نظم المنتدى الشعبي لشعراء المنطقة الشرقية التابع لجمعية الثقافة والفنون فرع الدمام لقاءه الشهري الأول مساء الأحد الماضي 2 / 1 / 1425 ه وذلك بمقر الجمعية بالدمام , وكان ضيف اللقاء الشاعر خالد محمد العتيبي عضو المنتدى الشعبي , وأدار اللقاء نواف الدبل نائب رئيس المنتدى . وفي بداية اللقاء تحدث رئيس المنتدى الشعبي بالمنطقة الشرقية سالم صليم عن فكرة اللقاء الشهري الذي تم اعتماده كجزء من أنشطة المنتدى المنهجية , وقال إن شعراء المنتدى اعتادوا على اللقاء بشكل اسبوعي وهو اللقاء العامر بشتى أنواع الطرح كما يعرف الجميع , لكننا أردنا من خلال هذا اللقاء الذي سيعقد مطلع كل شهر ويتم فيه استضافة شخصية معينة سواء من أعضاء المنتدى أو من خارجه أن يكون التجمع بشكل أكبر والطرح أكثر شمولية وتنظيما , وتحدث أيضا عن دور المنتدى منذ تأسيسه في تكريس الثقافة الشعبية أو ثقافة الشاعر من خلال لقاءات المنتدى الكثيرة والتي لم يكن الشعر فيها يشكل الحيز الأكبر , فقد كان التركيز وما زال على مناقشة القضايا التي تعنى بالأدب الشعبي . بعد ذلك دعا رئيس المنتدى مدير اللقاء نواف الدبل الذي قدم ضيف اللقاء ورحب بالحضور ومن ثم بدأ الشاعر خالد العتيبي بعرض أطروحاته التي تناولت محورين رئيسيين هما : إشكاليات القصيدة الشعبية واشكالات الشاعر الشعبي , وقد مهد لذلك بمقدمة عن الشعر الشعبي ونشأته وقال انه جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية المعاشة , ثم تحدث عن تطوير القصيدة وقال أن الحديث هنا عن المفردة التي كان تطورها حتميا بتطور شاعرها وتطور لغته . بعد ذلك انتقل ضيف اللقاء إلى نقطة مهمة وهي أن القصيدة الشعبية ما زالت مواكبة للأحداث بشكل مناسب خاصة أحداث الأمة العربية والاسلامية وقضايا المجتمع المهمة , وقال إن الطرح المباشر في القصائد التي تتحدث عن هذه القضايا هو الغالب , حيث تعرض قضايانا من خلال القصائد بشكل سطحي ولا جديد فيه بينما الصواب أن يلتقط الشاعر الصور والعبر وأفكار قصيدته من زوايا أخرى يتوصل لها من خلال سبره لأغوار هذه القضايا , فالسرد العادي لتاريخ القضايا وأحداثها يخرج القصيدة من أجواء الشعر الحقيقية , وعلى الشاعر المبدع أن يتلمس الجوانب الانسانية لهذه القضية أو تلك وأن يسلط عليها الضوء ليأتي بالجديد والمفيد لا أن يكرر ما قاله الآخرون وبنفس الطرح . ثم تناول الضيف اقليمية القصيدة وقال إن البعض سعى لاخراج القصيدة الشعبية من اقليميتها لتصل الى أنحاء الوطن العربي وفشل في ذلك وشبه القصيدة الشعبية بالصلصال الذي ان حرك لتمديده تقطعت أطرافه , ولم ينس خالد العتيبي الجانب الاعلامي وأثره على القصيدة وقال أجد نفسي ألتمس العذر لمن يهاجمون الشعبي وهيمنته على الاعلام , وقال إن المبالغة في تقديم الشعر الشعبي تفوق الحد المعقول وهذا الشيء مزعج حتى لنا نحن الشعبيين , وعن الأغنية وأثرها على القصيدة قال للأسف إن العديد من الشعبيين اتجهوا لكتابة القصيدة المغناة وأصبحوا يركزون على أن تكتب القصيدة لتغنى وهذا أخل بتلقائيتهم كثيرا . وعن التجديد قال إن القصيدة الشعبية ليست وجبة سريعة بل هي فكر وثقافة وتجربة لذلك من الخطأ أن يكون التجديد بشكل معاكس لبنية القصيدة وعناصرها المهمة واقحام الغريب من اللفظ ليقال بأنها تجديدية . بعد ذلك عرج الضيف على اشكاليات الشاعر التي تحدث عنها باسهاب ومن النقاط التي طرحها بهذا الخصوص ثقافة الشاعر , حساسيته من النقد , الشاعر والاعلام , اشكالية الشاعر مع ذاته , ولعل أهم ما قاله بخصوص اشكاليات الشاعر هو حديثه عن الكم الهائل من شعر الغزل الذي سيؤدي فيما بعد الى مالا يحمد عقباه فلو أطرت مرحلتنا هذه بعد سنوات فإن الانطباع الأول لمن يقرأ شعر المرحلة عمن عايشوها هو أنهم أمة خاملة هائمة بالغزل وقصصه بعيدا عن الهم والهمة. استمر اللقاء ساعة ونصف الساعة تمكن خلالها الضيف من ايصال ما لديه بكل تمكن وسلاسة في الطرح وتفاعل معه الحضور , كما كان الدبل مدير اللقاء ذا حضور قوي وقدرة كبيرة على ادارة الحوار فيما بعد بين الضيف والحاضرين الذين تداخلوا مع خالد العتيبي بالعديد من الاسئلة والملاحظات . وفي نهاية اللقاء شكر الدبل الحضور على أمل الالتقاء بهم الشهر القادم وضيف آخر , حضر اللقاء مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام عبدالعزيز السماعيل وراشد الورثان رئيس قسم المسرح و عبدالله الوصالي رئيس نادي القصة ومجموعة من أعضاء المنتدى وشعراء المنطقة واعلامييها . رئيس المنتدى يلقي كلمته