توقع المملكة غداً الأحد بمشيئة الله اتفاقيات الاستكشاف والتنقيب وانتاج الغاز في شمال الربع الخالي مع الشركات الروسية والصينية وائتلاف ايطالي أسباني وشركة ارامكو السعودية. تحمل هذه الاتفاقيات دلالات اقتصادية ناجحة في محورين هامين: فمن المفترض أن تصل نسبة توظيف المواطنين السعوديين في الشركات العالمية الفائزة بعقود استثمار الغاز في مرحلة الإنتاج إلى 65%، ترتفع إلى 75% بعد ثلاث سنوات. كما أن حجم التدفُّقات النقدية لصناعة الغاز في مُجمل الاقتصاد الوطني تقدر بحوالي (100) مليار ريال سنوياً؛ أي ما يُمثِّل 15% من الناتج المحلي. ما كان يُحرق في الهواء من الغاز المصاحب في الماضي بمحض إرادتنا أصبح اليوم رافداً أساسياً في اقتصادنا الوطني لارساء أسس جديدة للقاعدة الصناعية وتنويع مصادر الدخل وتحقيق القيمة المضافة للغاز والمنتجات المرتبطة به، إضافة الى حماية البيئة بعدم حرق الغاز المصاحب لإنتاج الزيت. كما تساهم استخدامات الغاز في المملكة في مجالات أخرى تشمل الوقود لمحطات توليد الكهرباء وتحلية المياه ومصانع الأسمنت والصلب وكذلك لقيم لصناعة الميثانول أو لصناعة الأمونيا والأسمدة. وتُصنَّف المملكة من بين أفضل منتجي المواد البتروكيمائية الأساسية في العالم، وهذه المواد يتم إنتاجها جميعاً من تنقيب غازية المصدر. وتحتل المملكة بحمد الله المرتبة الرابعة عالمياً من حيث احتياطيات الغاز بواقع (231) تيريليون قدم مكعب. وتعتبر نسبة احتياطي الغاز إلى إنتاج المملكة متواضعة مُقارنةً مع دول عديدة أخرى، وذلك لأن قاعدة الاحتياطي تحتوي على نسبة عالية من الغاز المصاحب كما أن المملكة تعدُّ أكبر دولة مُصدِّرة لسوائل الغاز الطبيعي في العالم بنسبة تصل إلى 40% من إجمالي سوائل الغاز الطبيعي المتداول عالمياً. ما كان في عام 2001 م استراتيجيات نظرية على ورق تبلور اليوم ليصبح خطط عمل على أرض الواقع ليساهم قطاع الغاز في دفع الاقتصاد الوطني وتنمية صناعات ومنافع ذات ميزة تنافسية عالية. أضف إلى ذلك تفعيل دور صناعة الغاز كعامل مهم ورئيسي للنمو الصناعي وتوفير الوظائف والاستيطان البشري في الربع الخالي وفرص جديدة لنمو الاستثمار في المنطقة الشرقية. كل هذا يعني رؤية لتحقيق أقصى الفوائد الاقتصادية والاجتماعية. هنيئاً لنا هذه الانجازات والأفراح، فما كان في الماضي يُقدم لنا على أنه "حصتنا" من الأرباح، أصبح اليوم إنتاجاً وطنياً - عالمياً تساهم في كل خطوة من خطواته السواعد الوطنية وبإرادة وطنية. عضو جمعية الاقتصاد السعودية [email protected]