ستبقى لي هيئة مرحة وكلمات اكبر من حجم فمي وسأضحك متى شئت حتى قبل الموت بقليل.. سأعدو في كل اتجاه.. وسأنزف حتى آخر قطرة من دمي ولن تتمكن قط من الوقوف على حافة الجرح كي ترى ألمي. مثلك لا يرى.. ومثلي لا يرى.. فكيف نلتقي والعمى ملء عينيك.. والقنوط والتعب ملء صدري.. لقد اخترت طوال عمري ان اكون كثيرا أزحم الطرقات والشرفات واصعد الى النجم.. وأسقط من فرط التعب فيضحك القمر.. وأضحك أنا.. فتهتز الارض من نشوتها ومن عنائي واصراري. @@ باختصار لقد جئت الى هذه الدنيا وانا ابكي.. وعندما وعيت وكبرت حاولت ان اضحك.. ولا ينبغي ان نبكي من المهد الى اللحد.. فاذا حجبت دموعي كي استمر فلأني لا اود لأيسر همومي وأحزاني ان تؤرقني وتدفعني لأضيق بمن حولي أو يضيقوا بي.. ولان كل المنغصات تبقى مادمت حيا فلماذا نشكو من قدرنا الذي لا مفر منه.. ان كل ما اراه لابد وان غيري يراه ايضا ولدى الناس ما يكفيها من الهموم والاحزان.. ولهذا لا ينبغي ان يحجب الهم والغم اشعة الشمس التي تأتي كل صباح. @@ اننا نأتي الى هذه الدنيا ونرحل عنها دونما اختيار وما نأخذه منها سنتركه غدا ومع كل هذا سيبقى الكثير من الاشياء خلفنا بحلوها ومرها.. فلماذا يتملكنا الضجر والسأم والملل؟ ولماذا لا نتجدد بابتسامة نرى بها الدنيا اكثر جمالا.. انني اضحك لكي أعيش وأتنفس وأهرب من الوحش الذي يتربصني.. وقد ترتد نفسي الى نفسي فاغالب ما اعانيه بالمتاح لي من المرح من المذبوح والكل يفعل هذا لكي ينسى.. لان الكل ايضا يحتاج الى ان يخضر الداخل حتى لا تتوقف دقات قلبه.. والقلب الذي يدق لابد وان يجد من يطرق بابه.. فالحب لن يتوقف في هذه الدنيا ما دامت قلوبنا تخفق.. والحزن الدائم يفسد شرايين الدم ويعيق مسارها ويسد الطرق ويصاب بفعل وطأته الانسان بالعمى فلا يرى الجمال جمالا.. ولا الخير خيرا.. ولا حتى القمر قمرا.. الحزن يترك كل شيء امامك وخلفك يلتهب وحتى لا نحترق نحاول ان نطفئ الحريق بالضحك والتفاؤل والامل.. حاول ان تضحك لكي تعيش.