كانت حصيلة قتلى مارس في صفوف القوات الأمريكية في العراق ثاني أعلى حصيلة شهرية بعد نوفمبر منذ أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية قبل 11 شهرا مضت ويقترب إجمالي عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب الآن من 600 جندي. وتظهر إحصاءات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن 50 جنديا امريكيا على الاقل وموظفين مدنيين اثنين في وزارة الدفاع قتلوا في العراق في مارس بينهم خمسة جنود قتلوا عندما انفجرت بجانب رتل سياراتهم المدرعة في الغرب من بغداد. ولا يتضمن العدد المقاولين الأمريكيين الأربعة الذين ذبحوا في الفلوجة أول أمس، وأحرقت أجسادهم ومثل بها حشد هائج وتركت جثتان تتدليان من فوق جسر. وكان نوفمبر هو اعلى الشهور في حصيلة القتلى من الأمريكيين حيث قتل 82 جنديا امريكيا خلال هجوم شنه مقاومون اثناء شهر رمضان المعظم. وغزت القوات التي تتزعمها الولاياتالمتحدةالعراق في مارس عام 2003 للاطاحة بالرئيس صدام حسين. ووفقا لما تقول به البنتاجون فان 597 جنديا امريكيا قتلوا منذ بدء العمليات العسكرية. وفي العراق يقول المسؤولون الأمريكيون ان الارتفاع الاخير في العنف لا يعني ان الوضع الآمن انفلت عن نطاق السيطرة. وقال البريجادير جنرال مارك كيميت في بغداد: "رغم الزيادة في الاشتباكات فان .... تأثيرها طفيف على قدرة التحالف على الاستمرار في التقدم في التنمية الاقتصادية والحكم واعادة الخدمات الاساسية" وقال ستيفن كال مدير برنامج جامعة ماريلاند عن مواقف السياسة الدولية ان استطلاعات الرأي تبين ان تسامح الرأي العام الأمريكي تجاه سقوط الضحايا في العراق لايزال مستقرا الى حد ما. وقال كال: "ليس هناك مؤشر على ان الاصابات التي تقع هناك تتسبب في تقلص تأييد الرأي العام الأمريكي للعمليات او توجد ضغطا للخروج من العراق.. النسبة التي تريد الخروج لاتزال منخفضة تماما" وأضاف: "درسنا ردود الفعل على الوفيات بدقة للغاية. وانها حقا لخرافة القول ان الرأي العام يرد على وقوع القتلى بالرغبة في الانسحاب مع انه يضايقهم ويجعلهم يسألون كثيرا من الاسئلة عما نفعله". ولكنه قال ان استمرار وقوع القتلى في الجيش الأمريكي في العراق قد يضر بالرئيس بوش في الانتخابات الرئاسية لهذا العام. واضاف:"هناك فرصة جيدة لان يكون لعدد الضحايا تأثير سلبي على المواقف من الرئيس فتكاليف العمليات ترتفع والفوائد يبدو انها تتلاشى او تتناقص" واشار على سبيل المثال الى الاخفاق في العثور على اسلحة الدمار الشامل التي اتخذها الرئيس بوش ذريعة اساسية للحرب. ووصف مايكل اوهانلون المحلل العسكري في معهد بروكنجز حصيلة القتلى في شهر مارس بأنها محبطة بالنظر الى ان عدد القتلى في الجنود الأمريكيين وصل في فبراير الى 21 جنديا وهو ادنى حصيلة شهرية من القتلى منذ بدء الحرب. وقال اوهانلون: "ظننت ان فبراير قد يكون بداية تحسن تدريجي. الخبر الجيد الوحيد هو ان الامر لم يتفاقم" وأضاف "انها تضيف وقودا وثقة للمقاومة. الا انها ليست بالشيء الذي يسبب قلقا بالغا لانني لا اعتقد انها تنبيء بتغير الاتجاه الاساسي للعمليات".. وقال تشارلز بينا المحلل العسكري من معهد كاتو: "من ظن ان حصيلة الضحايا الأمريكيين ستبدأ في الانخفاض كان على غير صواب. نحن قوات احتلال. وسيكون هناك سخط مستمر".