أمريكية حتى بدء العمل في الدستور النهائي والدائم. كما سيظل الأمريكيون يسيطرون على شؤون البنك المركزي وقوانينه، وتم انشاء مؤسسات تسيطر على الصحافة والتلفزيون في العراق، ومن ضمنها لجنة الاشراف على الاتصالات والاعلام، والتي ستناط بها مسؤولية تنظيم شؤون الاتصالات والمعلومات ووسائل الاعلام في العراق، وهو ما يعني أن جيوب النفوذ الأمريكي باقية فيه. المضحك أن وسائل الاعلام العراقية، التي كان يفترض أن تكون نموذجا للشرق الأوسط كله، قصيرة العمر ولا تعيش حتى يتم تسليم السلطة فى يوليو المقبل. ان العلاقات بين سلطة الائتلاف المؤقتة بقيادة الأمريكيين وبعض وسائل الاعلام المحلية تتسم بالتوتر ويعتقد المراقبون ان الأمور ستزداد سوءا. الدليل ان السلطات حظرت خلال الأشهر العشرة الأخيرة عمل قناتين عربيتين بارزتين وأغلقت صحيفتين. (التايمز) قيادات الفلوجة تدين التمثيل بالجثث القيادات المحلية بمدينة الفلوجة العراقية أدانت مقتل المدنيين الأمريكيين الأربعة في المدينة والتمثيل بجثثهم. إن الشيخ فوزي نامق قال في المدينة بعد خطبة الجمعة: إن الاسلام يرفض التمثيل بالجثث. وتساءل: لماذا يريد البعض تدمير مدينتنا؟ ولماذا يريدون جلب الهوان للمؤمنين ؟ ايها الاخوة إن الحكمة مطلوبة هنا. إن المجلس البلدي في المدينة أصدر بيانا أدان فيه التمثيل بالجثث في الشوارع حيث يتعارض ذلك مع الاسلام. الغريب ان خوف الشرطة العراقية منعها من مساعدة الأمريكيين، حيث دافعت الشرطة العراقية عن نفسها أمام سيل الانتقادات التي وجهت لها لتقاعسها في مساعدة المدنيين الأمريكيين الأربعة الذين مثل بجثثهم أخيرا. ويقول بعض ضباط الشرطة في هذه البلدة، التي تعد مسرحا لعمليات مسلحة كثيرة ضد قوات الاحتلال، إنهم يخشون من تعرضهم لنيران صديقة إن هم بادروا في مد يد لمساعدة للأمريكيين. @@ الاندبندنت