@ فوجئت الأوساط الرياضية والكروية بالاستقالة التي تقدم بها سالم بن سعيد الوهيبي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة خصوصا أنها تأتي في مرحلة صعبة تتطلب تضافر الجهود كون المسؤولية الهامة الملقاة على عاتق سالم الوهيبي كبيرة باشرافه على المنتخبين الأول والأولمبي لكرة القدم وكلاهما يخوض خلال هذه الفترة مباريات تكاد تكون مصيرية. وكان الأمل قد كبر مع منتخبنا الأولمبي بعد دخوله أجواء المنافسة على صدارة المجموعة المؤهلة لأولمبياد أثينا ونفس الشيء ينطبق على منتخبنا الأول الذي سيخوض يوم الأربعاء مباراة مصيرية جدا أمام نظيره الهندي ضمن التصفيات التمهيدية لكأس العالم والمطلوب من منتخبنا في هذه المباراة تحقيق الفوز بأي شكل من الأشكال حتى يضمن على الأقل العودة مجددا للمنافسة على بطاقة التأهل للمرحلة الثانية ولاشك ان هذه الاستقالة سوف تلقي بظلالها على المنتخبين اللذين هما بحاجة ماسة في الوقت الحالي إلى مزيد من الجهود والتكاتف من قبل الجميع لتحقيق الهدف المنشود من هذه المهمة. ولعل الصراحة والجرأة التي عرفناها عن سالم الوهيبي ربما هي التي عجلت في تقديم هذه الاستقالة المفاجئة إثر المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الثامن من مارس الحالي حيث وجه سالم الوهيبي انتقادا لأعضاء مجلس الاتحاد بالتقصير في المهام المنوطة بالمجلس تجاه المنتخبات الوطنية المختلفة وعلى السياسة التي يسير بها الاتحاد وبعدم وضعه استراتيجية طويلة المدى للمنتخبات الوطنية تسير عليها خلال المشاركات التي تشارك فيها بالإضافة إلى عدم وجود خبير فني متفرغ يقوم بوضع الخطط والبرامج للمنتخبات المختلفة. وهذه الصراحة والجرأة التي يتميز بها سالم الوهيبي غير معتادة في الوسط الرياضي وان كانت مهمة لأنها تضع النقاط على الحروف ومعالجة الأخطاء وهذا ما يحدث في معظم بلدان العالم الذي يرحب بالانتقادات بصدر رحب جدا للاستفادة من الأخطاء التي وقعوا فيها حتى لا يكررونها في المرات القادمة. وكنا نأمل من سالم الوهيبي التريث قليلا عن تقديم هذه الاستقالة التي جاءت في وقت صعب جدا لكون المنتخبين الأول والأولمبي بحاجة ضرورية له في الوقت الحالي حيث من المعروف أنه لا يوجد هناك عمل بدون صعوبات وعقبات ولكن بالصبر والتحمل تتحقق كل المطالب والأهداف المنشودة. وكل ما نتمناه حاليا من اتحاد الكرة هو القيام بأسرع وقت ممكن بإسناد مهمة الاشراف على المنتخبين إلى أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الذي يتميز بخبرة ومهارة عالية في هذا المجال الصعب.