يصف المراقبون اجتماع وزراء نفط الاوبك في الجزائر الثلاثاء المقبل بانه استثنائي وهام، حيث من المفترض أن ينظر وزراء نفط الدول الأعضاء في تطورات سوق النفط في ظل احتمالات تراجع الطلب العالمي على نفوط المنظمة. ويرى المتابعون للشأن النفطي انه رغما عن الزيادة في الطلب على الطاقة بسبب برودة الطقس الشديدة في الولاياتالمتحدة واوروبا ونمو الاقتصاد العالمي وخاصة في الولاياتالمتحدة الا انه لم يحصل نقص في امدادات الخام الى السوق العالمية ، في ظل اقرار الجميع بأن اسعار النفط لا تزال مرتفعة نسبيا بسبب العوامل الانفة الذكر وحالة الغموض بشأن العراق و انتاجه النفطي رغم ان انتاجه ارتفع الى 2ر2 مليون برميل فضلا عن عدم اليقين بشأن مجمل الاوضاع العامة في العالم . ويجمع المراقبون على أن السعر السائد في السوق لا يعكس أي نقص في امدادات الطاقة، كما ان بقاء مستويات الانتاج عند مستواها الراهن سيؤدي الى انخفاض الاسعار حيث لايمكن لاحد التكهن حول مستوى هذا الانخفاض الامر الذي يجعل مهمة وزراء نفط اوبك صعبة جدا. ربما ان قرار زيادة الانتاج لن تكون خيارا امام وزراء المنظمة لسببين الاول يتصل بآثاره على الاسعار و الثاني نتيجة النقص في القدرة الانتاجية. ولكن في حالة اقدام وزراء نفط الاوبك على رفع انتاج دولهم فان البعض يرى بأن ذلك سيؤدي الى تراجع حاد في الاسعار،الا ان احدا لم يستطع التوقع للان وبشكل قطعي فيما اذا ستتخذ اوبك مثل هذا القرار خاصة وان الدول الاعضاء تنتج حاليا باقصى طاقتها . والاحتمال الآخر هو خفض معدلات الانتاج لمواجهة التراجع المتوقع على الطلب العالمي الاان مثل هذا القرار يعتمد على كيفية تقييم اوبك لانخفاض الاسعار المحتمل و اذا تم الشروع بمستوى مرتفع من الاسعار مثلما هو الحال الان فان المنظمة لن تكون بحاجة الى اجراء خفض في انتاجها . وفي هذا الاطار يرى رئيس منظمة أوبك بورنومو يوسغيانتورو ان المنظمة تريد هبوط أسعار النفط تدريجيا وان قرارها بشأن مستوى الانتاج يتوقف على توقعات الطلب في الربع الثاني من العام الجاري. ويخشى بعض وزراء أوبك انخفاض الاسعار بشدة مع تراجع الطلب في نهاية فصل الشتاء، حيث سبق وأن صرح يوسغيانتورو بأنه يتوقع أن تحافظ أوبك على سقف الانتاج عند 24.5 مليون برميل يوميا لكن أي انخفاض كبير في الاسعار قد يؤثر على قرارها. ويتوقع معظم المحللين ان تبقى اوبك خلال اجتماع الجزائر على حصص الانتاج المحددة حاليا ب 24.5 مليون برميل في اليوم، غير ان الخبراء لا يستبعدون خفض العرض في حال سجلت أسعار الخام تراجعا ملموسا بحلول الثلاثاء. ويرجح البعض فكرة قيام المنظمة بتعديل حصصها الانتاجية خلال اجتماع الجزائر لكنها قد تبحث خفض الانتاج خلال اجتماعها التالي في 31 من مارس. وحسب تصريحات عدد من وزراء نفط اوبك في الآونة الاخيرة فان المنظمة التي تسيطر على نصف صادرات النفط الخام في العالم ستتفق على الارجح على ترك سقف انتاجها دون تغيير عند 24.5 مليون برميل يوميا.