في الاسبوع الماضي وبالتحديد يومي الأربعاء والخميس عقد مؤتمر طبي في المستشفى التعليمي بالخبر نظمه قسم العظام بالمستشفى عن وهن العظام أو هشاشة العظام وقد دعي إلى هذا المؤتمر الطبي عدد كبير من الأطباء ذوي الخبرة في هذا المجال من خارج وداخل المملكة حيث تحدثوا عن خبراتهم وبحوثهم في هذا الحقل، والواقع ان وهن العظام مرض يصيب الانسان كلما تقدم به العمر حيث يؤدي في النهاية الى هشاشة العظام وسهولة كسرها وبذلك بسبب فقدان كتلة العظم ويمثل مرض وهن العظام مشكلة صحية في جميع أنحاء العالم فعلى سبيل المثال نجد أن هذا المرض يصيب أكثر من 27 مليون شخص في الولاياتالمتحدةالأمريكية ويسبب سنويا أكثر من 1.5 مليون كسر بالظهر والمعصمين والوركين وتحتل النساء أكثر من 80% من هؤلاء المرضى، كما أشارت الاحصائية الاوروبية الى أن عدد من تعرضوا لكسور عنق الفخذ والعمود الفقري وكسور الساعد والرسغ قد بلغ أكثر من مليون شخص ويصل معدل اصابة السيدات بمرض وهن العظام بعد سن الخمسين الى 30 في المائة وتصاب امرأة واحدة من هؤلاء بأحد الكسور كما يصاب 3 من كل عشرة رجال من المسنين بوهن العظام، ويصاب رجل واحد من هؤلاء بالكسور. والعظام في حالة تغير مستمرة حيث تتحلل العظام القديمة وتستبدل بعظام أخرى جديدة وقوية وعندما يبلغ سن الثلاثين فإنه يصل اى قمة كتلة العظم أي الحد الذي تكون عنده العظام أكثر قوة من أي وقت مضى، وتبدأ كتلة العظم في الانخفاض تدريجيا بعد سن الأربعين وبالنسبة للنساء فإن كتلة العظم تنخفض سريعا بعد سن اليأس أي بعدتوقف الطمث نظرا لانخفاض مستوى هرمون الاستوجين بالدم وخلال السنوات الخمس التي تلي سن اليأس قد تفقد المرأة لغاية ثلث كتلة العظم بسبب تحلل العظام بدرجة أسرع من عملية استبدالها بعظام جديدة. وعندما تقل كتلة العظام فإنها تصبح ضعيفة وأكثر عرضة للكسر حتى في حالة سقوط بسيط وتكمن خطورة مرض وهن العظام في أنه ليست لديه أعراض ظاهرة ومعظم المصابين لا يكتشفون أن المرض متأصل فيهم إلا بعد تعرضهم للكسر في العظام أو نقص في الطول أو يبدأ الجزء العلوي من الظهر في الإنحناء الى الأمام. وللتنبوء بمخاطر حدوث كسور عظمية يجري الطبيب اختبار كثافة العظم حيث ان هذا الاختبار هو الوسيلة المثلى لتشخيص مرض وهن العظم وعلى الخصوص في المراحل الاولى للمرض قبل حدوث أي كسور وكنتيجة لتقدم الرعاية الصحية في المملكة فإن متوسط أعمار السعوديين أصبح في تزايد مستمر مما يزيد من نسبة الاصابة بداء وهن العظام، وما يزيد الأمر سوءا تلك التغييرات الكبيرة في نمط الحياة ونوع الغذاء مع قلة المجهود العضلي وكلها تزيد من خطر الإصابة بمرض وهن العظام: (قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا). *استاذ طب الأطفال واستشاري أمراض الدم والسرطان