(1) لم أر العابر الذي مر ذات عمر في حارتنا القديمة لم اتفرس كما الآخرين في كلماته المنقوعة برماد الشمس والنازحة في سطور التاريخ الاولى كأنها ورقة التوت تسقط لا لتعكر مزاج الحديقة كأنما سحابة صيف تخدش وداعة الأمن كأنها خفقة الظل في غابة من الأسمنت كان يرسم مواسم الحصاد في دفاتر الربيع ينفض أوراقه المتكلسة في سبات الخريف لم تكن خربشات طفولية كما نعتها البعض كما لم تكن سورة حلم عابرة يحمل هداياه للاطفال الموسرين متأبطا أروقة الغربة ومنتعلا أشرعة الرحيل (2) كما نورس راح يغسل ذاكرة البحر عن ريشه كانتحاب الكؤوس الجريحة وهي تغادر أنخابها كالذي لم تقله السفينة في حضرة البحر سافرت مشتعلا! بالأغاني التي نسجتها القصائد من أحرف الصبح وارتجلت دربها للرحيل الأخير الأغاني التي كانت تبذر بين تضاريسها وجه أحلامنا فيداعبها الموج حينا وحينا تمزقها شفرات المرافىء كان فؤادك قيثارة كلما داعب الجمر أوتارها اهتز فينا الحنين لننشد في غرة القلب لحن الشواطىء والبحر يفضح منتشيا ببقايا فحولته البكر صمت المراكب يا حادي الركب هيىء لنا حلما من (........) السنين وداعب بهمس اليراعة أوهامنا اللأبدية وافضح بقهوتك العربية اسماءنا المستعارة واقطف لنا وردة من سماء الضمير لنحلم ساعتها بالمطر حين يأتي فتطلق ناياته لثغة اللحن ينبلج الدرب عن سفر لست أدري الى أين يأخذنا موجه؟ لأي الدروب سيسلمنا المد؟ أي المدائن سوف تغازل أقدامنا؟ تاركا بين خاصرة البحر والحبر اطلال خولة وهي تعيد ابتكار المواويل عصفورتان من الأمس تنشدان عن شجر المستحيل وتقرآن للعازفين على وتر الوهم مخفورة بالتعاويذ ماتاه بين زوايا الأكف الغريبة..... يا أيها الطائر المستجير من الصمت ما عاد في الحلم متسع للطيور ستحصي تجاعيد وقتك بين ارتشاف الفناجين منطفأ وضباب السجائر تحرث كل حروف الجريدة حتى الهزيع الأخير من العمر تبحث عن خبر نافر من سياق السطور!