بدأت فكرة "فنادق بلا عاملين" تحقق نجاحا مذهلا في النمسا. ففي خطوة هي الاولى من نوعها يجري تجميع أجزاء سابقة التصنيع من غرف جاهزة مكتملة المرافق وتتميز بخفة الوزن. ويصفها المصنعون بأنها تماثل "لعبة المكعبات التي يعرفها الاطفال" والتي تعتمد على تركيب وتفكيك المكعبات البلاستيكية ذات الاشكال المختلفة. وفي غضون ثلاثة أشهر يصبح المبنى الجميل المصنوع من الزجاج والصلب جاهزا للعمل بينما لم يكن سوى قطعة أرض فضاء من قبل. وتأتي الخبرة في التصنيع من شركة "ليست جنرال كونتراكتورز "المتخصصة في تزويد السفن الضخمة التي تتسم بالرفاهة بمستلزماتها على غرار سفينة "ورلد أوف ريزيدنسي". وأطلق على أحد هذه الفنادق التي أقيمت باستخدام تلك التقنية الجديدة " أورانج وينجز" أو "فندق أجنحة البرتقال" الذي بني في بلدة كريمز شرقي النمسا. بينما تقترب الشركة من الانتهاء من بناء الفندق الثاني في منطقة "فاينر نيوشدات" جنوب فيينا. وتتكلف الغرفة الواحدة 35 ألف يورو. وتبلغ تكلفة إنشاء هذا الفندق نصف تكاليف إنشاء الفنادق باستخدام الطريقة التقليدية في البناء.والامر الاكثر إثارة هو إن هذه النوعية من الفنادق لا يوجد بها عاملون. فحين يصل النزيل إلى الفندق يتوجه إلى ماكينة خاصة ويدخل النزيل بطاقة الائتمان الخاصة به لتخرج له الماكينة بطاقة خاصة بإحدى الغرف يمكن بواسطتها فتح باب الغرفة. وما إن يدخل النزيل البطاقة في باب الغرفة حتى يفتح الباب وتعمل الكهرباء تلقائيا فيها. ويعمل بالفندق فريق نظافة يأتي صباح كل يوم لتنظيف الفندق وإعادة تعبئة سلال الفاكهة والمشروبات بكل غرفة. ولكن الشركة المسئولة عن هذه الفنادق قررت استبدال الفريق البشري بآخر من أجهزة الروبوت (الانسان الآلي) لتنظيف الفندق يوميا. وفي حالة وجود أي مشكلة ينصح النزيل بالاتصال بمركز آلي للرد على الاستفسارات. ويبلغ سعر قضاء ليلة واحدة بالفندق 42 يورو بغض النظر عن موقع الغرفة أو الموسم السياحي. وقالت أندريا شلوسر من شركة بي تي بي إحدى الشركات المسئولة عن إنشاء مثل هذه الفنادق إن "الطلب على بناء هذه الفنادق أذهلنا". فبعد بدء العمل في أول هذه الفنادق وهو " أورانج وينجز" وبعد أن أصبح الفندق الثاني جاهزا "طلب كثير من مسئولي المدن المحلية في النمسا العمل معنا". وتعتزم الشركة بناء سبعة فنادق أخرى في أنحاء النمسا. كما تلقت الشركة طلبات من شرق أوروبا لبناء فنادق أخرى. وقالت شلوسر إن مفهوم "الفنادق الالية" الجديد يهدف إلى خدمة الاشخاص الذين يضطرون لقضاء فترة طويلة من الوقت في مكان ما لاغراض العمل مثل عمال البناء على سبيل المثال الذين يضطرون للتواجد في أماكن البناء لفترات طويلة فيمكن إنشاء هذه الفنادق ليقيموا فيها حتى ينتهوا من أعمالهم. ولذلك كانت الفكرة الاساسية تهدف إلى إنشاء هذه الفنادق قرب المناطق والمجمعات الصناعية في منطقة فاينر شتاد. ويمكن استخدام هذه الفنادق في المناسبات الرياضية الكبيرة حيث يتجمع عدد كبير من الرياضيين في مكان واحد لفترة طويلة. وبعد انتهاء تواجد المنتفعين بها يمكن تفكيكها وإخلاء الارض التي أقيمت عليها مرة أخرى.