أمام «عمودٍ من ضياء» طوله سبعون عامًا، جلست شخصيات أغلبها من الرعيل الأول ومزاملة للشخصية التربوية التي يطلق عليها أهالي الإحساء «المربي الكبير حمد البوعلي» أكثر من ساعتين في قاعة المحاضرات في نادي الإحساء الأدبي مساء الثلاثاء الماضي شدهم الحنين الذي أشعله بأسلوبه الجذاب، في امسية الذكريات التي أقامها النادي احتفاءً به. حمد البوعلي والدكتور خالد الجريان مقدّم الامسية الدكتور خالد الجريان وعد الحضور بأن تكون هذه الليلة استثنائية في تاريخ النادي، يسعدون خلالها بذكريات قلّ نظيرها، تروى بلسان ندي عذب فصيح. ذكريات عريضة ومشوّقة رواها فارس الامسية حمد البو علي عن تجربته التعليمية والإدارية من بداية الثمانينات الهجرية منذ ان عُيِّن معلمًا لمادة اللغة العربية في معهد المعلمين بالأحساء، حيث أنشأ في كل صف دراسي مكتبة خاصة به، من تبرعات الطلاب أنفسهم، وأصدر صحيفة في المعهد باسم صوت الطالب، وكان لها صدى مؤثر. وقال البوعلي إنه من خلال تجربته الطويلة في هذا المجال أدرك ما للإدارة من فلسفة عظيمة، لا يمكن أن يتحكّم بزمام أمورها إلا الإنسان الذي يغلب المصلحة العامة على الخاصة، ذاكرًا عدة أمور تعلّمها منها أهمها الحذر من الوقوع في المنهي عنه، مؤكداً أن الابتسامة أهم ما يميّز المدير الناجح، فهي تعالج أمورًا كثيرة، وهي برهان ساطع على سلامة النفس وطهارة القلب. وروى ضيف الامسية ذكريات كثيرة عن الاحساء وعن دوره في الحديث باسمهم امام اولي الامر في الوطن. واشار المربي حمد البوعلي إلى انه دوّن جزءًا كبيرًا من حياته في كتابه «حنين الذكريات» في قالبٍ ممتع متميّز، حوى الأدب والعلم والتربية معاً، وفيه تجربة سنوات عديدة، ذاكرًا فيه رحلاته الكثيرة التي ضمّت دول الخليج، ومناطق المملكة، وبعض الدول العربية، ولكل حكايته وطعمه الخاص. مداخلات الحضور تركّزت حول الإعجاب بهذه الشخصية وتاريخها الحافل بالعطاء. وكان لابنه أحمد مداخلة ك»الضوء من الضوء» تحدث فيها عن علاقات والده الخيرية التي لم يذكرها أمام الحضور، ومنها مساعدات الزملاء والمحتاجين، بينما حفظ له هذا الجميل الحب في قلوب الناس من أهل المحافظة.