هل فكرت أن تصنع من خيوط العنكبوت بيتاً ؟! أو ترقع ثقب طبقة الأوزون ؟! أتستطيع أن تجمع ماءً في شبكة ؟! وهل يمكن أن تحجب نور الشمس بإصبعك ؟! أتظن أن أحداً يستطيع أن يعيد ساعة مضت أو حتى دقيقة منها ؟! تلك خمس ٌمن مستحيلات وسادسها أن تصنع مجداً أممياً ومستقبلاً زاهراً بأيدي جيلٍ من الشباب قد أضاع هويته ورجولته.. انسلخ من دينه وعروبته.. يعيش بلا قيمٍ أو مبادئ عليا.. يرتع من كلأ الشهوات الحيوانية ويجترُّ مخازيها.. إننا أمة تنتفض من وهدتها إن شعرت بالخطر يداهمها.. وتتحدى الموت إن أحسّت بالعدوِّ يتربص بها.. ولكنا إذا أمِنّا نمنا في العسل وركنّا إلى الدنيا.. وهذا ما أدركه تماماً أعداؤنا فأجلبوا علينا بخيلهم ورجلهم واستهدفوا شبابنا وبناتنا بمشاريع إفسادية ضخمة ليس فيها مواجهة عسكرية أو إراقة دماء ولكنها تقتل إنسانيتهم فتبقيهم دمىً ممسوخة وأرقاماً لا قيمة لها.. وهذا ما يؤكده الواقع وتثبته الوقائع .. فمن مواقع إباحية على شبكة الإنترنت تربو على المليون موقع (حسب إحصائية لموقع N2H2 الموجود في سياتل لعام 2003 ).. إلى قنوات العريّ الفضائية والتي تبث على مدار الساعة أفلاماً جنسية بهيمية.. إلى البرامج التلفزيونية التي تسرق من البنات حياءهن وعفتهن وتهدم في الشباب أطلال رجولتهم وبقايا نخوتهم.. تذكرت حينها مقولة شهيرة لأحد زعمائهم ومنظريهم قال فيها: " كأس وغانية تفعلان بأمة محمد ما لا يفعله ألف مدفع " .. ويبقى السؤال المجلجل .. ما العمل؟ إن يد المسؤولية والتبعة تمتد إلى كل واحد منا، كلٌ حسب موقعه وسلطته.. فعلى الوالدين تربية الأبناء تربية سوية تربطهم بخالقهم وتعلمهم رسالتهم في الحياة وتدلهم على سبيل الخير وتحذرهم من مسالك الغواية.. وعلى المعلم والمعلمة أن يتحملا مسؤوليتهما في متابعة التربية ومواصلة الطريق وإعداد جيلٍ يحب العلم ويوقر أهله.. وعلى القائمين على إعلامنا أن يتقوا الله في أبنائنا وبناتنا ويراقبوا الله في قنواتهم وإذاعاتهم وصحفهم ومجلاتهم.. (وكلكم راعٍ وكلكم مسؤلٌ عن رعيته).. والعاقل خصيم نفسه ..